جرت مناقشة اطروحة الدكتوراة الموسومة”التكوين المهني لمدرس التربية الفنية في ضوء معطيات تكنولوجيا التعليم الحديثة” للباحثة “امل حسن ابراهيم” وذلك في يوم الاحد المصادف20/9/2015 على قاعة الدراسات العليا بقسم التربية الفنية، حيث تشكلت لجنة المناقشة من السادة ا.د. صالح احمد مهيدي رئيسا، ا.د.عاد محمود حمادي، عضوا، ا.د. رعد عزيز عبد اللة عضوا، ا.م.د. عباس نوري خضير، عضوا، ا.م.د. خالد جمال جاسم، عضوا، ا.د. ماجد نافع عبود، مشرفا.
وترى الباحثة في مقدمة بحثها ان عالمنا المعاصر يتصف بالانشطار المعرفي، اذ ينهال الى الوجود وباستمرار فيض غزير من المعارف نتيجة لتقدم البحث العلمي في ميادين الحياة كافة، منها ميدان التعليم وكان من مميزات هذا التقدم انه فرض حتمية توكيد المزاوجة بين النظرية والتطبيق والعلم والعمل نتج عنها مستحدثات وتطبيقات ومنجزات عملية اتاحت للفرد المتعلم مزيدا من التوجه الاجتماعي والانساني للمعرفة والنشاط الذاتي ومن ثم سرعة التكيف نحو التغير السريع والتنمية المستمرة في المعارف والخبرات والمهارات والتي تؤثر في عملية التعلم.
لقد ادى التقدم العلمي والتكنولوجي في السنوات الاخيرة الى تزايد العلوم في جميع فروعها راسيا وافقيا، اذ تشعبت المجالات واستحدثت فروع مختلفة في العلوم، واصبح من الضروري لانسان القرن الحادي والعشرين أن يتزود بالكثير من المعارف والخبرات والاتجاهات والمهارات لغرض مواكبة التطورات السريعة التي يمر بها المجتمع المعاصر.
أن التقدم العلمي والتكنولوجي السريع يحتم على البلدان المختلفة اعداد ملاكات مؤهلة مهنيا وفنيا وتربويا تمتلك الخبرات والمعلومات والمهارات التي تساعدهم على تتبع طريقهم بانفسهم وتحديد علاقات واضحة بما يحيط بهم من احتمالات ومتغيرات، ولذلك اصبح انتشار التربية ونوعية طرائق التعليم في هذه البلدان معيارا اساسيا للتقدم العلمي والرقي الاجتماعي والثقافي فيها، واصبح الاهتمام بالتفكير العلمي من اساسيات تقدم المجتمعات.
بناءً على ما تقدم فان مشكلة البحث الحالي تتناول التكوين المهني لمدرس التربية الفنية في ضوء معطيات تكنولوجيا التعليم، لذلك تأسست هذه المشكلة على وفق دراسة مسحية اجريت لمدارس المرحلة المتوسطة هدفت الى التعرف على التقنيات الحديثة المستعملة في التدريس ودراسة استطلاعية هدفت الى التعرف على اراء الخبراء في اهمية الدور الذي تلعبه تكنولوجيا التعليم لتطوير انموذج التكوين المهني لطالب التربية الفنية الذي يعد لمهنة التدريس. لذلك على وفق هاتين الدراستين حددت الباحثة اهمية بحثها بالاتي:
الوقوف على اهم التكوينات المهنية في ضوء معطيات تكنولوجيا التعليم الحديثة لطالب التربية الفنية للافادة منها في اعداده بصورة علمية وفنية تمكنه من الحصول على الترخيص المهني لتدريس التربية الفنية.
اما هدف البحث فانه تمثل بــ:
تقديم تصور مقترح عن التكوين المهني في ضوء معطيات تكنولوجيا التعليم الحديثة ليكون منهجاً علمياً لترخيص طالب التربية الفنية مهنياً وتخصصياً.
