أنظمة التصميم والنشر الرقمي على الشبكة الدولية للمعلومات

 

أولاً: أنظمة التصميم المكتبي الرقمي للصحف:-

    لقد شاع عدم التمييز في البحوث والدراسات إستخدام مصطلح النشر المكتبي Desk top Publishing  ليعني به التصميم المكتبي الرقمي، حيث هناك عدم وضوح بين مصطلح التصميم المكتبي Desk top Designing  وبين النشر المكتبي  Publishing Desk  top فقد حدث خلطاً كبيراً بين الأثنين وسوف نوضحه ان شاء الله في هذا المبحث.

    إن التصميم المكتبي الرقمي مصطلح دخل حديثاً الى عالم الصحف والتصميم الصحفي ، وهو عبارة عن استخدام حاسب شخصي يكفي لوضعه وتشغيله على منضدة مع استخدام عدة برامجيات، ويضاف جهاز للمسح الضوئي وهو لأدخال العناصر الكرافيكية وهذه بمجموعها تكون أداة متكاملة للقيام بأعمال التصميم المكتبي، وإنتاج المطبوعات دون الحاجة للرجوع الى دور التوضيب الفني وتنضيد الحروف.

  وتتسم النظم المتكاملة للتصميم الرقمي بوجود قاعدة مشتركة للمعلومات تجمع بين المكونات الاساسية للوحدات التصميمية في الصحف وهي الصور والحروف والاعلانات كما تتوفر لهذه الوحدات ملفات للحفظ تتمتع بخاصية التمييز بطريقة سريعة بين مختلف العناصر الطباعية، كالعمل الفني الخطي والصور ذات التدرجات الظلية وحروف المتن والعناوين وغيرها.

   لقد برز التصميم المكتبي في السنوات الأخيرة كواحد من التطبيقات الجديدة للحاسبات الألكترونية في مجال تنضيد الحروف.*  

  ويتولى الحاسب الالكتروني عملية إدخال وتخزين وطباعة النصوص كما يستطيع إجراء أية تعديلات على شكل الصفحة ومحتواها بسهولة، حيث إن استخدام الحاسب الألكتروني في نظم معالجة الكلمات والحروف Word processing  قد أتاح تطبيقات عديدة في مجال التصميم الرقمي سواء بالتعديل أو التدقيق كأضافة وحذف نص أو تنظيم النصوص أو تكبير وتصغير الفقرات النصية والصور أو رفع وخفض الحروف عن السطر أو تغيير المسافات بين الفقرات وغيرها من المعالجات التصميمية المطلوبة.  

إن التصميم المكتبي الرقمي هو إستخدام برامجيات وأجهزة وأنظمة تستخدم الحاسب في الأبتكار التصميمي وتوضيب الصفحات وتصميم صفحات نموذجية كاملة متوسطة أو عالية الجودة. وهناك ميل نحو الأنظمة التي تسمح بمشاهدة الصفحات المنتهية قبل إعطاء الأمر بأخراجها. ويتمثل التصميم والنشر المكتبي الرقمي الألكتروني بأستخدام الحاسوب  في:-

1- انظمة التصميم المكتبي والفني.

2-الانظمة التيبوغرافية لتوضيب الصفحات.

3-برامج التوضيب والتصميم المختلفة.

4-أنظمة النشر المنضدية.

5-أنظمة النشر التي تعمل بمكاملة البيانات بواسطة الحاسب (أي المزج بين الحاسبات والاتصالات).

  ويمكننا القول بأن الانظمة الاربعة الأولى تمثل أنظمة تصميم ونشر مكتبي وبمجموعها الخمسة تمثل التكامل بين انظمة التصميم والنشر والاتصالات الألكترونية حيث تدخل الصحف بمرحلة (أنظمة التصميم والنشر المكتبي الألكتروني عبر الشبكة الدولية للمعلومات).

