جرت مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة (علامات العنف الرمزي في عروض المسرح العراقي) للباحث (صميم حسب الله يحيى) قسم االفنون المسرحية ( الإخراج المسرحي) وتالفت لجنة المناقشة من الاساتذة الافاضل:ا.د. عقيل مهدي يوسف (رئيسا)، ا.د.عبود حسن عبود المهنا(عضوا)، ا.د. عباس محمد ابراهيم(عضوا)، ا.د. محمد عبد الرحمن الجبوري(عضوا)، ا.د. سعد عبد الكريم خيون(عضوا)، ا.د.صلاح مهدي القصب (مشرفا)
ويبدا الباحث من اسهام الدراسات الإجتماعية التي تطورت في النصف الثاني من القرن العشرين في صياغة مفاهيم جديدة تنسجم مع التحولات الإجتماعية التي أفرزتها الحرب العالمية الثانية، ويأتي (العنف الرمزي ) بوصفه أحد المفاهيم التي تبحث في السلوك الإجتماعي العنيف الذي تأسس على وفق تعبير (العنف الناعم) إذ يتخذ من بعض الثوابت الإجتماعية أدوات تسهم في إنتاج العنف الرمزي، ولاسيما ما يتعلق بهيمنة السلطة بأشكالها المتنوعة ، وقد إختار الباحث دراسة(العنف الرمزي) لما يتضمنه من مرتكزات إجتماعية تدخل في بنية المجتمع العراقي بالتزامن مع مرحلة التحول السياسي بعد (2003) إذ أسهم في الكشف عن العديد من مرتكزات العنف الرمزي داخل البنية الاجتماعية ، فضلا عن أنَّ المسرح العراقي لم يكن بمعزل عن تلك التحولات السياسية والاجتماعية عن طريق عروض مسرحية عدّة كشفت عن المهيمنات الإجتماعية وحاولت التصدي لها، وتعريف المجتمع بخطورة سيطرتها على السلوك الإجتماعي ، فضلا عن أنَّ الباحث أفاد من (العلامات ، والرموز ، والصور) التي يظهر فيها (العنف الرمزي) داخل البيئة الإجتماعية ، وعمل على توظيفها في منظومة العرض المسرحي (السمعية والبصرية) من أجل التعرف على (علامات العنف الرمزي في عروض المسرح العراقي)؛ لغرض الوصول إلى غايات البحث عمل الباحث على تقسيم البحث على أربعة فصول جاءت كما يلي: الفصل الأول : الإطار المنهجي ويتضمن :
مشكلة البحث : وقد عمل الباحث على صياغتها في السؤال التالي:
(هل يتوافر العرض المسرحي العراقي على علامات سمعية وبصرية تسهم في الكشف العنف الرمزي؟)
أهمية البحث :
تكمن اهمية هذا البحث في:
1.يفيد البحث المشتغلين في الحقل المسرحي عن طريق التعرف على علامات (العنف الرمزي) (السمعية والبصرية) التي تتوافر في العرض المسرحي.
2.يمكن ان يمثل البحث إغناءة نظرية في المكتبة العراقية و العربية، في دراسة علامات العنف الرمزي في العرض المسرحي.
3.يفيد الباحثين في علم الاجتماع، بالتعرف على مناطق إشتغال جديدة بالمصطلح الإجتماعي.
هدف البحث:
يرمي البحث التعرف إلى : علامات (العنف الرمزي ) في عروض المسرح العراقي .
–حدود البحث :
الحد الزماني : (2008- 2014) ، ويعود السبب في إختيار هذه المدة الزمنية إلى التحولات الإجتماعية التي جاءت بعد مرحلة (الإقتتال الطائفي) ، فضلا عن إن تلك التحولات أسهمت في تنشيط حركة المسرح العراقي ، والعمل على مواجهة العنف عن طريق العروض المسرحية .
