سفرة علمية قام بها قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية بكلية الفنون الجميلة جامعة بغداد لطلبة الماجستير ضمن التطبيقات العلمية والوسائل الإيضاحية للاكتساب المعرفي، وذلك لمتابعة وزيارة لأحدث الصالات السينمائية على مستوى الشرق الأوسط من نوع صالات الـ “IMAX” وبإشراف ومتابعة من رئاسة القسم وعمادة الكلية، وقد اطلع الطلبة على احدث تقنيات العرض ومتابعة تفاصيل ما بعد العرض بغية الاستفادة من الخبرات في إجراء التحليل التطبيقي لشخصيات الفيلم وإحداثه والعلائق ذات التأثير البيئي والسيكولوجي ضمن مادة الفيلم، وقد شاهد الطلبة بحضور أستاذ المادة احدث الأفلام التي تعرض بالتزامن مع صالات هوليوود الأمريكية، ومن ثم قام الطلبة بدراسة الشخصيات الرئيسة في الفيلم وتقديم تقاريرهم العلمية للمادة، معربين على تفاؤلهم بهذه السفرة التي وصفوها بالنموذجية

الموقع الالكتروني كان قد رافق السفرة العلمية ووثقها بجملة من اللقطات والصور الفوتوغرافية، وكذلك التقى بعدد من الطلبة للتعبير عن آرائهم حول السفرة:-

الطالب علي عبد الإله نعمه بين أهمية السفرة قائلا، ” التجربة كانت مزيج ثلاثي الإطراف، فعملية التلقي المرئي ببيئة صالة العرض السينمائي وضع معايير جديدة للباحث من حيث جودة العرض المرئي و الصوتي الخلابة التي جعلت مستوى التركيز يصل لأعلى مستوياته ،يضاف إلى ذلك عنصر المشاركة العلمية، فعلى كلا جانبيك  تجد باحث آخر وتستطيع أن تشعر ولأول مرة بان الجميع يشترك معك بتفسير ما تشاهده وهذا الانتماء فريد من نوعه كوننا غالبا ما نكون حبيسين أفكارنا خلال تلقي الفن لأننا نرى من منظور أكاديمي وهذا ما لا يراه الشخص الاعتيادي أو المتذوق.

   الطالب منير صلاح أيضا عبر عن رائيه بالسفرة العلمية أن فكرة السفرة العلمية التي قام بها ” الدكتور عبدالباسط سلمان” كانت وسيلة لتقرب أكثر من تفاصيل المادة المدروسة وخصوصاً إذا كانت هذه المادة قائمة على دراسة الإنسان سيكولوجيا، فان الرحلة إلى دور العرض السينمائية و عملية مشاهدة فيلم في صالة السينما بتقنية عرض متقدمة على مستوى الصورة والصوت تجعلنا كباحثين اقرب إلى الشخصية التي نود تحليلها ودراسة سلوكياتها . فلا شك عندما تشاهد تعابير وجه الشخصية بلقطة قريبة على شاشة يبلغ عرضها ١٠م  وارتفاع ٦م ، والاستماع لنبرات صوتها بنظام صوت ٣٦٠ درجة تجعل من عملية التحليل تكون أدق مما تشاهد نفس اللقطة للشخصية على شاشة العرض المنزلية

