جرت مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة “ التمثيل الرمزي الزماني – المكاني في تصاميم الاقمشة النسائية المعاصرة” للباحثة زينب عبد علي محسن الزبيدي وهي جزء من متطلبات نيل شهادة الدكتوراه في فلسفة التصميم / تخصص تصميم الاقمشة، وتالفت لجنة المناقشة من السادة التدريسيين ا.د. نصيف جاسم، رئيسا، ا.د. عباس جاسم حمود،عضوا، ا.د. مها اسماعيل الشيخلي، عضوا، ا.م.د.هند محمد سحاب، عضوا، ا.م.د. فاتن علي حسين، عضوا، ا.د. انتصار رسمي موسى،مشرفا.
وجاء موضوع الاطروحة الحالي للاجابة عن تنوع تصميم الاقمشة كنشاط ابداعي يتضمن الرابطة للزماني_المكاني لكي يتأسس في ضوءها التمثيل الرمزي للجمالية او الوظيفية وفي ذلك تضميناً عن الحقائق والقضايا الحياتية ليتحد شكلاً ومضموناً تجديدياً قائم على هويةِ وثقافةِ المجتمع في مكانٍ وزمانٍ معين وبالتالي يكون التمثيل الرمزي معبراً عن النتاجات الثقافية من بينها الفنون عامة وتصاميم الاقمشة بوجه الخصوص، فالزمان والمكان المطبوع في أشكالهِ المتخيلة يقودنا الى التمثيل الرمزي وفي ضوء ذلك تنوي الباحثة عرض مشكلة البحث في اطار الافتراض التالي:
أن التمثيل الرمزي هو نزعةٌ تصميمية لتمثيل الانحياز نحو الافكار المحددة عن طريق ابداع فكرة تصميمية ذات جاذبية في نظمها البنائية وتقانتها في الاخراج لزمانٍ ومكانٍ معين او هو صيغة تصميمية واصفة بصريا للنسيج الزماني والمكاني لتقاليد امةٍ او وطن بهدف توحيد ماضيه بحاضره أضافة الى هذا الافتراض يكون التمثيل الرمزي غير خاضع لقوانين مطلقة من عصرٍ الى عصر الا انه من الوسائل الاساسية التي يعتمدها الانسان في فهم معنى وجوده بالتوجه الى المعرفة التي لانهاية لها ويعبر عن الامتداد بين عالمه الخارجي وعالمه الابداعي فيمثل الاشياء والمعاني في كيفيات مختلفة من التمثيل الرمزي عبر التحولات الثقافية للازمنة والامكنة في المجتمعات المتعاقبة.
وهذا النشاط الابداعى عبارة عن مجموعة من المهارات العقلية، تصحبها حساسية عالية من شأنها أن تسهم فى تهيئة مناخ مناسب لتخيل أو تصور الشكل المبتكر، ويخضع بناء الشكل لعمليات من التفكير الذهنى والبصرى لتنظيم مفرداته بشكل يصنع نسقا مرئيا، ووفقا لأسس ومقومات خاصة يخرج هذا الشكل فى هيئة من التنظيم الجمالي، بعدة مراحل ويعتمد التصميم على مرحلة من التفكير الذهنى وهو أول مراحل التصميم كونه الموجه والدافع للعملية التصميمية فالتمثيل الرمزي يعبر عن الامتداد بين عالم المصمم الخارجي وعالمه الابداعي فيمثل الاشياء والمعاني في كيفيات مختلفة من التمثيل عبر التحولات الثقافية عبر الازمنة والامكنة في المجتمعات المتعاقبة، وبناءً على ما تقدم طرحت الباحثة اسئلتها كما وردت في الفصل الاول الذي تضمن مشكلة البحث واهميته وهي كالاتي:
1- ماهي سمات التمثيل الرمزي في ضوء المتغير الزمني في تصميم الاقمشة النسائية المعاصرة؟
2- مااهمية البيئة المكانية والزمانية في تصاميم الاقمشة النسائية المعاصرة؟
3- هل يتأسس التمثيل الرمزي في الاقمشة النسائية المعاصرة على الابتكارية الذاتية للمصمم في التعبير عن الازمنة والامكنة المختلفة؟
وكانت اهداف البحث تحددت بالآتي: 1-الكشف عن التمثيل الرمزي الزماني_ المكاني في تصاميم الاقمشة النسائية المعاصرة في ضوء التعبير عن الازمنة والأمكنة من خلال الدور الضاغط الايدلوجي اوالحضاري اوالتاريخي في تصاميم الأقمشة النسائية المعاصرة.
