صدر حديثا كتاب (النص الضوئي، دراسة في المستويات الدالة في الفيلم الروائي) للاستاذ الدكتور رعد عبد الجبار ثامر، رئيس قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية في كلية الفنون الجميلة – جامعة بغداد.
يرى المؤلف ان محاولة خلق تاسيسات فيها الشيئ الكثير من الجدة، لابد ان تواجهها صعوبات جمة على مستوى مواجهة المفاهيم وتاطيرات مستقره لفترة زمنية معينه في اذهان الدارسين والباحثين ولكن لايخلو من متعة الوصول الى شيئ جديد يتماهى مع ماسبقه وليس الغاءه، لان التراث التنظيري الفلمي تراث تراكمي مازال يتدفق عبر الدراسات والبحوث والكتابات النقدية ومصدره الرئيس ذلك التنوع والحداثة والانتاج الغزير من الافلام الذي لايتوقف عبد حدود معينه من التجريب بالمعنى الواسع للمفردة .
ومناسبة هذا الحديث او المقدمة التي ندفعها كمسوغ لتقديم هذا الكتاب وهو ما قد يعلق في ذهن القارئ من اننا بصدد تحطيم المفاهيم التي جاء بها (مارسيل مارتن) وهي مفاهيم تاسيسية رصينه من الناحية العلمية والعملية ايضا وعلى فترات طويلة استقرت واصبحت من اهم المصادر عبر كتاب (اللغة السينمائية) لكن وبعدالعقود الطويلة وهذا التطور الهائل الذي حدث في مجال الفيلم لابد لنا من وقفة اخرى ومراجعة بسيطة لكنها عميقه لما جاء به (مارسيل مارتن) من خلال تساؤلات بمعنى اخر لم يحدد لنا طبيعة العنصر وماهيته واجزاءه وكيفيات تشكيله الخ. ان تحديد مصطلحي ومفاهيمي واضح لماهية العناصر في اللغه السينمائية اصبح ضرورة ويحتاجه الكثير من الدارسين والباحثين والنقاد لذا وجد من المناسب ان ننطلق من هذه الاشكالية في تحديد ماهية العنصر التعبيري للفيلم السينمائي.
ويبدا المؤلف في الفصل الاول بمدخل تاريخي تحت عنوان (علاقة الضوء بالانتاج الانساني) يشرح فيه ماهية الضوء وعلاقة الانسان معه.
اما الفصل الثاني بعنوان(الاضاءه في ظل التاريخية السينمية) ويعرض المؤلف اهم التطورات التي شهدها الفن السينمائي وكيفيات التعامل مع الضوء الطبيعي ومن ثم الضوء الصناعي وكيفيات تكييفه من اجل ايجاد صياغات درامية وسيكلوجية ضمن بنية الفيلم السينمائي، بالاضافة الى تعامل المخرجين العالميين مع الاضاءه مثل الخرج (الفريد هتشكوك).
ويشرح لنا المؤلف توظيف الاضاءة وفقا لاهم النظريات السينمائية وذلك في الفصل الثالث و( الاضاءه في ظل النظرية السينمية) ونرى في هذا الفصل اهم المرتكزات الاساسية للمخرجين والمنظرين العالميين عبر المفاهيم والطروحات التي ساهمت في بناء نظرية الفيلم مثل (اندريه بازان) و(كركاور) و(مارسيل ليبريه) وغيرهم من المنظرين.
اما الفصل الرابع (دراما الضوء) يذهب فيه المؤف الى التوظيف الجمالي والدرامي للاضاءة في المشاهد لخلق التاثيرات المطلوبه في الفيلم السينمائي، ويعرض لنا كيفيات توظيف الاضاءه في الافلام الانطباعية وفي الافلام الواقعية .
وفي الفصل الخامس (البناء الحركي) يشرح لنا المؤلف علاقة الحركة في انتاج المعنى على اعتبار السينما هي فن الصورة المتحركة ويصل الى ان الحركة هي واحدة من اهم المستويات التي يتمظهر من خلالها الضوء والظل واللون.
اما الفصل السادس (البناء الزماني) يوضح فيه المؤلف الفرق بين الزمن الفيزيائي والزمن الفني ويضع عدة مسارات يتمظهر من خلالها الضوء في قدرته على تجسيد الزمن الفلمي.
اما الفصل السابع (البناء المكاني) تضمن مواضيع كثيره ابرزها، ان التجسيد الاضاءي للمكان يؤكد صيرورة المكان ويدفع الحدث الدارمي الى تدفق معاني واشارات تعمق الاحساس بالمعنى والغاية وتزيد من قوه التفاعل بين الحدث والمكان.
والفصل الثامن (التطبيقات) يتناول عينات بحثية لافلام عالمية نالت جوائز في العديد من المحافل السينمائية وكان لتوضيف الاضاءه فيها دورمميز مثل فيلم المواطن كين، فيلم انا اعترف، فيلم عطيل، فيلم بكيت، فيلم جولييت والاشباح، فيلم الرجل الوطواط، السيدة صاحبة الكلب، فيلم الفراشة.
مع تحيات موقع كلية الفنون الجميلة
ت. ثامر جعفر احمد مدير وحدة الاعلام والمعلوماتية
اعداد وتحرير نوفل جنان فتوحي