للتحقق من هذا الهدف وضعت الباحثة التساؤلات الاتية:
1-ما نوع المعرفة التكنولوجية التي تدخل في تكوين الاعداد المهني لطالب التربية الفنية؟
2-ما اساليب التدريب في انموذج التكوين المهني لطالب التربية الفنية على استعمال التقنيات الحديثة في التدريس؟
3-ما اساليب التقويم في انموذج التكوين المهني لطالب التربية الفنية في ضوء تكنولوجيا التعليم الحديثة؟
تحدد البحث الحالي زمنياً بالمدة (2014-2015) في جامعة بغداد وجامعة بابل وجامعة ديالى، لغرض دراسة معطيات تكنولوجيا التعليم الحديثة واسهامها الفاعل في بناء التكوين المهني لطالب التربية الفنية الذي يعد لمهنة التدريس في مدارس التعليم الثانوي (المتوسطة).
تكون مجتمع البحث من (27) خبيراً في اختصاصات مختلفة (التربية الفنية – طرائق التدريس – الفنون التشكيلية –الفنون المسرحية – علم النفس التربوي – القياس والتقويم – علوم الحاسبات) اعتمدتهم الباحثة للتعرف على صلاحية انموذج التكوين المهني المقترح في البحث الحالي ليكون منهجاً لترخيص طالب التربية الفنية لمهنة التدريس.
تم اعتماد منهج تحليل النظم كاطار نظري يتلاءم مع طبيعة البحث الحالي الذي يهدف الى التعرف على المدخلات والعمليات والمخرجات في انموذج التكوين المهني، كذلك تم اعداد استبيان تضمن (149) فقرة موزعة على (3) مجالات هي (تكوين اعداد مدرس التربية الفنية – تكوين تدريب مدرس التربية الفنية – تكوين تقويم مدرس التربية الفنية)، تم عرض هذه الاداة على مجموعة الخبراء باعتماد طريقة (دلفي) التي تتضمن (3) جولات للتعرف على صلاحية الاداة في قياس الهدف الذي وضعت لاجل قياسه.
لاظهار نتائج البحث اعتمدت الباحثة مجموعة من الوسائل الاحصائية اهمها (معادلة استخراج درجة الجودة – درجة الحدة – معادلة كوبر)، اما اهم النتائج التي خرجت بها الباحثة كان اهمها:
1-ضمان الجودة العالية في الاداء من خلال الاطلاع على الممارسات المهنية التكنولوجية باستعمال الوسائط المتعددة.
2-اتقان المادة العلمية وما يتصل بها عن اطلاعه على احدث الدراسات النظرية ليكون واثقاً من مناهله العلمية فضلاً عن كونه مربياً للذائقة الجمالية لطلبته باستعمال الافلام الثابتة والمتحركة من بيئات فنية مختلفة.
بناءً على ذلك استنتجت الباحثة الاتي:
1-ان اعداد طالب التربية الفنية مهنياً في ضوء تكنولوجيا التعليم الحديثة يضمن زيادة فاعلية خبرته النظرية وتنوعها في الموقف التعليمي، لتكن المعرفة التكنولوجية وسيلة للتفكير والابداع لنمو المعارف لديه من خلال تزويده بمقترح يضم حصيلة فكرية من المعلومات والمفاهيم الاساسية لمعطيات التكنولوجيا وكيفية توظيفها في صقل معرفتهم.
2-ان تدريب طالب التربية الفنية مهنياً في ضوء تكنولوجيا التعليم يضمن الجودة العالية في الاداء التعليمي المهني، ليمتهن استعمال الوسائل التعليمية الحديثة وصيانتها ويتقن استعمال طرائق تعليمية متطورة تكنولوجياً.
3-ان تقويم طالب التربية الفنية في ضوء تكنولوجيا التعليم الحديثة يكشف عن مواطن الضعف في ادائه المهني ويعمل على معالجتها وتعزيز مواطن القوة فيها، ليدعم استيعابه الكامل لاحتياجات الطلبة المختلفة وقدراتهم في الافادة من تكنولوجيا التعليم الحديثة لتطوير امكاناتهم المهنية.
كما اوصت الباحثة عدة توصيات اهمها:
1-تعميم انموذج التكوين المهني لطلبة التربية الفنية الذي خرجت به من خلال دراستها على المؤسسات التربوية ليؤخذ بنظر الحسبان عند وضع شروط التعيين.
2-تقويم المنهاج الدراسي لاقسام وكليات التربية الفنية وفقاً لمعطيات تكنولوجيا التعليم الحديثة لمواكبة التطور التكنولوجي.