جرت في يوم الثلاثاء الموافق2015/9/15 مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة (تحولات البنى الوظيفية والجمالية للصورة البلاغية بين النص المقروء والنص المرئي) للباحث (فيصل لعيبي حمود) قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية- فرع السينما، وتالفت لجنة المناقشة من ا.د.صباح الموسوي رئيساً،ا.م.د. ياسر عيسى الياسري عضوا، خالد سهر، عضوا، مجيد عبد العباس، عضوا،ا.م.د.علاء الدين عبد المجيد عضوا، ا.م.د.محمد عبد الجبار كاظم مشرفاً.
ويرى الباحث أن البنى الوظيفية وتحولاتها في النص المقروء، لها خصوصية في عملية تشكل وصياغة منظومة صورية، قصدية (Intentional) من قبل صانع العمل الفني، وتحديد أبعاده الجمالية (Aesthetic)، والقيم الفنية التي يتم ابداعها، لكي يظهر النص المرئي، على وفق رؤية اخراجية، لها ثوابت وقواعد (Bases) ينهض عبرها المشهد المرئي. بما يحمله من خصوصية في عملية التعبير (Expression) وانتاج المعنى، الذي يوجد ضمن سياق منظم من القواعد الفنية، لذلك تشكل التحولات (Transformantion) للمعطى الجمالي، على وفق تلك القواعد، أمراً يسعى (Seek) الى تحقيقه صانع العمل، عبر تفعيل التقنيات الفنية، وعملية تشكيل (Formation) أنظمة التكوين للعناصر الفنية، وتحديد مستويات السرد، وما تحمله اللقطة من فعل درامي وتجاذبات (Interaction) وعناصر سائدة (Prevalent)، وعند ربطها مع اللقطات اللاحقة، لكي يتشكل الانزياح (Displacement) الدلالي للعناصر الفنية، وتحقيق البلاغة الصورية، التي تكون لها خصوصية في عملية التركيب مونتاجياً، من أجل تحقيق (Realization) الهدف الذي يسعى أليه صانع العمل، وعلى ضوئها يتفاعل المتلقي مع الحدث الدرامي، وتشكيل رؤية خاصة به من التأويل والفهم والتفسير (Explanation)، عبر ربط اللقطات واستخلاص العام من الخاص.
وعليه تناول هذا البحث، عدة فصول تتضمن دراسة البنى الوظيفية وتركيب الصورة البلاغية، في النص المرئي، وبحسب الأتي:-
الفصل الأول (The First Chapter): اذ تناول الباحث فيه. الاطار المنهجي وتضمن الأتي:-
المشكلة (The Problem)، وقد صيغت في التساؤل الأتي:-
ما هي الكيفيات التي يمكن من خلالها تجسيد تحولات البنى الوظيفية والجمالية للصورة البلاغية بين النص المقروء والنص المرئي؟
أهمية البحث (The Importance of Research) والحاجة أليه: تكمن في تسليط الضوء على البنى الوظيفية في النص المقروء، والكيفية التي يتم بموجبها تحقيق المعالجة الاخراجية للنص المقروء وابراز التشكيلات الصورية البلاغية للنص المرئي.
أهداف البحث (Research Target) فكان كالأتي:-
1- الكشف عن البنى الوظيفية وتحولاتها جمالياً للنص المقروء عبر المعالجة الاخراجية.
2- تفعيل العناصر البلاغية وتشكيل الانزياح الدلالي وانتاج المعنى للنص المرئي.
أما حدود البحث (Research Border) متمثلة بدراسة:-
1-الحد الموضوعي (Substantive Limit):- دراسة تحولات البنى الوظيفية والجمالية للصورة البلاغية بين النص المقروء والنص المرئي.
2-الحد الزماني (Timer Limit):- اختار الباحث المرحلة (2012- 2014) وقد اختيرت، تلك المرحلة للأسباب الاتية:-
أ-شكلت الصورة البلاغية، أهمية بالغة في النص المقروء، مما جعل المخرجين يكثفون خبراتهم في الكشف عنها وتوظيفها تقنياً.
ب-تبلور الرؤية الاخراجية، لمخرجين كبار في الوسط الفني، عند تجسيد النص المرئي.
جـ- التقديم العلمي والتقني ظهر جلياً، في هذه المرحلة عند صياغة هذه الأفلام السينمائية.
د- التنوع في طرح المفاهيم السردية، التي تستند عليها العملية الاخراجية، جعل الصورة الفنية، لها خصوصية في عملية التركيب لاظهار جمالية اللقطة والقدرة على تشكيل الواقع الخيالي.
3-الحد المكاني (Place Limit): الأفلام التي تم انتاجها في أمريكا.
كما تم تحديد أهم المصطلحات التي وردت في عنوان البحث، (تحولات، البنى- الوظيفية، الصورة البلاغية، النص المقروء- النص المرئي).
الفصل الثاني (Chapter Two):- الاطار النظري والدراسات السابقة، يشمل الاطار النظري المباحث الاتية:-
1-المبحث الأول:- الوظيفة فنياً… اذ تضمن المبحث أهم الاَراء الفلسفية والنقاد في نظرتهم الى الفن والفنان والكيفية التي يتم بها تشكيل العمل الفني عبر العلاقة الجدلية بين العمل الفني وتشكيل رؤية ذات قيم أصيلة في عملية التعبير.
