صدر حديثا للاستاذ الدكتور صلاح القصب كتاب ( فيزياء الكم واشتغالات معادلاتها الترددية في الحقل الفني ) بالاضافة الى بحوث ومحاضرات لطلبة الدراسات العليا لقسم المسرح (الدكتوراه) في كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد.


ويعد هذا الكتاب مثار اهتمام بالغ على صعيد النظريات الخاصة بالمسرح كونه يتناول موضوعة مهمة تتطلب معرفة موسوعية ليس في مجال المسرح فقط، بل في مجال الفيزياء النظرية ايضا وكل ذلك يشكل جهدا تنظيري بالغ الاهمية، حيث يرى المؤلف إن المكون الكمي في مصطلح تكنلوجيا المسرح واشتغالات معادلاته الفيزيائية تنطلق من نظرية الحقول الكمية وهي نظرية مركبة من نظرية الحقول الموجية ونظرية الكم وتركز على تفسير حزمات الضوء والتي تنتشر في فضاءات العرض من خلال الكلمات وتحديد العلاقة ما بين الرؤيا وفيزيائيتها البصرية وبين الطاقة وكميات التردد الصوري في الكم الصوري لدى المتلقي لذا فإن قوانين الفيزياء في المحيط الكواتنمي هما القوى للمخيلة وجسيمات الفوتون وهو جزء لجزء في الأشعة البصرية لمكونات الرؤيا لذا فإن معادلات الكم التكنلوجي للمسرح هي فيزياء غير ثابتة القوانين والمعادلات وقوانين الحتمية والسببية بل تبحث بالعلاقة ما بين العلم والمنجز وهذا يدخلنا في الكم الضوئي لقياس كثافة الرؤيا وتدرجاتها في الحقل الرياضي والجبري،

بمعنى قياس الكثافة ومساحاتها الضوئية في جسيمات العرض. التكنلوجيا في المسرح هي النواة في جسيمات التفاعلات القوية ما بين عناصر العرض وتقسم ضمن فلسفة الكواتنم إلى اتحاد فيزيائي للعناصر ومعادلاتها والذي تشتغل قواه في تكنلوجيا الرؤيا وقراراتها وتسمى بالقيمة البلانكية وهي عناصر شاملة لقوانين الذرة والنواة وفيزياء الجزيئات وكذلك كعامل في تحديد العلاقة ما بين طاقة خطاب العرض وتردد انعكاساته طوال موجات العرض المستمرة . من خلال (المبدأ التراتبي) فالعرض المسرحي مركب بدقة متناهية ومؤلف من قيم جمالية لمعايير لا يمكن تفسيرها أو الوصول إلى جوهرها السري لذا فالمعادل الكمي لتكنلوجيا المسرح هو وجود متعال يتحرك في رسم فضاءات لمعادلات عرض فيزيائي سحري من خلال حركة الموجة للطاقة وهي ذبذبات موجبة داخل محيط لا نهائي في المكون الصوري للعرض.

في النظرية الكمية لمصطلح التكنلوجي في الفن هو الانطلاق من الجانب الآخر لمكون النص بمعنى أن نجد طريقاً جديداً كي لا تستدير الثقافة والفنون وتتكرر داخل ثوابت

ومن خلال الكم التكنلوجي في العرض لتحرك اشتغالاته من معادلات انطلوجية جديدة، انطلوجيا علم المسرح والتي ستكون نظرية جديدة قائمة على العلم.

إن اشتغالات قوانين التكنلوجيا في المسرح تعمل على تفريغ المادة من ماديتها لطرح منظومة فلسفية جديدة تنطلق من فلسفة الكواتنم بحثاً عن الماورائية في المسرح والفن والأدب.إن فيزياء الكم في الفن والأدب ستبقى حقولاً كثيرة كثيرة وستحول الكثير من الدراسات السابقة إلى توثيق تاريخي حيث ستغادر قراءات القرن الجديدة المنطلقة من الفلسفة الكواتنيمية سطوة المعرفي والثابت إلى منطلقات قوانين العلم الحديثة.

