((الدرس السينمائي العربي))
ا م د صالح الصحن

في الوطن العربي، هنالك العديد من المعاهد وكليات الفنون الجميلة التي تعنى بتدريس السينما، ولكن بمناهج تعليمية مختلفة بين هذه وتلك، وبما يخلق فروقات عديدة في مفردات الدرس الأكاديمي، وكذلك طرائق التدريس واسلوب تنفيذ المحاضرات التطبيقية العملية، مع الفارق بين هذه الدولة وغيرها من حيث توفر المستلزمات والأجهزة والانظمة التقنية الحديثة في التدريس وفي حقل الاشتغال السينمائي عبر مؤسسات الانتاج ، الأمر الذي يدعوا الى الرغبة في تقارب هذه المناهج والأساليب، بما يعزز من قيمة المستوى التعليمي ووحدة المصادر وزيادة شحنة التفاعل العلمي المعرفي بين أبناء الوطن الواحد، والذي يجعل الاستاذ س، بإمكانه أن يلقي محاضراته في أي دولة عربية استنادا إلى وحدة المناهج وإلى مشتركات الثقافة العربي، والاعتماد على الأسس الحقيقية في بناء مؤسسات معرفية تعليمية علمية وتطبيقية ووفق العقول والتقنيات الحديثة المتفاعلة مع المشهد السينمائي العالمي وما يطرأ عليه من متغيرات ،و بناءا على ما جاء برسالة الاستاذ الدكتور حمادي كيروم رئيس الجمعية المغربية للبحث الأكاديمي في السينما ، بشأن جملة من المقترحات التي قدمها لتطوير آلية بناء منهجية علمية صائبة في مفردات مناهج تعليم السينما في المغرب، نسجل أعلى معاني الوفاق والتأييد والدعم، لما ورد في مشروع الصديق كيروم ، ونرى من المفيد أن نطلق مقترحا عراقيا يسعى إلى بناء قاعدة علمية تعليمية عربية متقدمة في مناهج تعليم السينما عند العرب ، تسود قاعات الدرس السينمائي العربي في البلدان العربية ، وأن يصار إلى تحقيق مؤتمرعلمي عربي بصيغة ( حضورية) أو (اليكترونية ) وبحسب ما تسمح به الظروف، مؤتمر
خاص بكليات و معاهد الفنون الجميلة العربية قسم الفنون السمعية والبصرية، وبالذات تخصص فرع السينما، لوضع مناهج حديثة لتعليم السينما نظريا وتطبيقيا، وبما يواكب العصر الحديث، ويرتقي إلى المستوى الذي وصلت إليه السينما العالمية، ودون أدنى اساليب تقليدية،، مع العمل على فك التداخل والاشتباك في مفردات المناهج، والعمل على وضع تدرج معرفي للمناهج بين المراحل التعليمية كافة ،، على أن تقدم كل كلية فنون عربية أو معهد، مفردات منهاجها التعليمي وبما ينسجم والمستوى التعليمي العربي العام، لتحقيق مستوى تعليمي عربي متقارب، وكذلك التخلص من عبارة (غير معترف بها) لبعض الشهادات العربية في هذا الاختصاص والتي تعاني من سمة الاعتراف والمعادلة .. مع الامل بالنهوض والارتقاء في هذا القطاع المعرفي الجمالي في السينما نظريا وتطبيقيا.
وهنا أود الاشارة الى ان الاستاذ الدكتور حمادي كيروم الاستاذ في الدراسات العليا ورئيس الجمعية المغربية للبحث الأكاديمي في السينما ، قد بارك هذا المقترح وعده( فكرة جيدة، واننا في المغرب بامس الحاجة إلى مثل هذه الإجراءات الضرورية) ،وقد أطلق جملة من المقترحات، بهذا الصدد، وهي :
الدراسات السينمائية بين المعرفة النظرية والمعرفة التطبيقية، الاستاذ الدكتور حمادي كيروم
Les études cinématographiques entre le savoir-faire et le savoir penser
تعيش المعرفة والثقافة السينمائية في الجامعة المغربية وضعا استثنائيا، نظرا لكون المعارف والعلوم المبرمجة داخل المسار الجامعي لا زالت خاضعة لعقلية تقليدية تتحاشى الفنون الحية وتعتبرها مواد موازية وملحقة ليست أهلا للدخول ضمن البرامج الدراسية المعتمدة…
غير أن العمل النضالي الذي قام/يقوم به بعض الأساتذة الجامعيين الذين سربوا هذه الفنون تحت غطاء معارف معترف بها ضمن مواد معتمدة داخل الدرس الجامعي، قد وفقوا في وضع اللبنات الأولى للدرس الفني عموما والدرس السينمائي على وجه الخصوص.
