مفهوم الإبتكار والتطوير

مفهوم التطوير : Concept of Development

    التطوير هو القدرة المتجددة لبناء المفاهيم والاتجاهات والتنظيم والقدرات والاساليب للايفاء بالاحتياجات الحالية والمتطلبات المستقبلية لمواجهة مقتضيات الحياة الشاملة، ويتأتى ذلك من خلال اثراء الفكر بالمفاهيم والاتجاهات والاساليب الاصيلة والمعاصرة لتوفير القدرات البشرية المؤهلة ، وتقويم الهياكل الوظيفية والتنظيمية في ضوء المتغيرات المتجددة، وترشيد الافادة الكاملة من الامكانات المادية والفنية المتاحة .

    ولا يمكن تحديد العملية التطويرية ضمن نطاق معرفي أو تخصصي مستقل , فهي عملية شاملة تتعدى التدريب واكساب الأفراد معلومات ومهارات واتجاهات .. اذ انها عملية هادفة ترمي الى تهيئة  كادر تصميمي كفوء يستطيع النهوض بأعباء التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحل المشكلات . كذلك فأنها عملية منظمة ومستمرة تتطلب تخطيطا علميا سليما وتنفيذا دقيقا ومتابعة واعية . فالتطوير بمعناه الشامل .. عملية سياسية اجتماعية اقتصادية ثقافية ادارية . وترتبط بمجمل المتغيرات البيئية .

     ومن وجهة نظر أخرى .. فهو عملية مخططة وموجهة تهدف الى احداث تغييرات نوعية وكمية شاملة وجزئية في هياكل ونظم واساليب الفعل التصميمي وانماط وضوابط السلوك فيه ، من اجل زيادة قدرة وفاعلية تحقيق الاهداف الاقتصادية والاجتماعية والادارية ضمن معطيات بيئية وزمنية معينة .

    وتتلخص اهداف التطوير بالآتي :

  • جعل الكادر التصميمي متلائما مع المهام المتغيرة ومتكيفا مع المتغيرات البيئية لادارة  العمل بكفاءة وفاعلية.
  • تنمية وتطوير المفاهيم والاتجاهات والمعارف والمهارات والهياكل التنظيمية والوظيفي، ونظم واساليب العمل وخلق المناخ التنظيمي الملائم للأبداع والتفاعل الايجابي بين المؤسسات وبيئاتها.
  • تنمية الوعي العام لدى المجتمع بأهمية اهداف التطوير ، لخلق الاستعداد والاستجابة
  • تأصيل البعد الحضاري لعملية التطوير ، من خلال الإفادة الواعية من التجارب الانسانية المعاصرة بشكل مبدع .
  • تبسيط النظم واساليب العمل الاداري ، وتكييفها وتعديلها في ضوء المتغيرات الوظيفية .
  • اكتشاف اساليب التطوير والمقارنة بينها لاختيار افضلها واكثرها تناسبا مع الموقف والظرف

عملية الابتكار :  Process Innovation

     يعتمد الابتكار على جملة من مصادر المعرفة تشمل نشاط البحث والتطوير، سواء قادته المؤسسات العامة أم الخاصة ، من خلال التكنولوجيا بوسائلها المختلفة ،ويمكن أن يعتمد الابتكار على مساهمات يقدّمها الزبائن والشركات الإستشارية والمؤسسات البحثية والتعليمية وغيرها, من المعلومات العامّة المتيسّرة مثل الإفصاح عن البراءات في المؤتمرات والاجتماعات والصحف .

     ويمكن أن يحدث الابتكار على مستويات مختلفة، وتحديدًا على مستوى المنتج أو عملية الإنتاج أو الإدارة . فابتكار المنتج يعني توليد منتجات أو خدمات جديدة، والابتكار في العملية يعني تحسين أو زيادة كفاءة الطريقة المستعملة في العملية الصناعية،

     وترتبط نظرية تدفق المعرفة ارتباطًا وثيقًا بالعملية الابتكارية، وتصف منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي أربعة أنواع رئيسة لتدفق المعارف أو المعلومات وكما يأتي :

  1. التفاعل بين الشركات، ولا سيما عن طريق الأنشطة البحثية المشتركة .
  2.  أنشطة البحث المشتركة بين الشركات والجامعات ومؤسسات البحث العامة، وضمنها المشاركة في براءات الاختراع وفي نشر التكنولوجيا .
  3.  نشر التكنولوجيا والمعرفة إلى الشركات، باعتماد آلات ومعدّات جديدة .
  4. تنّقل المتخصصين حاملين معهم المعارف الضمنية، وخاصة داخل كل من القطاعين العام والخاص أو بينهما.

