من بحوث مجلة الاكاديمي
الصوت وقيمته التعبيرية في الفيلم الروائي
د. محمد عبد الجبار كاظم
د. ثائر علي جبتــر الله
الصوت لم يكن تابعا او ملحقا ليس ذا شائن مؤثر على الصورة الفيلمية بل يجب ان يكون عنصرا خلاقا وأساسيا لتحقيق المبتغى العام من الصورة فعندما يكون الصوت بكل أنواعه وتصنيفاته موظفا على شكل مثالي فانه سوف يحقق القدرة على التعبير وخلق المسحة التخيلية للمشهد والقصة فلهذا كان يجب أن يكون الصوت متاصرا بشكل جيد مع الصورة الديناميكية الفيلمية بحيث اذا ما تم فصله عن الصور تمسي غير قادرة على التأثير وعملية التعويض تصبح صعبة لان البدائل تصبح فجة وضعيفة وبذلك تصبح الصور مختلفة عن ماهو منطقي لتعود إلى سابق عهدها الأول في أسلوب الفيلم الصامت. وهذا يعني ان الصوت أصبح يشكل ضرورة في الفيلم السينمائي ليخلق تأثيرا إضافيا على الصورة التي كان يشوبها بعض التسطيح بفعل صمتها الذي جعلتنا نرى حركة الشفاه ولا نسمع صوتها ونرى تدفق المياه بصمت مطبق وفوهات البنادق من دون أزيز رصاص ولكن الصوت اقتحم هذه الفجاجة وأزاح ستار الصمت ليستنطقها صوتا ويرفدها تعبيرا.
فبعد أن قطعت السينما زمنا طويلا نسبيا من الصمت ، في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، اعتمدت على عرض ما يدور من معلومات للموقف الدرامي في القصة الفيلمية، عبر لوحات مكتوبة توضيحية ؛ تنساب وتتدفق في الشريط الفيلمي لتعرب عن المضمون القصصي للموقف الذي يحتاج إلى تأويل . لأن الصورة وحدها وحركة الممثلين برغم المبالغة في التمثيل والايمائات التعبيرية، قد لا يمكن أن تفسر تلك الإحداث وما يدور من خلفها من قصة ، لهذا استخدمت ((العناوين المكتوبة للتعبير عن المعلومات اللا صورية مثل الحوار والتعليق))(3/ص256 ). لتكون هذه الأفلام مفهومه قدر المستطاع من قبل المتلقي وتعوض عن النقص الحاصل من جراء غياب الصوت الذي يعبر عن المحتوى القصصي للفيلم.
للمزيد يرجى تحميل البحث من هنا : الصوت وقيمته التعبيرية في الفيلم الروائي