صدر حديثا  المجلد الثاني من (مسرحيات طه سالم) وهو كتاب غني باهم النصوص المسرحية  التي شكلت محطات ابداعية في المسرح العراقي مثل (الدولاب، القمر، المزمار السحري، المهاجر، عالم اللامعقول صوت النخيل)، حيث يشكل هذا المنجز مادة غنية للباحثين والاكادمين وطلبة الدراسات العليا، وتقدم  ا.م.د.شذى سالم استاذة مادة الادب والنقد المسرحي هذا الكتاب في نبذة وافية ترى فيها ان اهم ما يثير انتباه القارئ لمسرحيات طه سالم هو تسلسلها الصوري الذي هو العنوان الذي يلخص الانتاج الادبي المعنون به لفهم المشهدية العامة للاغتراب في المسرحية كما يقول الالسنيون، وهذا هو ما يميز نقيضين لايلتقيان التراجيديا الاجتماعية  بكل معانيها وصورها، والفعل الاسطوري الفنتازي المنعكس من خلال شخصياته التي يرسمها المؤلف لمجمل مسرحياته، فهو يجمع من خلال تقديمها صراع المتناقضات المختلفة ما بين الواقع وللاواقع، وصراع ومعاناة بعضها مرئي رغم رمزيته ودلالته والبعض الاخر غير ظاهر مخفي عن العيان كتقنية لحالات الترقب والشد في مجمل نصوصه المسرحية.

لقد قدم الفنان الكبير طه سالم في تلك النصوص اشكالية التذويب الملحمي منذ بداية الفعل المسرحي والذي يتجسد بالعنوان اولا قبل بداية العرض الحقيقي من  خلال المستويات الصورية في اللغة التي تعطي الملامح الحقيقية لفعل الشخصيات المسرحية، والتي يدخل من خلالها لعبة التغريب ليشحن ذهن القارئ بالاسئلة العديدة عن سر المفارقة في الفعل الدرامي لكي يكون عضواً فاعلا في الابداع من خلال البحث عن الحل والتفسير والحقيقة ان سر التسمية يكمن في الخطاب المسرحي الشامل الذي يحدد البنية الابداعية عنده وهي بنية تحددها مستويات ثلاثة:

اولا: المستوى المعرفي، ثانيا: المستوى الجمالي، واخيرا المستوى الايديولوجي، وهذه المستويات الثلاثة تبدو في مجمل نصوصه المسرحية لابراز المضمون الدرامي وهو نوع خاص، يبحث في شرائح المجتمع المختلفة والمتمثلة بشخصيات عديدة ووجوه مقنعة وشخصيات تحمل طبائع واهواء نفسية مختلفة، انها صورة مشهدية متتابعة لحقائق يفرضها واقع، والم، وتراث، وصور، وضحكة ساكنة،وعالم فنتازي يدخل معه القارئ من باب خاص به بعدما يمزق تلك الاقنعة التي تفصل الوهم عن الحقيقة.


Comments are disabled.