جرت مناقشة رسالة الماجستير الموسومة(توظيف تقنيات الادارة الفنية في بنائية الخطاب السينماتوغرافي المعاصر) في قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية للباحثة (رهام عبد الكريم عبد الرضا) وتالفت لجنة المناقشة من ا.د. محمود اكباشي (رئيسا)، ا.د. جليل وداي (عضوا)، ا.م.د. براق انس احمد(عضوا)، ا.د. علي حسين صفوك(مشرفا).
وترى الباحثة ان الخطاب السينماتوغرافي منجزاً ابداعياً يُمهر بختم المخرج، الا انه في حقيقة الامر عمل جماعي تكافلي، يتماهى وسط هذا الخطاب، الكثير من التفاصيل البنائية، والتي تتمثل بعناصر اساسية ترتبط بطبيعة الوسيط السينماتوغرافي نفسه، وعناصر اخرى تمثل تقنيات علمية يتم توظيفها من اجل اكمال الخطاب، وايصاله الى المتلقي، واذا كانت عناصر لغة الوسيط قد اخذت الكثير من الاهتمام في الدراسات الاكاديمية والبحوث النظرية، على اساس التوظيف الجمالي والدرامي لها، بشكل مجتمع او بشكل منفرد، فان العناصر الاخرى قد ظلت بعيدة عن مساحة التنظير والبحث الاكاديمي، على الرغم من امتلاكها للاهمية نفسها في صناعة الصورة، والقدرة على التجسيد وانتاج مستويات درامية، او جمالية، داخل فضاء الصورة نفسها، اذ لم تأخذ ذلك الاهتمام الكبير في الدراسات الاكاديمية، وربما ان جَرد بسيط لعدد البحوث في قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية سيؤكد هذا الاستنتاج، الذي توصلت اليه الباحثة، يضاف الى ذلك ان التطور التقني لاسيما الرقمي قد جعل من التقنيات العلمية، اكثر ارتباطا بعمل الوسيط السينماتوغرافي، فالصورة اليوم قد تُصنع تفاصيلها كافة داخل برامجيات الحاسوب، هنا حددت الباحثة موضوعة بحثها والذي ارتبط بتقنيات الادارة الفنية، بشقيها الرقمية والكلاسيكية، التي غالباً ما يقع على عاتقها تجسيد كثير من الافعال الخارقة والخطرة التي تقوم بها الشخصيات، سواء في الأماكن الحقيقية الواقعية، او الاماكن الخيالية المصنعة بالتقنيات الرقمية، فيتحقق بذلك وقع الفعل الإبهاري للخطاب السينماتوغرافي النهائي، لقد تنوعت مصادر الحصول على تقنيات الإدارة الفنية بين ما هو كلاسيكي وما هو رقمي، فمنذ محاولات (ميليه) الاولى، وانتهاءً بالتقنيات الرقمية المصنعة كلياً بالحاسوب وبرامجياته ثلاثية الأبعاد وتقنيات الهولوجرام، ان هذه التقنيات وتوظيفها المرئي في الصورة السينماتوغرافية هي التي خصتها الباحثة بالدراسة، اذ قُسم البحث على خمسة فصول، جاء الفصل الاول (الاطار المنهجي)، وهو يتضمن مشكلة البحث والتي هي: ماتقنيات الادارة الفنية في بنائية الخطاب السينماتوغرافي المعاصر؟، وأهمية البحث والحاجة اليه، وتحديد هدف البحث في الكشف عن تقنيات الادارة الفنية في بنائية الخطاب السينماتوغرافي المعاصر، وتحديد حدوده البحثية، واخيرا حددت الباحثة بعض المصطلحات.
وفي الفصل الثاني (الاطار النظري والدراسات السابقة)، فقد قسمته الباحثة على ثلاثة مباحث: المبحث الاول: الادارة الفنية، نشأتها ومفهومها، اذ تناولت فيه بدايات ظهور مصطلح الادارة الفنية، وكيف انتقل من المسرح على يد (ميليه) الى السينما.
المبحث الثاني: العلاقة البنائية بين الإدارة الفنية وعناصر لغة الوسيط السينماتوغرافي، فتناولت الباحثة هنا كل تقنيات الادارة الفنية الكلاسيكية ووظيفتها داخل بنية الخطاب السينماتوغرافي.
المبحث الثالث: التقنيات المرقمنة للادارة الفنية في الخطاب السينماتوغرافي، وفي هذه المبحث تناولت الباحثة تقنيات الادارة الفنية الرقمية ثلاثية الابعاد وقسمتها على ثلاث مستويات، وقامت بأدخال تقنية الهولوغرام كأحد التقنيات الرقمية الموظفة ضمن تقنيات الادارة الفنية داخل بنية الخطاب السينماتوغرافي، وبعد مناقشة بعض الدراسات السابقة توصلت الباحثة الى مجموعة من المؤشرات التي اعتمدت عليها كأدواتٍ لتحليل عينة البحث، بعد أخذ رأي لجنة الخبراء والمحكمين.
الفصل الثالث (اجراءات البحث)، وتم فيه تناول منهج البحث، ومجتمع البحث، وعينة البحث، واداة البحث، وصدق الاداة، ووحدة التحليل، وخطوات التحليل.
وعينه البحث كانت على النحو الاتي:
1.المسلسل الاجنبي (Game Of Thrones – صراع العروش).
2.الفيلم الاجنبي (The Grand Budapest Hotel – فندق بودابيست الكبير).
وفي الفصل الرابع (تحليل العينات)، فقد قامت الباحثة بتحليل عينات البحث، على وفق المؤشرات التي أعتمدتها الباحثة كأدوات للتحليل.
الفصل الخامس (النتائج والاستنتاجات)، فقد توصلت الباحثة الى مجموعة من النتائج ومنها:
1-القدرة الفاعلة للمؤثرات الرقمية على صياغة معالم الزمان والمكان في الخطاب السينماتوغرافي بمرونة عالية سواء عبر صناعة المكان بصورة كاملة، او جزئية. كما رأينا في عينة البحث المسلسل (-Game Of Thrones صراع العروش) والفيلم ( -The Grand Budapest Hotelفندق بودابيست الكبير).
2-ان الادارة الفنية قامت بتحقيق اكبر قدر من الدلالات التعبيرية والرمزية، ولاسيما عملية الجمع بين مزايا العالم الواقعي والرؤية الخيالية الفنتازية في الوقت نفسه. كما رأينا ذلك في عينة البحث (صراع العروش، فندق بودابيست الكبير).
بعد ذلك وضعت الباحثة بعض الاستنتاجات والتوصيات، واخيرا المقترحات، واختتمت البحث بقائمة المصادر والمراجع والملاحق، والملخص باللغة الانكليزية.