الحد المكاني: العروض المسرحية التي قدمت على مسارح بغداد، للتنوع الإجتماعي في هذه المدينة الأمر الذي كشف عن رؤى إخراجية متنوعة تتناول الوضع الإجتماعي.
الحد الموضوعي: ويتمثل في دراسة علامات العنف الرمزي في عروض المسرح العراقي.
–تحديد المصطلحات:
(العلامات – العنف الرمزي)
الفصل الثاني : الإطار النظري وإشتمل على ثلاثة مباحث، فضلا عن الدراسات السابقة ،ومؤشرات الإطار النظري :
المبحث الأول : مفهوم العنف الرمزي وإنعكاساته في الحقل الثقافي.
1-مفهوم العنف الرمزي
2-السلطة الرمزية والتواطؤ الإجتماعي
3-العنف الرمزي في فلسفة الثقافة
المبحث الثاني : تداولية الأنساق العلامية في العرض المسرحي,
1-العلامة المسرحية
2-الأنساق المسرحية
3-التداولية في الخطاب المسرحي
المبحث الثالث: تمظهرات العنف الرمزي في المسرح العالمي.
1-اللغة الدرامية
2-التطهير
3-التغريب ، الجستس
4-مسرح القسوة
5-المسرح النسوي
الدراسات السابقة
مؤشرات الإطار النظري
أما الفصل الثالث تضمن (إجراءات البحث) :
تناول الباحث فيه الجوانب الإجرائية للبحث ، والقيام بدراسة إستطلاعية، لغرض تحديد مجتمع البحث، وإختيار عيناته إستناداً إلى مؤشرات الإطار النظري، وتقسم الدراسة على قسمين :
القسم الاول: إعداد أداة البحث والمتمثلة بإستمارة الإستبيان من قبل لجنة خبراء .
القسم الثاني : تحديد عينات البحث الاكثر تمثيلاً للمجتمع ، إذ إعتمد الباحث على لجنة محكمين من المتخصصين في مجال الفنون المسرحية، وعلى ضوء ماتقدم تم إختيار مجتمع البحث وعيناته، والتي تألفت من خمسة عروض وكما هو مبين :
1-مسرحية: قلب الحدث – إخراج مهند هادي /2008
2-مسرحية : حلم في بغداد – إخراج أنس عبد الصمد/2009
3-مسرحية : روميو وجولييت في بغداد – إخراج مناضل داود/2012
4-مسرحية: عزف نسائي – إخراج سنان العزاوي/2013
5-مسرحية : موت مواطن عنيد- إخراج هيثم عبد الرزاق/2014
وينتهي الفصل الثالث بتحديد خلاصة للنتائج .
أما الفصل الرابع إشتمل على مناقشة نتائج البحث والإستنتاجات، والتوصيات والمقترحات، ويثبت الباحث أبرز الإستنتاجات التي توصل إليها :
1.أسهمت التداولية في إنتاج علامات العنف الرمزي على مستويين ،أحدهما إرتبط بالملفوظ النصي الذي ينقسم هو الآخر على قسمين ، القسم الأول(الملفوظ النصي المباشر) و القسم الثاني(الملفوظ النصي المضمر) ، أما المستوى الثاني إرتبط بالتعبيرات الحركية والإيماءات التي تمثل رموزاً إجتماعية (جستس) ،وتتكشف فاعليتها العلامية عن طريق مزاوجتها بالملفوظ النصي .
2.إتخذ (التواطؤ الإجتماعي) أشكالاً متنوعة داخل البيئة الإجتماعية ، الأمر الذي أسهم في إنتاج أنواع مختلفة من العلامات في العرض المسرحي ، ولاسيما تلك التي إرتبطت بالملفوظ النصي ، أو بالفضاء المسرحي.
وأخيراً ثبت الباحث قائمة بالمصادر والمراجع والملاحق ، وخلاصة البحث باللغة الإنكليزية.