جرت مناقشة اطروحة الدكتوراة الموسومة” تنمية التفكير الابداعي لتلامذة المرحلة الابتدائية على وفق استراتيجيات فورست” للباحثة تغريد عبد الهادي عبد الامير وتشكلت لجنة المناقشة من التدريسيين، ا.د. رعد عزيز عبد الله رئيسا، ا.م.د. كريم حواس علي عضوا، ا.د. عباس محمد ابراهيم التاجر، ا.م.د. شذى طه سالم عضوا، ا.م.د. حسين محمد علي الساقي عضوا، ا.د. حسين علي هارف مشرفا، ا.د. صالح الفهداوي، واخذت اللجنة بنظر الاعتبار جهد الباحثة ودفاعها عن اطروحتها بالاضافة الى استخدام المصادر الحديثة وتم منحها درجة الدكتوراة في فلسفة التربية الفنية وبدرجة امتياز، وترى الباحثة في ملخص بحثها مايأتي.
لقد أولى ديننا الإسلامي الحنيف اهتماماً كبيراً بالتفكير وحث على اعتماد العقل، وجعل الله سبحانه وتعالى الإنسان خليفته في الأرض وميزه بالعقل من بقية المخلوقات، وجعل عقله مدار التكليف وتحمل الأعباء والمسؤولية وحثه على النظر في ملكوته بالتفكير وأعمال العقل والتدبر.
فالتفكير ليس استعداداً عقلياً فحسب بل هناك جانب كبير تتحكم به عوامل بيئية واجتماعية إذ يمكن تنميته وتعليمه وتعلمه، بحسب الظروف الملائمة لتنميته، والتفكير الإبداعي ليس حكرا على عدد محدد من البشر، بل إن عدالة الله سبحانه وتعالى اقتضت توزيع الطاقات الإبداعية على جميع خلقه وإن كل إنسان لو فتش في نفسه لوجد إنه يمكن أن يبدع في شيء ما.
يُعد هذا النوع من التفكير ذي أهمية عند الفرد والمجتمع، بسبب الناتج الإبداعي الذي ينجز نتيجة وجود أفراد لديهم القدرة على الإبداع بمختلف مجالات الحياة، إذا توافرت للفرد البيئة المناسبة لنمو تفكيره الإبداعي.
فقد ظهرت العديد من البرامج والاستراتيجيات الخاصة لتعليم التفكير الإبداعي وتنميته في مراحل دراسية مختلفة، فالفرد قادر على التفكير بطريقة صحيحة إن وجد من يساعده على اكتساب المهارات التفكيرية الجديدة وذلك للتعمق في ظواهر الأمور واكتشاف بواطنها للتوصل إلى الحقائق الأكيدة، لذا فقد استهدف البحث ما يأتي:
1ـ الهدف الأول: تعرف اثر استراتيجيات فورست في استجابات تلامذة المرحلة الابتدائية على اختبار التفكير الإبداعي القبلي والبعدي بحسب مهاراته الطلاقة. المرونة. الأصالة.
ولتحقيق هذا الهدف تم صياغة (8) فرضيات.
2. الهدف الثاني: تعرف اثر استراتيجيات فورست في استجابات تلامذة المرحلة الابتدائية على اختبار التفكير الإبداعي القبلي والبعدي بحسب مجالاته(التفكير القصصي. التفكير التشكيلي. التفكير المسرحي. التفكير الموسيقي..
ولتحقيق هذا الهدف تم صياغة (8) فرضيات.
3. الهدف الثالث: تعرف اثر استراتيجيات فورست في استجابات تلامذة المرحلة الابتدائية على اختبار التفكير الإبداعي البعدي بحسب مهاراته(الطلاقة. المرونة. الأصالة.
ولتحقيق هذا الهدف تم صياغة (24) فرضية.
