تمت مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة( الجماليات المنظومة الصوتية في العرض المسرحي العراقي- نماذج مختارة) للباحث (محمد عمر أيوب) فلسفة الفنون المسرحية/ تقنيات، بأشراف الأستاذ المتمرس الدكتور سامي عبد الحميد نوري، والاستاذ المساعد مصطفى عباس السوداني.
تشير مشكلة هذا البحث إلى مدى اهتمام العاملين في المسرح بالمنظومة الصوتية (الكلمة والصمت والمؤثرات الصوتية والموسيقى)، ومعالجتها بما يتناسب ومعانيها ودلالاتها وجماليتها.
يهدف البحث إلى تعريف بجماليات المنظومة الصوتية في العرض المسرحي العراقي بتفاصيلها وما تفرزه من دلالات فكرية وعاطفية تعزز عناصر الدراما، وكذلك التعريف بجماليات عناصر المنظومة الصوتية وعلاقة كل عنصر من عناصرها بعناصر المنظومتين البصرية والحركية وإلى تعرف كيفية معالجة المخرج العراقي لعناصر المنظومة الصوتية واظهار دلالاتها وجماليتها.
وفي استعراض الباحث للأدبيات ذات الصلة بموضوعة بحثه ومناقشتها وذلك في الفصل الثاني من البحث، تطرق في المبحث الأول إلى طبيعة عناصر المنظومة الصوتية- مفرداتها ووظائفها.
وفي المبحث الثاني من هذا الفصل ناقش تأثيرات عناصر المنظومة الصوتية بعناصر المنظومتين البصرية والحركية وبالعكس. وفي المبحث الثالث ناقش جماليات ودلالات عناصر المنظومة الصوتية كلٌ على حده وذلك عند اشتغالها في العرض المسرحي أما المبحث الرابع فقد ناقش الباحث فيه، معالجات المنظومة الصوتية لعدد من المخرجين المشهورين في العالم ومعالجات المخرجين العراقيين.
احتوى الفصل الثالث من البحث على الإجراءات وبما يخص عينة البحث التي شملت أحد عشر مفردة – مسرحيات تم اختيارها قصدياً لكونها، على اعتقاد الباحث تحقق أهداف بحثه حيث تنوع المسرحيات المنتخبة في مضامينها وفي أشكالها وفي أساليب بناءها وضمن الحدود الزمنية للبحث من عام 2008 حتى عام 2015. وكانت عنوانات تلك المسرحيات وطبيعتها واسم كاتبها ومخرجها ومصمم الصوت فيها كالآتي:
1-دائرة العشق البغدادية – وهي من أنواع المسرحيات النقدية (البريختية) من تأليف وإخراج عواطف نعيم وتصميم الموسيقى (صالح ياسر).
2-حلم في بغداد وهي من نوع التمثيل الصامت والتعبير الحركي وكانت من تأليف وإخراج وتصميم الموسيقى (أنس عبد الصمد).
3-الإسكافي وهي من نوع الواقعية الخيالية التي تعتمد على الخطاب السمعي وكانت من تأليف وإخراج عقيل مهدي وتصميم المؤثرات والموسيقى (طارق حسون فريد).
4-روميو جوليت في بغداد وهي دراما مقتبسة من مسرحية شكسبير تأليف وإخراج مناضل داود ومصمم الموسيقى علي خصاف.
5-حرير وهي مونودراما عن معاناة امرأة ابان الحرب، تأليف ليلى محمد وإخراج فلاح إبراهيم والموسيقى ليلى محمد.
6-حروب وهي مأساة معدة عن مسرحية (حروب كوسوفو) للكاتب الألباني عاكف موليكي وإخراج إبراهيم حنون والموسيقى صالح ياسر.
7-موت مواطن عنيد وهي دراما تعبيرية تأليف وإخراج هيثم عبد الرزاق والموسيقى حكمت البيضاني.
8-أيام الأسبوع الثمانية وهي مسرحية للأحداث من تأليف صلاح حسن وإخراج اقبال نعيم والموسيقى لرضا محمد.
9-ندى المطر وهي مسرحية استعراضية راقصة وتصمم الرقصات تأليف وإخراج طلعت السماوي والموسيقى والمؤثرات أيضاً لطلعت السماوي.
10-نون وهي خطاب سياسي عن الإرهابيين تأليف ماجد درندش وإخراج كاظم النصار والموسيقى دريد فاضل.
11-سفينة آدم وهي دراما تحليلية من تأليف علي عبد النبي زيدان وإخراج ياسين إسماعيل والموسيقى لصالح الفهداوي.
وتوصل الباحث في نهاية بحثه إلى النتائج الآتية:
1-إنَّ أغلب المخرجين العراقيين في الحدود الزمنية لهذا البحث لم يهتموا بمعالجة الكلمة والصمت بقدر اهتمامهم بالمؤثرات الصوتية والموسيقى وقد اعتمدوا على الممثلين المتدربين.
2-ظهر أن هناك ضعفاً واضحاً في إيصال معاني الكلمات إلى المتفرج من قبل الممثلين الجدد والمبتدئين وذلك بسبب قلة الخبرة ونقص التدريب.
3-كانت الموسيقى المستخدمة في أغلب مسرحيات العينة مختارة من الموسيقى الأجنبية والعالمية والقليل منها كانت من الألحان العراقية.
4-كان أغلب الممثلين في المسرحيات المختارة كعينة يستخدمون شدة صوتية عالية وذلك لغرض إيصال كلماتهم إلى الجمهور عند إلقاءها.
5-تفاوت ضبط إيقاع العرض المسرحي من الناحية الصوتية في المسرحيات المختارة.
6-أظهر معظم المخرجين اهتماماً بالعناصر الحركية أكثر من اهتمامهم بالعناصر الصوتية.
7-كان التنويع في المنظومة الصوتية بارزاً في المونودراما وفقاً لتنوع الشخصيات التي مثلتها الممثلة ولتنوع المواقف التي مرت بها.