جرت مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة ( الآلات والنماذج الإيقاعية في الموسيقى العراقية – دراسة تحليلية) للباحث( إحسان شاكر محسن زلزلة) وتالفت لجنة المناقشة من الاساتذة الافاضل: ا.د. متمرس. طارق حسون فريد(رئيسا)، ا.د. صالح احمد مهيدي(عضوا)، ا.م.د. ناصر هاشم بدن(عضوا) ا.م.د. هيثم شعوبي ابراهيم(عضوا)، ا.م.د. ميثم هرمز توما(عضوا)، ا.د. حسام يعقوب اسحق(مشرفا)
ويرى الباحث ان هذه الدراسة تهتم بالدرجة الاساس بعنصر الإيقاع ودوره في الموسيقى العراقية، وبما ان فنوننا الموسيقية لا يزال بعضها يُنتج ويُقدم بأساليب يمكن أن نسميها بالشعبية لبساطة مواد الآلة الإيقاعية التي تدخل ضمن الاحتفالات الشعبية. وإننا مع ذلك أمام تنوع مذهل لثلاثي يتكون من نماذج إيقاعية تضرب على آلات إيقاعية بمناسبات اجتماعية مختلفة، وتقدم عروضها بشكل شعبي، وبمستويات اجتماعية وحضارية متنوعة على أرض ذات تنوع جغرافي متنوع، فارتبطت موسيقانا بمناسباتنا منذ أقدم الأزمنة ولليوم، لا نزال بسهولة أن نحدد نوع المناسبة من خلال نوع الآلة الإيقاعية والنموذج الذي تؤديه، نتيجة لارتباط مكونات كل من المناسبة والآلة والنموذج مع بعضها بشكل متبادل، بل إننا نفقد طبيعة الموسيقى وجمالها الناتج من هذا الارتباط إذا ما اختلفت إحدى العناصر تلك.
إننا أمام ارتباطات حضارية عبر الزمن، تنوعت مع تنوع الظروف الطبيعية المناخية والامتدادات الجغرافية التي عرفت على أرض العراق منذ القدم، التي خلفت لنا إرثا موسيقيا ارتبط بطبيعة الالة الموسيقية والإيقاعية بالذات من جهة، والمجتمع بتنوع ثقافته اللغوية والفنية من جهة ثانية، إذ فرضت مسميات معينة لوصف حالتها وارتباطاتها الفنية، لتمييزها والمحافظة عليها من الضياع، لتعلقها بكيان الانسان منذ طفولته.
إن صورة الإيقاع الموسيقي الذي يفهم من خلال استماعنا لصوت ضرب آلة إيقاعية معينة يكون أكثر استقرارا في ذاكرتنا متى ما كان مدركا فقط من خلال استماعنا لنماذج كلامية موزونة كالشعر الخالي من الصوت الايقاعي أو مرئيا عند مشاهدة حركات متوافقة ومتزامنة يؤديها شخصٍ ما أو مجموعة أشخاص بشكل متناسق تماما في حالة اجتماعية معينة، تكاد تنقصها صوت او اصوات ايقاعية تقوم بتنظيمها، ولما يمتلكه إرثنا الحضاري لهذا النوع من الفنون الموسيقية ذات الطابع الإيقاعي وقلة المصادر التي تجمع هذه المكونات بدراسة أكاديمية، فبرزت الحاجة إلى دراسة يمكن من خلالها أن نقيّم موقف الفنون الموسيقية من الجانب الإيقاعي من خلال: 1-جمع المواد الفنية المطروحة في الساحة التي تشمل نوع الآلة الإيقاعية المستخدمة وطبيعتها، 2- ارتباط الالة بالمجتمع، 3- تأثير متغيرات تطورها الصناعي، 4- النماذج الإيقاعية التي تنتجها، 5- أوجه الاختلاف والتشابه بينها وبين مثيلاتها من نواحي: الشكل، النتاج الفني، في مدن محافظات العراق، وضمن أشكال الفنون الموسيقية المتداولة فيه.
واعتمدت الدراسة على طريقة التحليل الوصفي للعينات التي جمعت مكتبيا وميدانيا في استخراج نتائج علاقة عنصر الإيقاع وارتباطه بنوع الآلة والمناسبة.