اما حدود البحث فتحددت بالحدود الموضوعية: التمثيل الرمزي الزماني – المكاني في تصاميم الاقمشة النسائية المعاصرة.
والحدود الزمانية : 2013- 2014والحدود المكانية : اقمشة دور الأزياء العربية والعالمية. وثم توجهت الباحثة الى تحديد مصطلحات بحثها .اما الفصل الثاني فتضمن اربعة مباحث تناولت في المبحث الاول التمثيل الرمزي المعنى والمفهوم والمبحث الثاني الذي تناول التمثيل الرمزي للزمان والمكان في الاقمشة النسائية ثم المبحث الثالث الذي تضمن زمكانية الاصول الانتمائية والتمثلات الرمزية في تصاميم الاقمشة النسائية واخيرا المبحث الرابع الذي تناول بنيات الزمن الرمزية في تصميم الاقمشة النسائية واهم ما اسفر عنه الاطار النظري. ثم الفصل الثالث الذي احتوى على منهجية واجراءات البحث وتحليل نماذج عينة البحث. واخيرا الفصل الرابع الذي تضمن اهم النتائج التي خرج بها الباحث ومن اهمها:
1-كانت اغلب التمثلات الرمزية في نماذج العينة تمثلات استوحاها المصممون من مفردات البيئة فالأشكال التراثية التجريدية الهندسية فقد مثلت رموزاً للتواصل والتفاعل مع البيئة وهي جزء من المجتمع وموروثه، كما تباينت التمثلات الرمزية باختلاف العوامل البيئة فتتباين معها الأشكال والرموز المقتبسة للتمثلات الرمزية بتحريك فضاءات أزمنتنا الخاصة فالمصمم كون تمثلات رمزية بيئية وخلق علاقات جديدة لتكويناتها.
2-ظهر استخدام التمثلات الزمكانية العقائدية المتمثلة بالزخرفة الاسلامية والخطوط العربية فالرموز مثلت صيغة قابلة للتأويل اختلفت تفسيراتها ومعانيها وتنوعت بشكل كبير، فالمرموزات الحياتية والدلالية وفرت استعارات بلاغية واسعة للتوصل الى بعض المعاني التي يعبر بها عن أفكاره عن طريق الفن والتصميم، واحدى ملامح هذا التأويل الخروج من ايقونة الزمن الحاضر والتموضع في مرموزة المستقبل.
3- كانت التاثيرات المباشرة وغير المباشرة ذات صلة وثيقة بالبيئة والحياة الاجتماعية وكونت هوية للرموز التي استخدمها معتمدة على عوامل بيئية من خلال انتماء المصمم جغرافيا وبيئيا فتجسدت الانتماءات والهوية التعبيرية للرمز فكونت تمثلات الرموز الأبداعية، فجمالية بيئة المكان تمثلت بالرموز التي يستمدها المصمم من الطبيعة والتي قد تتنوع مكوناتها ومفرداتها.
4- تميزت الاشكال الزخرفية والتمثلات الرمزية المستخدمة في النماذج بطابعها الحضاري التكويني لعدة حضارات أمتزجت لثقافات مختلفة منها الاسلامية التي اخذت طابع اوربي، فالأشكال الرمزية قد مثلت ممارسات الإنسان في أي ثقافة كانت، وهي انتجت واقعاً وليست منعكسة عنه، لانه وحدة واحدة ارتبطت بعدد من العلاقات البنائية والفكرية والزمكانية وشكلت مضمونه ضمن نسق واحد وأداءً فنيا ًأمتزجت فيه الثقافات والأزمنة والأمكنة.