صدر حديثاً كتاب نظريات واساليب الفلم السينمائي
للاستاذ الدكتور رعد عبد الجبار ثامر استاذ مادة الاساليب والنظريات السينمائية، قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية، قدم له الاستاذ المرحوم جعفر علي الذي اكد أن الكتاب يقدم لنا خارطة المراحل الإبداعية في العمل الفني السينمائي. فالأسلوب حين يبدأ بالعصر والحضارة يصل إلى الذات والنظريات حين تفرش قواعدها وأُسسها على مساحة العصر والحضارة؛ فأنها لابد أن تستمد حيويتها من ذات المبدع. ومن هنا يبرز هذا المبدع السينمائي أنه يبرز بإبداعه أي أسلوبه. وأسلوبه يعني فهمه للنظريات وتوظيف التقنيات لتجسيد هذه النظريات بعد أن تتفاعل النظريات والتقنيات بالواقع والخبرة العراقية، أي تبرز من خلال المبدع تفاعل هذا الذات مع الأرض والمجتمع ومع القيم والعلاقات ورغم ان السينما صناعة متعددة الجوانب الا انها في جوهرها (فكر) و(ابداع) اي انها فن اصيل، لكل فن قواعد واسس ولعلنا لانأتي بجديد حين نقول ان التفاعل بين النظرية والتطبيق هو امر جدلي ومتطور ومتحرك. ولا بد ان نبدا من الاساس اي من النظرية كونها خطة يبدا منها العمل ويظيف اليها بنمو وتصاعد يثريان الانتاج السينمائي.
والنظرية هي خلاصة التطور العلمي والفني لمجمل مسيرة الحركة السينمائية في العالم.
نظريات الفن والسينما والحدث عن الاساليب ليس بالامر السهل اليسير كما هو ليس بالامر الواضح لجميع الباحثين وهذا الكتاب محاولة للالمام بجوانب الاسلوب والربط بين الاسلوب والنظرية من جانب والنظرية والتقنيات التي تحدد الاسلوب من جانب ثان.
غير ان الاسلوب والتقنيات والنظريات لاقيمة لها اذا لم توظف لكي تقدم لنا عملا فنيا مؤثرا وجميلا وعميقا.
انها معادلة صعبة تتطلب السيطرة المتوازنة على عمل احد جوانبه صناعي بحت وجانبه الثاني فلسفي بحت، وجانبة الثالث ابداعي في مجال الدراما والتكوين الصوري. انه الفيلم السينمائي الذي ينتمي الى الفن السابع الذي يشمل جوهر الفنون الاخرى.
والسينما لغة. عناصر هذه اللغة هي موضوع الاسلوب والنظريات وتقنيات السينما هي قاعد هذه اللغة الجديدة .
ان حركة الكاميرا والممثل وزوايا الكاميرا وحجم اللقطة والتتابع المونتاجي واستخدام الصوت والشكل، كل هذه التقنيات، هي في الوقت نفسه عناصر لغويه في الوسيط التعبيري الذي ندعوه فيلما.
ومن هنا يقدم لنا هذا الكتاب خارطة المراحل الابداعية في العمل الفني السينمائي . فالاسلوب حين يبدأ بالعصر والحضارة يصل الى الذات والنظريات حين تفرش قواعدها واسسها على مساحة العصر والحضارة فأنها لابد ان تستمد حيويتهامن ذات المبدع. ومن هنا يبرز هذا المبدع السينمائي انه يبرز بابداعه اي اسلوبه. واسلوبه يعني فهمه للنظريات وتوظيف التقنيات لتجسيد هذه النظريات بعد ان تتفاعل النظريات والتقنيات بالواقع والخبرة العراقية، اي تبرز من خلال المبدع تفاعل هذا الذات مع الارض والمجتمع ويتناول هذا الكتاب في فصوله نظريات الفن من الكلاسيكي الى الدادائية ونظريات السينما عبر منظريها وممارسيها ومن اهمهم كراكاور وارنهايم وايزنشتاين.
لابد للنظرية ان تتجسد في اسلوب يرتبط بالمبدع وبالعصر وهنا يتطرق الكتاب لاساليب اهم نظريتين شاملتين اولهما النظرية الواقعية والثانية النظرية الانطباعية.
ومن المفيد هنا ان نربط الابداع وفقا للنظرية والاسلوب في السينما ليس ادق واهم من مقولة هيكل- الفيلسوف الالماني الذي طرح الاسلوب على انه( مابه يستكشف شخصية الذات التي تتظاهر في التعبير عن نفسها) هذه هي الدائرة الصغرى ويستمر هيكل ليقول (هونمط الاداء الذي ياخذ بأعتباره شروط المادة المستخدمة) وهنا يشير الى تفاصيل الاسلوب ويكمل شرحه بأن الاسلوب لابد(ان يفي بمتطلبات التصميم التنفيذ مع مراعاة قوانين هذا الفن) وهذا يشير الى القواعد والاسس اي النظريات.
اذا فالاسلوب يمثل ذات المبدع وخبرته ثقافته وحضارته اضافة الى تقنيات العمل الذي يؤديه وفقا للنظريات العامه المعروفة للفن، وهنا نجد بوضوح الربط بين النظرية والتقنيات والمبدع بثقافته خبرته.
الاسلوب هو التناول الجديد والمعالجة الجديدة المؤثرة البليغة الفريدة وهذا التناول الجديد يبدأ من القدرة على اختيار الموضوع في الزمان المكان والمجتمع العصر المناسب ثم يمضي الى التفرد في انتقاء وتوظيف التقنيات اللغوية المناسبة للتعبير عن الفكرة والحالة، واخيرا يتجسد في التفاعل الحي مع المتلقي.
ويعد هذا الكتاب مرجعا لطلبة الدراسات العليا والاولية في قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية في كلية الفنون الجميلة – جامعة بغداد