تمت مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة “الارواحية في المنجزات الفخارية والخزفية القديمة وانعكاساتها في الخزف المعاصر” (نماذج مختارة من الفخار والخزف في امريكا الجنوبية) للباحثة (علية محسن عبود الصياد) على قاعة الدرسات العليا في قسم الفنون التشكيلية/ فرع الخزف، وتالفت لجنة المناقشة من السادة الافاضل،ا.د. عباس عبد الحسين كويش( رئيسا)، ا.د. صباح احمد شايع(عضوا)، ا.م.د. نبراس احمد هاشم (عضوا)، ا.م.د. فاروق نواف سرحان(عضوا)، ا.م.د. زينب كاظم صالح البياتي(مشرفا).
وترى الباحثة ان للمجزات الفنية الفخارية والخزفية و التي تمثلت فيها العقيدة الارواحية، دوراً كبيراً ومهماً في تطور المعرفة الفنية والفكر الانساني في قارة امريكا الجنوبية، وساهمت تحولات تلك المنجزات الفنية، التي اعتمدت أنواعاً من الازاحات الفكرية التي ارتبطت في زمانها ومكانها، بافراز، تحولات في الاسلوب، والية طرح هذه المنجزات في مختلف البنى التشكيلية، التي تضمنت الإبداع كأحد الاسس المهمة لانتاجها، في مجال الفكر الارواحي، وتحركت تلك التشكيلات في فن الخزف ضمن آلية مادته واسلوب تشكيله وتقنياته في ضوء العقيدة الارواحية والتي منحته ميزة خاصة، بالاضافة الى انها شغلت مجالاً كبيراً في مسيرة الفكر، ولها علاقة وثيقة بالفكر الاجتماعي بكل خصوصياته التاريخية، والبيئية، والاسطورية كمفاهيم ارواحية، مع الاخذ بنظر الاعتبار طبيعة تلك التكوينات سواء كانت تمثل ارواحية بشرية ذكرية أو نثوية أو ارواحيات حيوانية ونباتية، وما تحمله من دلالات رمزية ضمن أنظمتها الشكلية والتي افرزتها العقيدة الارواحية، التي منحتها ميزة خاصة عن باقي الفنون.
يتضمن هذا البحث دراسة الارواحية في المنجزات الفخارية والخزفية في امريكا الجنوبية والتعرف على خصائصها الشكلية ومن ثم انعكاساتها على المنجزات الفخارية والخزفية المعاصره للقارة، ويتضمن البحث اربعة فصول، يحتوي الفصل الاول على مشكلة البحث وتساؤلاته، واهمية البحث، ومن ثم اهدافه، المتمثلة بالكشف عن ميزات تلك المنجزات الارواحية الفخارية والخزفية وانعكاساتها في الخزف المعاصر للقاره، ومن ثم حدود البحث الزمانية والمحددة بـ(1995-2014) معاصر (800ق.م-700م) قديم والمكانية في امريكا الجنوبية وثم تحديد المصطلحات وعلى فق حاجة البحث والتعريفات الاجرائية، اما الفصل الثاني فتضمن مباحث ثلاث، فتضمن الاول منه تناول التاكيد على المفهوم الفكري والفلسفي لعقيدة الارواحية، وفي المبحث الثاني استعرضت الباحثة أثر البيئة الطبيعية والاجتماعية على الفكر الارواحي، تمهيداً ووصولاً الى المبحث الثالث ليتناول المشهد الخزفي القديم والمعاصر في امريكا الجنوبية. اما الفصل الثالث فقد خصص لاجراءات البحث من خلال اختيار مجتمع البحث والنماذج الممثلة لعينة البحث واداة تصنيف العينة فضلاً عن اداة التحليل ومنهجه ومن ثم قامت الباحثة بتحليل العينات. وفي الفصل الرابع استعرضت الباحثة نتائج البحث واستنتاجاته ومن ثم التوصيات والمقترحات، واخيراً المصادر والمراجع بالعربية والانكليزية، والملاحق والصور، وقد توصل البحث الى عدد من الاستنتاجات ومن اهمها:
1.يستلهم الخزاف المفردات الموروثية ليس فقط للبرهنة على تاثير القيم الارواحية على الاشكال بل لتاكيد استعارات شكلية واعادة صياغة قيمها الشكلية بدوافعها العقائدية القديمة، من خلال عملية التواصل بين الرموز القديمة وبين الطريقة الابتكارية التي جمع فيها الخزاف المعاصر والقديم، بعضها حافظ على قيمه العقائدية والاخر تخلى عنها.
2.شمل الخطاب الفني للمنجزات الفخارية والخزفية المعاصرة مجموعة من الانظمة الشكلية، كنظام الشكل الواقعي، معتمداً على التفكير الحسي والقصدية الواعية، وكذلك نظام الشكل التجريدي الذي يتبع منطق عقلي، اضافة الى اشكال تاويلية وتعبيرية وكاريكاتيريه.