   الطالب حاتم حمزة وضح بان الدارس لمجال السينما والتلفزيون عليه أن يكون مواكباً لآخر الاصدارت السينمائية والتلفزيونية كونها تشكل عموداً أساسيا في مجال دراسته، وعلى الخصوص الأفلام التي حققت اربحاً عالية في شباك التذاكر لمعرفه السر وراء تعلق المشاهدين بهكذا نوع من الأفلام وما هي الأسباب التي تشد المتلقي لهذه الأفلام كوننا باحثين مختصين في السينما والتلفزيون من المفيد جداً معرفة ومشاهدة النتاجات الأخيرة لشركات  الإنتاج  الكبرى كوننا مختصين بالأفلام وهي تشكل مجال دراستناً وكذلك أن مثل  هذه النتاجات  تنفع وبقوة أن تكون عينات تحليل للبحوث التي تشكل ثمرة جهدنا النهائية،  وكذلك تفيد هذه الأفلام لمعرفه آخر التطورات في مجال صناعة السينما والتلفزيون على الصعيد التقني من أجهزة تصوير وإضاءة وغيرها وكذلك على الصعيد النفسي للشخصيات  وأيضا معرفه ما يريد الجمهور من أفكار  وما هي أكثر الأفكار التي تشد انتباه المتلقي وتجعله يفضل نتاجاً على آخر

    الطالب حسن علي حمزة بين أيضا رائيه بالسفرة قائلا، يعلم الكثير وبالأخص العاملين في مجال التدريس والطلبة أيضا أن الشطر الآخر من التعليم وهو الجانب العملي له الأثر الكبير في استيعاب المادة العلمية لان الطالب سوف يرى تجليات المادة النظرية عندما يدرسها أو يطبقها بشكل عملي لان الدراسة النظرية بالتأكيد لها دور كبير في إيصال المادة العلمية للطالب لكن الجانب العملي له دور كبير في ترسيخ تلك المادة في ذهنه والعمل على عدم نسيانها وذلك لأنه خرج عن المعتاد المألوف وهو الجلوس في الصف الدراسي واخذ المادة وهو ما ألفه لسنوات طويلة الذهاب لصالات السينما له دور كبير في استيعاب تلك المواد التي ندرسها وهي كيفية صناعة وإخراج المنجز السينماتوغرافي بصيغته النهاية وهو ما يتيح للدارس في مثل هكذا اختصاص الاطلاع على احدث التقنيات في هذا المجال والاستفادة في نقل هذه المعلومات التي سوف يتلقاها وتطبيقها على دراسته وتجاربه المستقبلية .

    الطالبة سهير قيس تحدثت قائلة، عند ذهابنا لصالة العرض السينمائية وجدنا أن السينما تحمل منظورا مختلفا حيث أن الانطباع والاستمتاع بالفيلم أهم العوامل التي تشجعنا على إعادة التجربة عدة مرات حيث أن مستوى التركيز يصل لأعلى مستوياته في عملية التلقي حيث مشاهدتنا للأفلام بمنظور أكاديمي من وجهة نظرنا الشخصية كفنانين ليست كوجهة نظر الشخص المشاهد الاعتيادي حيث أن وجهة نظر كل باحث ( فنان ) منظومة فلسفية خاصة به وان المشاهدة في السينما تأخذنا إلى عالم الاستمتاع والاسترخاء وان المواكبة لمتابعة الأفلام السينمائية يعد من الضروريات للدراسة والتأمل والبحث والتقصي لتحليل هذه الأفلام وتعرفنا على الطقوس المذهلة لأجواء العرض السينمائي من حيث الصوت والصورة والمؤثرات الصوتية وان الابستمولوجيا في السينما تفتح لنا آفاق ذهنية وتثمر مبادرات ذكية وأفكار خارج النسق المألوف لنعبر عن سيكولوجية ذاتية في إنتاجنا الفني للفيلم .

    أخيرا أوضح طالب الماجستير وليد مجيد  بان السفرة قد جاءت لتدعيم الجانب النظري في الدراسات الميدانية بادر أستاذ المادة د. عبد الباسط سلمان بتنظيم محاضرة علمية عملية في صالة السينما ، علما أن اغلب  الجامعات تحرص على تشجيع مثل هذه الرحلات بوصفها جزء لا يتجزأ من الدراسات الأكاديمية وعادة تكون هذه الرحلات بعيدة عن مكان الدراسة والتي تحتوي على الكثير من الفوائد للطالب على الصعيد الأكاديمي

 

 

 

Comments are disabled.