2-المبحث الثاني:- البنى الوظيفية في النص ودلالاتها (Functional Structure in the text and its implications)، للوقوف على طبيعة البنى الوظيفة، وتقسيمات النقاد الفرنسيين في نظرتهم الى النص والبنى التي يحتويها والمسميات التي أطلقت عليها. ليكون قاعدة للانطلاق منها. في معالجة النص المقروء.
3-المبحث الثالث:- المعالجة الاخراجية للنص المقروء (The readable text of directorial treatment)، وذلك عبر تفكيك النص وتركيبه ووضع الحلول الاخراجية المناسبة لكل لقطة، بما تخدم فكرة موضوع النص المرئي، وتفعيل العناصر اللغة السينمائية في تشكيل الصورة البلاغية للنص المرئي.
4-المبحث الرابع:- الصورة البلاغية للنص المرئي اذ تضمن هذا المبحث. الصورة البلاغية وجماليتها، والعناصر البلاغية، التي تدخل في تركيب الصورة، والخصائص الفنية التي تجعل عملية تركيب الانزياح، ودوره في بناء الصورة، وانتاج المعنى في النص المرئي.
وفي ختام الفصل.. خرج الباحث بأهم المؤشرات التي أفرزها الاطار النظري، وسوف يعتمدها الباحث، في بناء أداه التحليل، كفقرات المعيار الذي استندت أليها استمارة الاستبيان للوصول الى أهداف البحث.
كما تطرق الباحث. الى الدراسات السابقة (Previous Studies). اذ وجد الباحث الكثير من المصادر والمراجع، وقد ضمنها في متن البحث التي لها علاقة بموضوع البحث الحالي.
الفصل الثالث:- اجراءات البحث (Measures Research) فتضمن:-
1-منهج البحث (Research Approach):- اعتمد الباحث المنهج الوصفي التحليلي.
2-أداة البحث (Research Tool):- سيعتمد الباحث على ما ورد من مؤشرات للاَطار النظري، أداة للبحث بعد استحصال، موافقة لجنة الخبراء والمحكمين على هذه المؤشرات.
3-وحدة التحليل (Analysis Unit):- اعتمد الباحث اللقطة والمشهد، كوحدة تحليل رئيسة كونهما، يمثلان الوحدات البنائية الأساسية لتشكيل الصورة البلاغية، وانتاج المعنى في النص المرئي.
4-عينة البحث (Research Sample):- والتي تم اختيارها، بصورة قصدية بما يتلاءم مع طبيعة موضوع البحث الحالي، فضلاً عن توافر النص المقروء الخاص بكل عينة.
العينات المختارة.
1-فلم (Noah) اخراج Darren Aronofsky .
2- (The Hunger Games) اخراج Gary Ross .
3-فلم (The Dark knight Rises) اخراج Christopher Nolan.
5-صدق الأداة (Sincerity Tool):- ظهر السادة الخبراء نسبة أتفاق كلية على فقرات الأداة بنسبة (100%)، وبذلك حقق الباحث الصدق لأداة بحثه.
6-تحليل عينة البحث (Research Sample Analysis):- تحليل النصوص المرئية التي تم اختيارها في فقرة عينة البحث.
الفصل الرابع (Chapter Fourth):- تضمن أهم النتائج التي توصل أليها الباحث، لتحقيق أهداف البحث، كذلك الاستنتاجات التي خرج بها الباحث في ضوء نتائج البحث. منها.
1-تجلت الحقيقة الافتراضية، عن طريق استخدام التقنيات الحديثة والبرامجيات المتنوعة، في تصميم الاماكن والشخصيات الخيالية عبر تفعيل الصياغات الفنية وتشكيل الانزياح للعناصر الفنية وتحقيق عمليات التحول للنص المقروء، ليكون قاعدة أساسية في اظهار الجوانب الجمالية وابراز الصورة البلاغية، عبر تلك الصياغات الفنية، فقد ظهر استخدام تقنية الواقع الافتراضي في (16) مشهد مرئي عبر استخدام، أسلوب المشاكلة في عملية التحول اضافة الى تصميم الأماكن، وقد ظهرت في العينة الثانية في (25) مشهد مرئي وكذلك ظهرت في العينة الثالثة (17) مشهد مرئي، لتحقيق فكرة الموضوع ودفعه الى الامام وابراز التفاصيل الدقيقة في النص المرئي.
2-ظهرت خصوصية استخدام وتحويل البنى الوظيفية في النص المقروء، عبر عمليات المعالجة الاخراجية، وتحقيق الهدف المركزي، وتشكيل عمليات السرد وابراز جوانب الصراع، وذلك عبر عمليات بناء حبكة متكاملة للأحداث الدرامية ودور الشخصية (الفاعل) في تحقيق هدفها ومدى العقبات التي تحدث لها، لذلك وفق تقسيمات (غريماس)، للبنى الوظيفية ومدى تشاكلها في النص المرئي.