جرت مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة(المستويات الدالة على الايحاء في بنية الخطاب السينماتوغرافي) للباحثة (ماجدة سلمان محمد) قسم الفنون السينمائية والتفزيونية، وتالفت لجنة المناقشة من ا.د. علي حسين صفوك (رئيسا)، ا.د. ابراهيم نعمة محمود(عضواً)، ا.م.د. محمد هادي ارحيم(عضوا)، ا.م.د.محمد عبد الجبار(عضوا)، ا.م.د. ماهر مجيد ابرهيم(عضوا)،ا.د. رعد عبد الجبار ثامر(مشرفا).


ترى الباحثة ان الإيحاء هو أحد الوسائل التي توظف من أجل إغناء المعنى في النص السينماتوغرافي، إذ تتكشف لنا من خلاله الأفكار والمعلومات ضمن بنية الخطاب السينماتوغرافي، لأن الإيحاء هو سبيلنا إلى تعددية المعاني الخاصة بالخطاب لتميزه بحمله لمضامين متعددة وعلاقات بناَئية رئيسة تتوالد سردياً. ومن أجل التوصل إلى ماهية الإيحاء والكيفية المعرفية التي يتم من خلالها توظيف اللغة المرئية لتحقق شكلاً إيحائياً.

وتكّون البحث من خمسة فصول، تناول الفصل الأول (الإطار المنهجي) مشكلة البحث الممحورة حول الإجابة عن التساؤل التالي: ما الكيفيات الفلسفية لإشتغال المستويات الدالة للإيحاء في بنية الخطاب السينماتوغرافي التي تعزز إيصال المعنى للمشاهد؟

وأهمية البحث والحاجة إليه لأنه يتطرق إلى مفصل دقيق يتم من خلالهِ بثّ الأفكار والمعاني التي تتجلى بطرائق وأساليب تواكب التطور الفكري والثقافي تتلائم وحساسية المواضيع المعاصرة، أما اهدافه فهي:

1.الكشف عن ماهية الإيحاء ومستوياته الدالة.

2.الكشف عن كيفيات إشتغال الإيحاء في بنية الخطاب السينماتوغرافي.

وحدود البحث تمثلت في عينة البحث القصدية، وقد حددنا المصطلحات وأوجدنا  التعريف اللغوي والاصطلاحي لها فكان الإيحاء هو عملية فكرية أو تصورية تبتغي إنتاج معنى، وهو سمة تمتلك القدرة على الإحالة على ما ذُكر، فتحيل إلى بؤر النص، وتَحدُثْ في ذهن المتلقي نتيجة تعرضه لمؤثرات خارجية قولية أو فعلية أو صورية تتسبب في تغير حالته الفكرية أو النفسية، لتحقيق غاية التلقي من خلال عملية تنظيمية لها آلية ضبط مسيطر عليها من قبل صانع العمل يتم من خلالها توجيه المتلقي إلى بؤرة معينة في النص السينماتوغرافي لمضاعفة التأثير في إتجاه معين بما يثير بإستمرار إيحاءات جديدة. أما الفصل الثاني( الإطار النظري والدراسات السابقة): فتكون من ثلاث مباحث.الأول الإيحاء ومستوياته الدالة..الخطاب والمعنى؛ حيث جذور الإيحاء الضاربة في القدم العائدة إلى عصور بدائية وتأثرها بتطور الإنسان وتعقد مفاصل حياته ثم الرجوع إلى آراء المنظرين أمثال (الجرجاني-ويلمسليف -جان كوهين -جيمس مل -امبرتو أيكو) وغيرهم الذين أجمعوا على وجود وجهين للمعنى الأول تقريري متفق عليه والثاني إيحائي مع فوارق في التسميات عززت الباحثة ذلك بالامثلة من الافلام. وكان المبحث الثاني عن الإيحاء واستجابة القاريء تمحور حول آليات التلقي والتأويل وأنواع القراء والنظرية التي أولتْ المتلقي اهتماماً غير مسبوق وهي نظرية (الاستقبال) التي ولدت في المانيا لتتناول علاقة المتلقي بالنص والإيحائية التي يولد معها المعنى. ثم مجموعة تصورات النقاد حول القاريء والتي جُمعت تحت مسمى (نقد إستجابة القاريء) واخيراً مقولة (موت المؤلف لرولان بارت) كما قامت الباحثة بعمل إستيبان لتعزيز هذا البحث يدور حول إستجابة القاريء أو كما أسمته المتلقي السينماتوغرافي، أما المبحث الثالث فكان عن الصورة بين الفلسفة والإيحاء. فلا شيء في الصورة يُترك للعشوائية فكل ما فيها خاضع لقصدية الصانع، وكيفية توظيف عناصرها لتحقق الإيحاء وتُغني المعنى في مواكبة لسرعة التدفق وتعدد المعاني المرافق للتطور التقني والرقمي للصورة. وفي الفصل الثالث(اجراءات البحث) حددنا منهج البحث، وأداة البحث المستخرجة من الإطار النظري والحاصلة على تأييد لجنة المحكمين، ووحدة التحليل وأخيراَ عينة البحث، وقد أختتم الفصل بأسباب إختيار العينة قصدياً. وإتباع المنهج الوصفي التحليلي للوصول إلى نتائج البحث. وجاء الفصل الرابع ليتم فيه تتويج الإطار النظري بتحليل العينة التي وقع عليها الاختيار التي كانت عبارة عن عينتين الأولى فلم(ماسة الدم) الذي يتحدث عن النزاعات المسلحة التي تمول من ثروات الشعوب. والعينة الثانية أربع حلقات من مسلسل(حريم السلطان- القرن العظيم) في جزئه الرابع المترجم إلى العربية الذي استعرض فترة تأريخية مهمة من تأريخ الدولة العثمانية، وأخيراً خلُصتْ الباحثة في الفصل الخامس (النتائج والاستنتاجات) إلى أهم النتائج التي خرجت بها من تحليل العينة، وكتابة الاستنتاجات التي استخرجتها من مجمل الإطار النظري وتحليل العينة، وخُتِم الفصل بالمقترحات والتوصيات.ثم قائمة المصادر من كتب وأفلام التي أفادت منها الباحثة واستقت منها معرفتها بموضوعة البحث وأنهت الأطروحة بمخلص باللغة الانكليزية.

Comments are disabled.