جرت في يوم الاربعاء المصادف21/10/2015 قسم التربية الفنية، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة “استراتيجية التدريس التبادلي واثرها في تنمية الاحكام الجمالية لدى طلبة المرحلة الثانوية” والتي تقدمت بها الباحثة”نورا صبحي سمين” وتالفت لجنة المناقشة من، ا.م.د. كريم حواس علي رئيسا، ا.م.د. فراس علي حسن عضوا، ا.م.د.هيلا عبد الشهيدعضوا، ا.م.د. ماجد نافع عبود مشرفاً.
وترى الباحثة في ملخص بحثها ان استراتيجية التدريس التبادلي احدى الاستراتيجيات المعرفية التي تمثل بديلاً للتدريس المباشر، اذ تتطلب هذه الاستراتيجية من القائمين بعملية التدريس بحيث يصبحون أنموذجا تعليمياً يساعد المتعلمين اكثر في اكتساب الخبرات التعليمية بدلاً من ان يكونوا عارضين او شارحين، لذلك يصبحوا متفاعلين في عملية التعلم.
ان هذه الاستراتيجية تمثل مجموعة من الانشطة التعليمية التي تأتي على هيأة حوارات تعليمية بين التدريسي والمتعلمين او بين المتعلمين انفسهم بحيث يتبادلون الادوار طبقاً للمكونات الفرعية لهذه الاستراتيجية التي تتضمن (التنبؤ – التساؤل – التوضيح – التلخيص) بهدف فهم الموضوعات المراد اكتساب خبراتها والتحكم في هذا الفهم عن طريق مراقبته وضبط عملياته التعليمية.
انطلاقاً مما تقدم فان مشكلة البحث الحالي تبلورت من خلال دراسة مسحية للدراسات والبحوث العلمية التي تناولت موضوعات حول استخدام استراتيجية التدريس التبادلي في التعليم وبيان اثرها في التحصيل، مما اعطى ذلك تصوراً ذهنياً للباحثة لصياغة هذه المشكلة التي تم تعزيزها بأجراء دراسة استطلاعية تضمنت مجموعة من التساؤلات حول الاحكام الجمالية التي يطلقها طلبة المرحلة المتوسطة على الاشياء التي يشاهدونها وتعرف مقترحاتهم حول تطويرها، فتبين من خلال اجاباتهم ان هناك تبايناً وضعفا في اصداراتهم الجمالية لغرض الاشياء مما افادها في التأسيس لهذه المشكلة من خلال تصميم خطط تدريسية لمفردات دليل التربية الفنية المقرر للمرحلة الثانوية (المتوسطة) على وفق استراتيجية التدريس التبادلي وبيان اثرها في تنمية الاحكام الجمالية عند الطلبة، لذلك تبلورت مشكلة البحث من خلال التساؤلين الآتيين:-
1-هل استخدام استراتيجية التدريس التبادلي لها اثر في تنمية الاحكام الجمالية عند الطلبة؟
2-هل لتصميم الخطط التدريسية التي درست على وفق التدريس التبادلي اثر في تنمية المهارات الادائية من خلال التعبير الفني بالرسم عند الطلبة؟
يهدف البحث الحالي الى التعرف على:
اثر استخدام إستراتيجية التدريس التبادلي في تنمية الأحكام الجمالية.
ولتحقيق هذا الهدف وضعت الباحثة الهدفين الفرعيين الآتيين:
1-تصميم خطط تدريسية للتدريس التبادلي على وفق مفردات دليل التربية الفنية المقرر للمرحلة المتوسطة.
2-قياس اثر التدريس التبادلي في تنمية الأحكام الجمالية والمهارات الادائية على وفق الخطط التدريسية من خلال تجريبها على عينة من طلبة الصف الثاني المتوسط.
وبناءً على ذلك وضعت الباحثة (7) فرضيات صفرية ذات الاختبار البعدي.
تكون مجتمع البحث من طلبة الصف الثاني متوسط ضمن المرحلة الثانوية بلغ عددهم (6300) طالباً وطالبة توزعوا على (45) مدرسة ثانوية، تم اختيار ثانوية كلية بغداد للبنين وثانوية المتميزات للبنات كعينة لتطبيق التجربة فيها، اما عينة الطلبة فتكونت من (60) طالباً وطالبة تم توزيعهم على مجموعتين احداهما تجريبية واخرى ضابطة ضمت كل مجموعة (30) طالباً وطالبة بواقع (15) طالباً و (15) طالبة في كل مجموعة.
تم تصميم (4) خطط تدريسية في موضوعات (عناصر العمل الفني – المنظور – التعبير الفني والهندسي – التذوق الفني) معززة بتقنية (Power Point) لعرض الصور والايضاحات ذات العلاقة بتلك الموضوعات كذلك تم بناء اختبار الاحكام الجمالية و (3) استمارات في تقويم المهارات الفنية للموضوعات المحددة، فضلاً على اعتماد اختبار (كريفز) للإدراك البصري كونه يدخل ضمن قدرة الطالب على التمييز بين الاشياء، تم عرض ادوات البحث على مجموعة من الخبراء للتحقق من صلاحيتها في قياس الهدف الذي وضعت لأجل قياسه.
ولإظهار نتائج البحث استعانت الباحثة بمجموعة من الوسائل الاحصائية تمثل باختبار (T-test) ومعامل الصعوبة والتمييز ومعادلة كيودر ريتشاردسون/20 لثبات الاختبار ومعادلة كوبر لثبات بين المحللين ومعادلة (ايتا) لقياس حجم الاثر لاستراتيجية التدريس التبادلي.
اما اهم النتائج فهي:
1-تفوق طلبة المجموعة التجريبية على اقرانهم طلبة المجموعة الضابطة في اختبار الاحكام الجمالية واختبار الاداء المهاري.
2-ظهر ان حجم الاثر الذي تركه التدريس التبادلي عند طلبة المجموعة التجريبية (0,9) وهو يمثل مؤشراً جيداً يدل على فاعلية هذه الاستراتيجية في تنمية الاحكام الجمالية لديهم مقارنة باقرانهم طلبة المجموعة الضابطة.
3-وجود اثر واضح في المهارات الادائية لطلبة المجموعة التجريبية في انجاز الاعمال الفنية لمفردات (عناصر العمل الفني – قواعد المنظور – التعبير الفني والهندسي) من خلال الاثر الذي ظهر في قياس تلك المهارات على التوالي (0,10 – 0,9 – 0,10).
اما اهم التوصيات فهي:
1 –يمكن اعتماد استراتيجية التدريس التبادلي المعتمدة في البحث الحالي في مراكز التدريب والتطوير لتعريف مدرسي ومدرسات التربية الفنية الذين ينتظمون في دورات تدريبية (اثناء الخدمة) بهذه الاستراتيجية لغرض استخدامها في تطبيق محتوى دليل التربية الفنية المقرر للمرحلة الثانوية وذلك لثبوت فاعليتها وقدرتها على تنمية الاحكام الجمالية والمهارات الفنية.
2-استفادة مخططي المناهج التربوية خاصة في مجال التربية الفنية لتعزيز دليل المعلم للمحتوى التعليمي المعد في البحث الحالي وذلك لتنمية الاحكام الجمالية عند المتعلمين او المتدربين في حقل التربية الفنية لانه ذو خطوات تعليمية متسلسلة ومترابطة ومعزز بمجموعة من الصور التعليمية التوضيحية.