4. الهدف الرابع: تعرف اثر استراتيجيات فورست في استجابات تلامذة المرحلة الابتدائية على اختبار التفكير الإبداعي البعدي بحسب مجالاته التفكير القصصي. التفكير التشكيلي. التفكير المسرحي. التفكير الموسيقي.
ولتحقيق هذا الهدف تم صياغة (24) فرضية. وبهذا تم صياغة(64) فرضية.
تم بناء اختبار التفكير الإبداعي على وفق مهاراته (الطلاقة، المرونة،الأصالة) وتكون من 13 نشاطا موزعة على أربعة مجالات (التفكير القصصي. التفكير التشكيلي. التفكير المسرحي. التفكير الموسيقي)، وقد استخدم الصدق الظاهري بعرض الاختبار على مجموعة من الخبراء،والصدق التلازمي بحساب درجة الاتساق بين الاختبار الذي أعدته الباحثة واختبار تورنس اللفظي والشكلي.
كما تم حساب الثبات بطريقة إعادة الاختبار وقد استخدمت الباحثة ثبات التصحيح مع نفسها ومع مصححة أخرى. أما فيما يتعلق باستراتيجيات فورست فقد اعتمدت الباحثة اثنتا عشر إستراتيجية هي(الدائرة القصصية. إيجاد القصص في الأغاني. الصورة بألف كلمة. تصميم الحبكة. الأمثال الشعبية. الباب الأمامي (رحلة خيالية). جمع القصص العائلية. تاريخ الفن مليء بالقصص. الحكاية الأحجية(جمع الأجزاء). عروض المذياع القديمة. حكايات العبرة الشخصية. مهرجان رواية القصة). تألفت العينة من(100) تلميذا وتلميذة من تلامذة الصف الخامس الابتدائي مقسمين على أربع مجاميع، مجموعتين تجريبيتين (25 تلميذا ذكور، 25 تلميذة إناث)، ومجموعتين ضابطتين (25 تلميذا ذكور، 25 تلميذة إناث) قي مدرستين منفصلتين، وقد سحبت العينة من ابتدائية لواء الحق للبنات وابتدائية الأمة للبنين للعام الدراسي (2012-2013) وقد استغرق تطبيق البرنامج (8 أسابيع) بواقع (1-2) جلسة في الأسبوع لكل من الذكور والإناث، وبمعدل (90 دقيقة) للجلسة الواحدة، وبواقع حصتين لكل جلسة.
تم اختيار التصميم التجريبي ذي المجموعتين التجريبيتين والضابطتين ذات الاختبارين القبلي والبعدي، إذ تم تطبيق اختبار التفكير ألإبداعي الذي أعدته الباحثة على المجاميع الأربعة قبليا بعد مكافئتهم بـ(الجنس، العمر، ومستوى التحصيل للوالدين، ومستوى التحصيل للتلاميذ، ومستوى الذكاء(اختبار رافن)، ومهارات التفكير الإبداعي (الطلاقة والمرونة والأصالة)،ومن ثم طبقت استراتيجيات فورست على المجموعتين التجريبيتين ومن ثم إعادة الاختبار الذي أعدته الباحثة بعديا للمجاميع الأربعة. وقد أظهرت النتائج التي أستخدم فيها اختبار ولكوكسن وتحليل التغاير واختبار شيفيه للمقارنات المتعددة كوسائل إحصائية لمعالجة بيانات البحث الحالي عن وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات المجاميع التجريبية والضابطة لصالح المجموعتين التجريبيتين اللتين تعرضتا لاستراتيجيات فورست، ولم تظهر النتائج أية فروق دالة إحصائيا لمتغير الجنس(ذكور، إناث) بين المجموعتين التجريبيتين.
وفي ضوء النتائج التي توصل إليها البحث أوصت الباحثة بضرورة الاستفادة من استراتيجيات فورست واختبار التفكير ألإبداعي وذلك بتطبيقه في المدارس الابتدائية.