الإصغاء الفعال سمة من سمات القيادة الناجحة ، وهي سمة يفتقد اليها اغلب المسؤولين والقيادات ، لانهم يعتقدون اعتقاد خاطىء بانهم الاقدر والاجدر على ادارة الحوار وتلقين الاخرين ، لذلك نجدهم يفتقرون الى الاستماع ولا يسمحون للمقابل في التعبير عن همومه ومتطلباته واحتياجاته .
كسر وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نعيم العبودي هذا النمط من الحوار الاحادي التلقيني اليوم عندما تفقد مجمع النصر للأقسام الداخلية الخاصة بطلبة كلية الطب وطب الكندي في جامعة بغداد ، واستمع الى احتياجات الطلبة وطلباتهم ومقترحاتهم بشأن بيئة الأقسام الداخلية ومؤشرات تحسين الخدمات التي يقدمها القائمون على المجمع .
العبودي ليلا وجها لوجه مع الطلبة عبر الاصغاء الفعال والحوار الثنائي المنتج، القائم على الصدق والثقة باريحية عالية دون بيروقراطية وتعقيدات ، وسمح للطلبة في التعبير عن مشاعرهم وانفعالتهم والصعوبات التي تواجههم ، مركزا على واقعهم المعاش للارتقاء به وتقديم الحلول السريعة لاغلب المشاكل التي تواجههم من اجل تيسير مهمتهم في التعليم ، وخلق بيئة دراسية جيدة ومريحه لهم ، وتحسين اوضاعهم .
اكاد اجزم وانا المتابع لحركة الوزراء السابقين في التعليم ، ان العبودي هو الوزير الميداني الوحيد الذي تفقد الطلبة ليلا ، وانتبه الى هذه القضية المهمة المتعلقة بطلبة الاقسام الداخلية واحوالهم ، لادامة التواصل التربوي بعد غياب طويل للاصغاء في الفضاء التعليمي والذي يشكل احد عوائق التواصل واهمها ، و الذي يفرغ العملية التعليمية من بعدها الانساني والتربوي .

Comments are disabled.