في خضم هذا ومن أجل استثمار هذه الجهود وتأسيس الدرس السينمائي وشرعنته داخل الحرم الجامعي … تطرح/تؤسس الجمعية المغربية للبحث الأكاديمي في السينما أرضية أولية بغرض فتح نقاش جدي حول هذا الموضوع مستندة على … ما يلي:
وصف شمولي للدرس والمعرفة السينمائية بالكليات والمعاهد والمدارس المهنية
حصر تقريبي للشعب وأسلاك الماستر وكذا الأساتذة الذين يشتغلون على السينما ضمن برامجهم التعليمي
وصف المحتويات التي يتضمنها الدرس السينمائي
وصف المقاربات والمناهج التي يعتمدها الأساتذة
وسنحاول أن نستنير في إضاءة واقع الدرس السينمائي في مؤسساتنا الجامعية على تجارب ناجحة من دول أخرى قسمت بنية ومكونات الدرس السينمائي إلى قسمين رئيسيين:
كليات الآداب والعلوم الإنسانية والتواصل:
تعتمد هذه المؤسسات على تدريس آداب السينما / تاريخ السينما / تاريخ الفن / نظريات السينما / علم جمال السينما / اللغة السينمائية / الدراماتورجيا / الأجناس الفيلمية / سيميولوجيا الصورة / المحكي الفيلمي / سوسيولوجيا السينما / الإنتاج السينمائي / الفيلمولوجيا / تحليل الخطاب السينمائي-الفيلمي / تكوين الصورة والموسيقى والضوء… نظريات المونتاج / فلسفة الإخراج / سياسة المؤلفين …
نستنتج من خلال هذا المحتوى أن قصد المؤسسات هو تكوين مفكرين في السينما أي باحثين في السينما.
إن الهدف من هذا التكوين الذي يتوسل بهذا المحتوى هو ترسيخ “معرفة التفكير في السينما” … ومن المستحب أن يرافق هذا التكوين النظري بعض المعارف والمعلومات التقنية لتقريب الطالب الباحث من المسار المهني الذي قد يختاره كمسار إن أراد ذلك.
المعاهد والمدارس المهنية المتخصصة:
تعتمد هذه المدارس على تعليم الطالب تقنيات مهنية في تخصصات دقيقة تتطلب لياقة ودربة علمية وتجريبية حاذقة، وتشتمل هذه المهن على هندسة الصورة والضوء والصوت / الهندسة الرقمية وعلم الحاسوب وتقنيات المونتاج وخبرات ما بعد الإنتاج … ويفترض أن تعلم هذه المدارس الطالب المتخصص في المعرفة التطبيقية (كيفية) التمفصل ما بين المعرفة التطبيقية ومعرفة التفكير والمعرفة الإبداعية… أي خلق تقني متنور بالمعرفة الفنية يستطيع أن يجد حلولا تقنية لمشاكل فنية.
هذه أرضية أولية محفزة للتفكير من أجل بناء الدرس السينمائي في المؤسسات الجامعية والمهنية بالمغرب كمحور أول في المشروع العلمي والبيداغوجي الذي تتبنى الجمعية البحث فيه بشكل تشاركي مع كل الكفاءات العلمية الفاعلة داخل المغرب وخارجه.
ويليه المحور الثاني المرتبط بالبحث في المعرفة السينمائية والمعارف الموازية لها باعتبار أن السينما هي مادة المنطلق ومادة المرجع. وبهذه التصورات، نكون قد ارسينا أسس التكامل الثقافي والفني والتعليمي في القطاع المعرفي للسينما..
انتهى….
ا م د صالح الصحن

Comments are disabled.