  ان ظهور التصميم الرقمي من خلال معالجة النصوص والصور الصحفية وغيرها من العناصر الكرافيكية للصحيفة، قد أحدث طفرة كبيرة وتطوراً في العملية التصميمية بأكملها، حيث أن إستخدام الكومبيوتر في الحقل التصميمي للصحيفة أدى الى بناء أنظمة تصميمية وإنتاجية إلكترونية مفتوحة ومتكاملة تعمل مع بعضها البعض في آنٍ واحد، وقد كسرت حواجز أنظمة ماقبل الطباعة المغلقة والتي يعمل كل فيها بمعزل عن الآخر، فأصبحت أنظمة متكاملة تعرف بنظم التصميم والنشر الألكتروني Designing and publishing  Electronic والتي تستخدم في تصميم وإنتاج الصحف وغيرها من المطبوعات. وتشمل عمليات التوضيب الالكتروني على الشاشة Electronic pagination والتي تعد إحدى حلقات نظم التصميم الرقمي ويتسع مفهوم النشر الألكتروني ليشمل النشر عبر الشبكة الدولية للمعلومات وتسمى الشبكة العنكبوتية العالمية ((www.)) وإدخال الوسائط المتعددة Multimedia في تصميم الصحف.

  لقد اصبحت اليوم غالبية الصحف اليومية وخاصة الكبرى منها في معظم أنحاء العالم تعتمد في تصميمها التقنية الألكترونية، بما يشمل كل المراحل التصميمية اللازمة لكل العناصر التيبوغرافية والكرافيكية سواء التحريرية أو الأعلانية المنشورة على صفحات الصحيفة، ثم أصبحت تنتج الصحف والمجلات ألكترونياً بدأً من الحصول على مادتها التحريرية والاعلانية من مصادرها المختلفة وأنتهاءاً بأجراء المعالجات الإخراجية اللازمة لها، كي تأخذ طريقها للنشر على صفحات الصحيفة ويتم تنفيذ المعالجات التصميمية عليها فيما يعرّف بالتوضيب الألكتروني لصفحات الصحيفة على شاشة الحاسب.

 

ثانياً: تقنية التوضيب الرقمي:-

    يعمل نظام التصميم الرقمي من خلال التوضيب الألكتروني لصفحة متكاملة، بحيث تصمم الصفحات على الشاشة مباشرة، من خلال القيام بتوزيع المساحات المناسبة للموضوعات والصور والاعلانات أمام شاشة الحاسوب، وعن طريق البرمجيات المختلفة تقوم بمعالجة كل عنصر، وتستطيع توضيب صفحة كاملة بكل عناصرها التيبوغرافية والكرافيكية على الشاشة. وأخيراً نحصل على نسخة ورقية أو فلمية أو نسخة مسجلة على لوح طباعي جاهز، طبقاً لإمكانات نظام النشر المستخدم، وتتم العملية دون إجراء القص أو اللصق. كما كان متبعاً في ظل نمط التوضيب التقليدي في الصحيفة. ويمثل التوضيب الرقمي أهمية كبرى بالنسبة للصحف اليومية نظراً لما يحققه من عامل السرعة لهذا النوع من الصحف في عمليات التصميم والاخراج وإنتاج الصحف ونشرها.

  ان ميزات نظم التوضيب الرقمي على الشاشة، تقللّ بصفة عامة من الوقت والجهد المبذولين في إنجاز فعاليات ماقبل الطبع (من تصميم واخراج). نستطيع القول أصبح بأمكان التوضيب الرقمي الدمج بين الصور والنصوص معاً حيث تم دمج خطوات عديدة في خطوة تصميمية وإمكانية إدخال الوسائط المتعددة عليها Multimedia ، مع السرعة العالية في تنفيذ هذه المراحل. مع القدرة والمرونة العاليتين على إجراء أية تعديلات أو تغييرات ضرورية على شاشة الحاسوب إضافة الى ماتمتاز به العملية من الدقة والسرعة وإختصار الوقت والجهد والتحكم السريع والدقيق في اية إجراءات إخراجية.

    لقد تطورت أنظمة التصميم والمونتاج الرقمي وتمثّل بظهور أجهزة تصوير الصفحات التي تعتمد لغة أو نظام Post Script  * حيث تستطيع الآت هذا الجيل إستخراج صفحات الصحيفة من القطع العادي Standard كاملة بكل عناصرها على نسخ فلمية، كما إنها تتيح معدلات دقة أعلى بكثير مما توفره طابعات الليزر تصل الى 2500 نقطة في البوصة الواحدة، مما يجعلها قادرة على طباعة كل عناصر الصحيفة ومنها الصور وبمعدلات عالية جداً من الجودة الأنتاجية.

