صدر حديثا  كتاب (الانشاء المسرحي وعناصرة) قراءة من مشهد الثمانينيات في اسس السينوغرافيا والاخراج المسرحي  تأليف استاذ مادة  النقد والادب في كلية الفنون الجميلة – قسم الفنون المسرحية  ا.د. يوسف رشيد، وضمن اصدارات بغداد عاصمة الثقافة العربية  هو كتاب مهم للطلبة والباحثين في مجال الاخراج المسرحي، يحاول هذا الكتاب ان يسلط الضوء على تعاضد منضومتين انشائيتين تتداخلان فيما بينهما لانتاج المنجز الجمالي المسرحي(العرض) ، ولعل اهم منضومتين هما الاخراج المسرحي بوصفه الفعل الشامل لجميع عناصر العملية الابداعية  في المسرح ومن ثم  التمثيل الذي يدخل ضمن اطار الخطة الاخراجية بوصفه مفجرا لترجمة المضامين الجمالية بالفعل الجسدي المتحرك والمعبر الفاعل في رسم صورة تشكيلية لجماليات العرض المسرحي.

ولما كان هذا الكتاب قد عنى بموضوع الاخراج  وتعاضده مع سينوغرافيا العرض فأنه يرجئ عن قصد الكتابة عن فن التمثيل والياته وادواته التي تستدعي بحوثا ودراسات متخصصه عنها.

عليه فأن تخصصية هذا الكتاب تستدعي حدودا للمباحث التي تناولها لتحقيق بعض الفائدة لدارسي فنون المسرح ومتابعيه، وحتى في مجال الاخراج المسرحي وتياراته واتجاهاته فأنه يقف عن قصد عند بعض الاتجاهات التي شكلت السبق في التجريب المسرحي وفي حدود ما دعى اليه(جيمس روز ايفانز) في كتابه (المسرح التجريبي من ستانسلافسكي الى الان) معتبرا ماجاء بعد هذه المرحلة  لتي حددها الكتاب تستدعي بحوثا ودراسات اخرى تخص مرحلة مابعد الثمانينيات من القرن العشرين، ويرى المؤلف ان دراسة مرحلة الثمانييات هي محاولة لتوثيق مرحلة مهمة من مراحل الوعي المسرحي العراقي لاتقل اهمية وشأن عن المراحل التاريخية الاخرى، وبهدف ان تؤمن للباحثين فيما  بعد او الباحثين في هذه المرحلة مصدرا من مصادر الثقافة المسرحية ليتسنى لعمليات الاركيلوجية الجديدة ان تتمكن من المقارنه والوقوف على بعض من مرجعيات ثقافية المرحلة التي لابد ان تذكرها والاستفادة منها خصوصاً بعد ان فقدت الكثير من مصادر ومراجع تلك الفترة بين ما لم تتح له الفرصه نشر سابقة وبين ما تعرضت له الثقافة بشكل عام من عدوان بربري تجسد فيما تعرضت له المكاتب ودور النشر من سرق واحراق واغتيال شارع المتنبي الذي كان ميدانا مهما لكل حرث علمي  ورافد اكاديمي في جميع التخصصات المعرفيه ومنها الفن المسرحي.

 

Comments are disabled.