كتاب (تناصات المرئي) للاستاذ الدكتور جواد عبد الكاظم الزيدي

صدر حديثا للاستاذ الدكتور جواد الزيدي رئيس قسم الخط العربي والزخرفة،  كتاب (تناصات المرئي) وهو كتاب مهم يرفد الباحثين والمهتمين وطلبة الدراسات العليا على المستوى المحلي والعربي والعالمي بدراسة ريادية في مجال تناص المرئي حيث يرى ان عملية التاثير والتأثر والقاء الظلال من العمليت المهمة في الحقول المعرفية بشكل عام والفنون على وجه الخصوص، اذ لايمكن نشوء شيئ من فراغ مالم يكن هناك اطار معرفي ومرجعي يغلفه ويحتويه، لكي يصبح بحلته الجديدة التي تتناغم مع المعطى الواقعي وسيرورة التاريخ وراهنيته، وبفعل هذه التراكمات تنشأ فروع  ستكون اصلا تمهد لظهور اخرى في حركية الفن، لكن التأثر على الرغم من حدوثه على مستوى الاطر المعرفية الشاملة، الاانه يتخذ من الجنوسية  اساسا في هذا التصير، اي ان اثر  تراكمية النوع الفني هو الاساس في تشييد اطار جديد، بيد ان ما تقدم لايلغي اهمية النصوص المرحلة من الاجناس الاخرى، بوصفها معرفة مضافة  يمكن ان تسهم في وصول  الفنان الى نقطة المثابة الجديدة وتقطع الصلات المباشرة بالاثر القديم، لا من اجل الغاءه، بل من اجل ابتكار نمط اخريستند بشكل غير مباشر الى مرشحات الوعي النظري الخالص والجمالي التعبيري ليصل من خلالها الى  درجة صفر” للكتابة البصرية” اذا امنا بمقولة” جاك دريدا” بأن الكتابة هي الاثر الذي تخلفه اللغة وتخلق منه خطاب بصري عياني بعيدا عن الملفوض الشفاهي، هذا الاثر الجديد قائم على مبدأ التناصية، حيث تتداخل النصوص عبر التاريخ الشخصي او المرشح من اللاوعي الجمعي لتنتج نصاً جديدا، وهذا مايفسر لنا التماثل الكبيرفي حكايات الشعوب على الرغم من اختلاف البنية الزمكانية، والكثير من الاسباب التي جعلت من التشكيلي العربي المعاصر يتأثر بالمنجزات الفنية  الاسلامية ومن ثم التناص معها في ضوء اتجاهين، الاول الدعوة الى العلاقة المباشرة  المرئية التي  تتم بقصدية، والثانية الناتجة عن بنية اللاوعي المرتبط بالتفكير بالتراكم الكمي والنوعي للحقل المراد اقامة التعالقات معه.