   

إدارة المعرفة، باعتبارها عنصرًا حاسما في الابتكار :

    وتشمل معالم إدارة المعرفة :

1 . قياس الأداء، وخاصة قدرة الشركة أو المؤسسة المدروسة على قياس نوعية وفعالية ممارساتها الابتكارية.

2 . توليد المعرفة، ويقصد به تخصيص موارد المؤسسة المختلفة لاستنباط منتجات و /أو عمليات إنتاج جديدة .

     ونجاح التدقيق في تحليل الابتكار أساسي لتحسين فهم الصلة القائمة بين التغير التكنولوجي والأداء الاقتصادي . والأهم من ذلك في حالة البلدان الأعضاء في الإسكوا[1] . أن مثل هذا النجاح يساعد في صياغة الاستراتيجيات اللازمة لتجميع وتحليل المعلومات عن التقدم المحرز في حيازة المعرفة الجديدة العلمية والتكنولوجية، وفي تشجيع بناء القدرات الوطنية على الابتكار .

     وينبغي لصانعي القرار أن ينظروا في الخصوصيات الاقتصادية والاجتماعية، وأن يخططوا بعناية للتفاعلات داخل بلدانهم بشأن النشاط الابتكاري المحتمل .

     ويمكن تصنيف مؤشرات العلم والتكنولوجيا والابتكار في فئات أو أصناف عديدة، وفقًا لأطر مفاهيمية مختلفة .

  1. عدد الباحثين والتعليم وأنشطة التدريب .
  2. نشاط البحث والتطوير .
  3. المخرجات التي تنتجها مؤسسات البحث والتطوير .
  4. تأثير نشاط العلم والتكنولوجيا على المجتمع .
  5. توليد المعرفة العلمية والتكنولوجية والابتكارية أو نشرها أو نقلها او استخدامها.

خلاصة :   

     مما تقدم فأن (الإبتكار) ليس فعلا آنياً مرتهن بزمن محدد. وإنما هو نشاط أساسي لبقاء طويل الأجل, ويتبادل بالمفهوم مع مصطلح (التكنولوجيا) للدلالة على الفكرة نفسها, فهو يرتبط بمفاهيم النظرية المعرفية والعملية والمهارات التي يمكن استخدامها لتطوير المنتجات الإنشائية والصناعية والإدارية .

     ويعد (التطوير) جزء من آليات (الإبتكار), إذ يستند الأول على البحث العلمي والمعرفي الذي يؤسس لبناء كوادر تخصصية قادرة على تنظيم التغييرات والتحولات المستقبلية وبلورتها الى فعل إبتكاري. وبهذا يكون (البحث العلمي) هو حلقة الوصل الرابطة لمفهومي (التطوير) و (الإبتكار), إذ تحرص الدول المتقدمة كافة في تبنّي النظريات العلميّة وإستحصال المعرفة من خلال رفد التخصصات العلمية والإنسانية بالوسائل التكنولوجية الحديثة لتعزيز وتأهيل القدرات , وإثراء المخيّلة والتصوّرات , لغرض الوصول الى فهم معمّق للظواهر , وتأسيس منظومة معرفية تهدف الى تحسين الظرف المعيشي للإنسان والإرتقاء بالمدنيّة الى مستوى متقدم .            

 

      المصادر

  1. الذهبي , جاسم محمد ” التطوير الاداري ، مداخل ونطريات – عمليات واستراتيجيات ” وزارة التعليم العالي ، بغداد ، ٢٠٠١ , ص 1-4
  2. الأمم المتحدة,”مؤشرات العلم والتكنولوجيا والابتكار في المجتمع المبني على المعرفة”, , نيويورك، ٢٠٠٣ , ص 5-8
    1. Organization for Economic Co-operation and Development (OECD). “National innovation systems”.  Paris, OECD, 1997 

 

م. علاء الدين الإمام

                                                                                    قسم التصميم



[1]  الاسكوا الإسم المختصر لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية لدول غرب آسيا . UN-ESCWA

Comments are disabled.