تكنلوجيا المسرح هي اشتغالات الحقل العلمي ومغادرة مناطق المنطق القديم من خلال الموجة والطاقة والجزئيات ومسارات الضوء لمكون اتصالي غامض من خلال الفيزياء والميتافيزياء وتوليف طاقة متداخلة في فضاءات العرض والذي تشكله موجات أو سيل من ذبذبات موجبة.

فالعرض المسرحي وتكنلوجيته الكمية كل لا يتجزأ إذ أن كل جزء فيها مترابط.

تكنلوجيا المسرح ترتيب لمعادلات هرمية لأفكار ورؤى وطروحات مستقبلية تبحث هناك لا هنا وهي أشبه بماسحات الرنين النووي المغناطيسي القادرة على تتبع دورة ذرات معينة في اشتغالات تقنيات الرياضيات والأحصاء من أجل تحليل المعطيات وعلوم الكومبيوتر تدخلت في مناح عديدة لطرح انفتاحات لمعرفة جديدة بالكلية تنمو وتتطور لنتائج مهمة. فقد كانت الدراسات السابقة تقول بأن الصورة البصرية هي تقريباً صورة فوتوغرافية تتشكل على الشبكة وترسل كما هي إلى المخ حيث يقوم بتحليلها بهذه الطريقة ستكون مرحلة الادراك الحسي ومرحلة الفهم منفصلتين. إن الشبكة أنسجة عصبية على تعقيد كبير وهي التي تقوم بتنفيذ التحليل المفصل للصور الواردة ومن خلالها سنتعرف على ما إذا كانت الصورة تحوي خطوطاً رأسية قطاعات أخرى تتعرف على الخطوط الأفقية وتبقى قطاعات عصبية أخرى تميز الألوان وشدة الضوء وشدة وتكوينات الحركة وهكذا تنقسم الصورة لحظياً إلى مكونات عديدة لاعادة تجميعها لكي يعيد المخ تشييد الشيء المرئي.

لقد انطلقت تكنلوجيا المسرح من خلال الكم الفيزيائي في التشييد المسرحي وبدأت تتجلى وتظهر في نظام جمالي دقيق، ها هنا كل شيء نظام وجمال ضمن أنساق للفن صورية تتكون من رموز هندسية ومعادلات الفيزياء وعناصر الكيمياء .. تكنلوجيا المسرح هي الفراغ الكمي والذي يعني الغياب المطلق للثبات والتكرار جزئيات تظهر وتختفي بسرعة خارقة لا يمكن للقياسات التقليدية رصدها.. إنها العقل الجمالي الذي كون معادلات العرض… إنها قوة الفيزياء.. إنها المسافة التي تبعدنا عن فكرة وطروحات نيتشه في العود الأبدي.. أن كل شيء سيتكرر ذات يوم كما عشناه في السابق وإن هذا التكرار بالذات سيتكرر إلى ما لا نهاية!.

وقد اضاف الباحث كما ذكرنا سابقا  مجموعة من البحوث ومحاضرات لطلبة الدراسات العليا لقسم المسرح(الدكتوراه)  في كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد مثل التراث والمعاصره في الفن، والدور الاجتماعي للفن لمحود صبري، الادب الباروكي وقراءة كوانتمية ، المعيار النقدي ومبدأ التحول في الزمن لحميد لطيف مريوش، ومفهوم الفراغ لعماد هادي عباس، بالاضافة الى الكثير من البحوث الغنية بالمعلومات، ولايفوتنا ان نذكر ان غلاف الكتاب هو من تصميم الدكتور معتز عناد غزوان – قسم التصميم.

 

مع تحيات موقع كلية الفنون الجميلة

ت. ثامر جعفر احمد مدير وحدة الاعلام والمعلوماتية

اعداد وتحرير نوفل جنان فتوحي

Comments are disabled.