جرت في يوم الاربعاء الموافق 30/12/2015 مناقشة رسالة الماجستير الموسومة (تمثلات التابو والطوطم فـي بنائية الفيلم السينمائي) للباحث (محمد سلام عبد) قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية، وتألفت لجنة المناقشة من الاساتذة الافاضل
ا.د. رعد عبد الجبار ثامر(رئيسا)، ا.د.ابراهيم نعمة محمود (عضوا)، ا.م.د. ايمان حمادي عبد الامير(عضوا)،
ا.د. محمد عبد الجبار(مشرفا)،
ويرى الباحث في ملخص بحثة ان الفن السينمائي فضاء متسع فلا حدود يمكن ان تحده، وهذا الاتساع مقترن بالقدرة الابداعية على أستيعاب وهضم شتى الموضوعات، فكرية كانت ام قصصية بحتة، دينية ام دنيوية، اضافة الى قدرته على استنباط وتطوير ادواته الاشتغالية مستعينا بالتقنيات العلمية في التخصصات كافة، وتاريخ السينما يؤكد هذه الحقيقة عبر مراحل تطور شكل الفيلم في الوسيط السينماتوغرافي.
ان الفيلم السينمائي منجز ابداعي وبوتقة ينصهر وسطها شتى اشكال المعارف الانسانية، وما يتناوله الفيلم من موضوعات بغض النظر عن حداثتها او قدمها، فان هذه الموضوعات تصبح محور الاهتمام بسبب قدرة الفيلم السينمائي على صياغة الاحداث بطريقة مثيرة ومؤثرة في المتلقي.
ومن الموضوعات التي دأبت السينما على تناولها، تظهر الموضوعات التي تكشف عن علاقة الانسان بالعقائد والاساطير والعادات والتقاليد والتاريخ، وكيفية ترسخها وتطورها انطلاقا من المجتمعات البدائية وصولا الى المجتمعات المتطورة، وتعد موضوع التابو والطوطم شكلاً من اشكال هذه الموضوعات بسبب العلاقات الفكرية والروحية التي تجمع الانسان بما يحيط به من افكار سواء أكانت روحية او بيئية، وخطورة مثل هذه الموضوعات يكمن في كونها خطوط حمر من الصعب مناقشتها وسط الكثير من المجتمعات بسبب الاعتقاد بقدسيتها، وهو ما يعني عدم المساس بها او التقرب منها، الا ان الفن السينمائي بما توافر له من بنية فكرية ومرجعية صورية تمتد لاكثر من مائة عام، قد استطاع من التعامل مع هذه القصص بوعي كبير ومعالجات اخراجية متعددة، وهذه العلاقة ما بين القدرة السينمائية، والقصص العقائدية هو من لفت انتباه الباحث وحفزه لتحديد موضوع بحثه، عبر العنوان الاتي: (تمثلات التابو والطوطم في بنائية الفيلم السينمائي).
وقد قسم البحث الى خمسة فصول جاءت على النحو التالي:
الفصل الأول (الإطار المنهجي): واحتوى مشكلة البحث، التي لخصت بالتساؤل التالي:
ما هي كيفيات تمثل التابو والطوطم في بنائية الفيلم السينمائي؟
ثم كتابة أهمية البحث والحاجة إليه، وهدف البحث وحدوده، وقد قام الباحث بتحديد المصطلحات التي تناولها في ثنايا البحث.
الفصل الثاني (الإطار النظري والدراسات السابقة): وقد قام الباحث بتقسيمه الى ثلاثة مباحث، وهي على النحو الأتي:
المبحث الأول: التابو والطوطم… المفهوم والاشتغال: وتم بحث مفهومي التابو والطوطم والجذور التاريخية لهذين المصطلحين، وكذلك الطروحات المرتبطة بعلم النفس وعلم الاجتماع، وختم المبحث بتجسير هذين المصطلحين بالفن السينمائي من خلال تناول بعض الامثلة الفلمية التي تعالج قصص التابو والطوطم.
المبحث الثاني: البناء السينمائي وانتاج المعنى: وتناول الباحث فيه طبيعة البناء السينمائي وكيفيات انتاج المعنى عبر تفعيل عناصر لغة الوسيط السينمائي، مع بحث اهم العناصر البلاغية الصورية التي تحيل الى خارج حدود الاطار السينمائي.
المبحث الثالث: تمثل التابو والطوطم في الصورة السينمائية: وتناول الباحث طبيعة المعالجة السينمائية لهذين المصطلحين في السينما العالمية وتمثلاتها صورياً، وكيفيات التعامل مع هذه العقائد البدائية واثرها في المنجز السينمائي بشكل عام.
في ضوء ذلك توصل الباحث الى مجموعة من المؤشرات التي تمثل خلاصة الاطار النظري، والتي سيعتمدها الباحث كأدوات لتحليل عينة البحث بعد اخذ رأي لجنة الخبراء والمحكمين، وختم الفصل الثاني بالدراسات السابقة.
الفصل الثالث (إجراءات البحث): وتضمن منهج البحث، واداة البحث، ووحدة التحليل، ومجتمع البحث، وعينة البحث، وصدق الاداة، واخيرا خطوات التحليل.
الفصل الرابع (تحليل العينة): ثم قام الباحث بتحليل العينة انطلاقا من مؤشرات الإطار النظري بعد اخذ رأي لجنة الخبراء والمحكمين. وكانت عينة البحث على النحو الاتي:
1.الفيلم الاول: (شيفرة دا فينشي)، انتاج (2006).
2.الفيلم الثاني: (أفاتار)، انتاج (2009).
الفصل الخامس (النتائج والاستنتاجات): فقد تضمن استعراض للنتائج التي توصل اليها الباحث بعد تحليل عينة البحث. ومنها:
1.تتنوع تقنيات السرد السينمائي ما بين المقاطع السردية القصيرة وكذلك السارد بكل مستوياته في تجسيد تمثلات التابو والطوطم في الفيلم السينمائي، كما ظهر في عينة البحث (شفرة دافنشي، أفاتار).
2.تعتمد عملية تمثل التابو والطوطم على التوظيف الفاعل لعناصر اللغة السينمائية من اجل انتاج البنى البلاغية الصورية، كما رأينا في عينة البحث افلام (شفرة دافنشي، وأفاتار).
وخرج بعدها الباحث بعدد من الاستنتاجات، والتي تمثل خلاصة الاطار النظري وتحليل العينة، ومن ثم كتابة التوصيات والمقترحات. وختم الفصل بثبتاً بالمصادر والمراجع العربية والاجنبية التي اعتمدها الباحث، وختم البحث بالملاحق مع ملخص باللغة الانكليزية.