صدر مؤخرا للدكتور سعد عبد الكريم من قسم الفنون المسرحية
كتاب بعنوان
” رؤى المخرج المسرحي ”
و الذي يتحدث عن الحالات الإبداعية و الفنية للمخرج في إبداع
ه و خلقه لتلك الرؤية المسرحية
المعبرة عن ما هية عمله و هدف فكرته
التقديم
كثيراً ما نقرا ونسمع بكلمة (رؤية) – بالتاء (ورؤيا) بالالف، وفي مجالاتعديدة، كالفن والادب والسياسة…الخ،
ولكن هنالك عدة معاني مختلفة لها بينهماتشابه كقاسم مشترك واختلاف. وسوف يظهر التشابه والاختلاف من
خلال تناول الموضوع.ويسعى المؤلف من اجل ايجاد وضوح اكثر لمعنى الرؤى للمخرج المسرحي حصريا.
تعد الحواس الخمس، ومنها (العين) و(الاذن) وهي اقوى الحواس لقربها منالعقل، وكمداخل لخبرة
العالم الاوسع في العالم الاصغر (المسرح) فاننا نجد المعادلةالبسيطة: الانسان، والطبيعة، والحياة،
وما عملية الاكتشاف الفني الا محور لهذاالكتاب.
وسنجد ايضا ان بعض الافعال المتداولة لغويا لابد لها ان تمتد بمعانيها
لتشمل العملية كلها ابتداءاً بغير المحسوس وغير المنظور الى المحسوس والمنظوروانتهاءا بالعمل الفني،
مسرحاً، او رسماً او موسيقى او شعراً ومن هذه الافعال: نجدكلمة (يرى) و(يسمع) بمعانيهما المختلفة
وعندما ترى العين، فان العقل يرى، وعندما تسمع الاذن فانها تحرك العقل ليحس ويسمع.
ان استخدام كلمة (الرؤيا) لتعني رؤية مراحل عملية (الاكتشاف الفني) كأبداعاًبمجملها (كأضافة)
ولتعني (رؤية العقل) بمعنى عملية التفكير، و (رؤية الشعور) بمعنىالاحساس المرهف بالمعاني
الانسانية ورؤية المستقبل بمعنى الحدس المستقبلي، والتمنيوالاستنتاج، ورؤية الماضي أي
استرجاع الماضي كتراكم لرؤيا العقل فيه. ورؤيا الحاضرلاجل المستقبل و(رؤية القيم) من
تراكم المعرفة والادراك ذاتياً وموضوعياً واخيرا رؤيةالعمل الفني. قبل ولادته، بمعنى ادراكه
للمعرفة السابقة والحاضرة، وفق مواصفاتمحددة طبقا لقيم موضوعية فنية مرتبطة بتطور تاريخي.
وهنا تظهر القيم الجماليةللفن. و(الرؤيا) جانب واحد من جوانب المعادلة. اذ ان الانسان والحياة
والطبيعة هيالتي تكون منبع الرؤيا وهما الجانبان المكملان لمعادلة التكامل من اجل عمليةالابداع الفني.
هذه المعادلة يراها باحثون اخرون على انها: التصور الاساس او الفكرةالاساس، والشكل المحدد
لهذه الفكرة (رسماً او مسرحية او فلماً او كتاباً اواكتشافا) واخيرا الحداثة ان يكون الامر جديدا.
لذا فان الرؤيا للمخرج تصبح واقعا لديه، وتفسير الواقع علميا هو العلاقةبين الذات والموضوع،
والتي يقوم بها الفعل، لذلك اعتمد (ارسطو) الفعل للدراماوعندما يكتشف الفنان الظاهرة وقوانينها،
فانه يقوم بأفعال لاكتشافها.
المؤلف
د. سعدعبد الكريم
2012