استضاف قسم الفنون التشكيلية الفنان العراقي المغترب ستار كاووش في قاعة الاستاذ غالب ناهي المخصصة لمادة الجداريات والتي يديرها الان الاستاذ المساعد الدكتور محمد الكناني وقد حضر هذا النشاط نخبة من الفنانين المبدعين والاساتذة الاكاديميين الافاضل منهم الفنان المبدع الاستاذ حسام عبد المحسن والمؤرخ العراقي الاستاذ الدكتور زهير صاحب وعدد من طلبة الدراسات العليا والاولية ، وقد قدم الدكتور الكناني كلمة تعريفية لتثمين جهود الفنان كاووش تركزت حول نظم واليات اشتغاله البصرية نذكر لكم بعضا منها :  

ترتهن تجربة الفنان المبدع الفنان ستار كاووش الى سلسلة من اختبارات اعادة الانتاج المكاني ذاتيا، ليعيد ترسيم حدود الاشياء على وفق مقترحاته الجمالية وذاكرته الاستعارية.

فنان يلاحق اليومي والمستهلك البصري ويعيد تصييره الى ما يشبه السحر عبر انتقالات تركيبة جمالية اساسها فعل الثنائيات (الرجل – المرأة) وبما تكتنزه من عاطفة واحساس وهذا ما يشكل قلقه الانطولوجي ازاء هذه الثنائية فهو يغير ذاته من خلالهما وليس العكس.

فنان سحرته المدينة وهو بالمقابل سحرها ببناء مدن موازية – مدن الخيال والسحر – بتكشفه على اليومي الفاعل في الذاكرة الاجتماعية، وقد استطاع ان يحقق ذلك بتجاوزه مشكلة الابعاد والحجوم والاقيسة الفيزيائية للمعتاد والسائد. من خلال الزخرفة المكانية بالشعورية او زخرفته المكانية عبر الوعي بالزمان في الوجود، وفي ذات الوقت الذي تتصف تجربته الفنية بمزايا تشير الى الانبهار والادهاش بمفوم معرفي جديد. فقد اوجز تجربته بصورة ملفته ومثيرة للتلقي. ومتجددة تسعى الى تقديم الموضوع على انه اعتراف مماثل للمعنى المتخفي في داخليته والتي تكون اكثر انحيازا للجمال (المرأة) لذلك بدت اعماله على انها ابلاغ مشبوع بالتعبيرية المتلبسة بالالوان والمشيدة عليها.

وهو بهذا يصير تجربته ويبثها عبر قنوات بصرية للتلقي سهلة ممتعة لا تحتاج الى فلاتر تصفية لكي تخترق الذات المتلقية – فهو يقودنا الى فضاءات مزدحمة تتجه نحو فهم الذات – ذات الفنان – المنتجة لهذا الفعل.

الذي هو عبارة عن يوتوبيا الواقع – مدن الاحلام التي انقطعت سبل الوصول اليها امام الحواس …

لذلك فهو يخاطب الكامن فينا من حسن وعاطفة ليعقد صلات وصل بين ذواتنا وذاته الحالمة التي ما انفكت تمارس فعل الانتاج.

كما وقد تحدث الفنان عن تجربته الفنية بوصفها تجربة حملت الكثير مما هو محلي ويمثل الاصالة على الرغم من كونه فنانا مغتربا الا انه بقي يشفر عن خصوصية المكان في مجمل اعماله الفنية، صحيح ان كاووش قد تمسك بمفردة الجنسانية في تمثيل خطابه البصري بوصفها اقدم علاقة انسانية عرفها التاريخ إلا انه في كثير من الاحيان يؤكد على اهمية الحضور المتساوي دون التفريق بين الحدود المفهومية لمفردة الذكورة والانوثة، وعلى الرغم من كون الفنان كاووش فاعلا في تخصيص الحقل البصري لديه تجاه قضية  محورية في معناها الانساني البليغ الا انه يخاطب العام على حساب الخاص، فهو بالوقت الذي نجد في اعماله ثمة غلبة للجانب الذاتي على الجانب الموضوعي نجده مؤثثا للكثير من مفردات الجنسانية في مركز خطابي يؤكد على تفعيل استدعاء الاخر والاقتراب منه لخلق لحمة فاعلة وحميمية بين شخوصه الافتراضية.
انه الفنان الذي حمل الكثير من تداعيات الذات في قوالب متاحة للنقاش بل وبالفعل فقد كانت محط تداول لكبار النقاد في العالم الغربي الامر الذي اثار فيهم – كاووش – تفعيل خطابه البصري على شكل مطبوعات في الطوابع البريدية والمعايدات وغير ذلك، انه الفنان الذي يمثل العراق وكلية الفنون الجميلة ، وهو الواجهة المعاصرة التي تحمل الكثير من القيم في لباس متأصل بالمكان لتحقيق خطابا جماليا له خصوصية واحده ليس لغيره ان يمثلها.

كما وقد فتح النقاش بين الفنان وبين الطلبة الحاضرون وختمت هذه الجلسة بتوقيع كتاب خاص بالفنان اذ نشرت فيه مجموعة كبيرة من اعماله. هيئة الموقع الالكتروني لكلية الفنون الجميلة حضرت هذا اللقاء الحميمي والتقطت بعض الصور نترككم لمشاهدتها.









Comments are disabled.