 

ثالثاً: أنظمة النشر الرقمي الألكترونية:-  

    يمكن تعريف النشر الألكتروني بأنه يهدف الى إحلال المادة التي تنتج الكترونياً وتعرض على شاشة الطرفي محل المادة التي تنشر في شكل مطبوعات ورقية، وهذا التعريف يتسع ليشمل بث النص والرسومات عبر قنوات الكترونية مثل التلفزيون وخطوط التلفزة الخاصة وخطوط الهاتف. حيث ان النشر الألكتروني مرصد للمعلومات من نوع خاص يعتمد على أستخدام الحاسب الألكتروني والأقراص الممغنطة التي تخزن النصوص والبيانات وتسترجعها على طرفي متصل بالحاسب الذي خزنت فيه المعلومات الكترونياً. وقد أدت عمليات مزج وسائل الاتصال السلكية واللاسلكية مع الحاسب الألكتروني الى خلق عصر جديد للنشر الالكتروني حيث يتم بث المعلومات على المنافذ المتصلة بالحاسب الألكتروني لكي يتسلمه القارئ في منزله أو مكتبه بالكمية والنوعية التي يرغبون فيها من المعلومات وحسب الطلب وفي الأوقات التي تناسبهم.

  ان الباحث ماسترودي يربط بين الأجهزة الألكترنية والتأليف والنشر حيث يذهب الى ان النشر الالكتروني يتيح للمؤلف إمكانية التشارك و(التأليف عن بعد) وتداول فعّال للنص وكذلك بالنسبة للناشر الذي يدير ثروة رقمية هائلة ستسمح له بأن يكون هو العنصر الرئيسي في عملية خلق العناصر الرقمية (نص وصوت وصورة ) مما يؤدي الى أن تدار حسب طلبات السوق. ان النشر الالكتروني يخضع الى تطورات مستمرة تتمثل في:

1- تطور صناعة النشر وإدخال الحاسبات الألكترونية في كل مراحل نشر المطبوع.

2- إستحداث أساليب جديدة لأنتاج النصوص المطبوعة وتوضيبها ونشرها، ليس من خلال الصفحة المطبوعة المقروءة فحسب بل من خلال ابراقها على شاشات تلفزيونية للمشاهد في منزله، والذي يطلق عليه مهنياً أوتجارياً أنظمة نشر النصوص المتلفزةpublishing system     Televised Texts ، ويشمل النشر الألكتروني العديد من وسائل النشر نذكر منها    :

1- التصوير المايكروفيلمي

2-  النسخ التصويري

3- الأرسال والاستقبال بواسطة الأقمار الصناعية.

4- التخزين والاسترجاع بواسطة الحاسب الالكتروني وعن طريق الطرفيات.

5- التخزين والاسترجاع على أقراص الليزر وغيرها من الوسائل الألكترونية.

     ويهدف النشر الالكتروني الى إحلال المادة التي تنتج الكترونياً وتعرض على شاشة الطرفي محل المادة التي تنشر في شكل مطبوعات ورقية وتشمل بث النص والرسومات عبر قنوات الكترونية مثل التلفزيون العام وخطوط التلفزة الخاصة وخطوط الهاتف وغيرها من الوسائل الالكترونية.

 



* ) حيث وصلت آلة الجمع التصويري الرقمية الى إنتاج 2000 سطر في الدقيقة فضلاً عن كفاءة عالية في التخزين تصل الى 80 مليون حرف على الأقراص الممغنطة.

* ) وهي لغة تعرف بلغة أو نظام وصف الصفحات وعلى أساس ان هذه اللغة هي التي تمكن الطابعات من انتاج وتنضيد الحروف وطباعة الصور والعناصر الكرافيكية بدرجات جودة عالية. ووظيفة هذه اللغة بمثابة حلقة الوصل بين الكومبيوتر والطابعة، فهي التي تتولى مسألة ترجمة المعلومات النقطية Pixels المعبرة عن الحروف والاشكال من الكومبيوتر الى طابعة الليزر.   

Comments are disabled.