ناقش قسم الفنون المسرحية اطروحة تناولت مقاربات النشوء والارتقاء في العرض المسرحي المعاصر للباحث حسن ابراهيم حسون

تتشكل النظريات بصوره عامه على تفسير ظاهره معينه في المجتمع ,سواء كانت نظريات علميه ماديه ملموسه ام فكريه فلسفيه مدروسة بالعقل المحض ام فنيه محسوسة, أي  اتجاه  تنتمي اليه هذه النظرية فهي تحاول جاهده في تفسير كافي ووافي للظاهرة لمراد دراستها وتفسيرها.

وواحده من اهم تلك النظريات هي نظريه النشوء والارتقاء التي حاولت جاهده في تفسير التنوع بين الكائنات الحيه, حيث أعطت هذه النظرية  تفسيرها في التنوع ,على وفق اليات محدده الا ان هذه اليات التي وضعتها النظرية استمرت في التحولات و التطورات حتى وصلت الى اكتشاف ((الجينوم البشري)) وهو الشفرة  التي تحتفظ بكل التاريخ الشكلي للكائن الحي ولهذا وصف بانه السلطة الأعلى على الكائن الحي من نواحي شكليه, ولكن هذا الفكر لم يبقى حبيس المفاهيم ((البيولوجية)) تم ربط هذا المفهوم وهو الجين بمفهوم اخر وهو والميم حيث يعتبر هذا المفهوم هو المسؤول   عن نقل الثقافة وتوارثها, واعطي هذا المصطلح القوه التي يمتلكها الجين في السيطرة  على الكائن الحي فالجين يسيطر على الهيئة  والشكل الخارجي والميم يسيطر على المضمون الا ان الميمات لا تنقل الا بمظهر شكلي, أي بنشاط معين سواء كان نشاط اجتماعي او موروث ديني او عمل فني, فهو يحاول ان ينسخ ذاته بواحده من تلك الطرق ,وواحده من اهم تلك الطرق التي يعمل بها الميم وينسخ ذاته فيها هو الفن ,فالفن ينقل تلك الأفكار تحت غطاء جمالي, وبصوره اكثر خصوصيه يعتبر المسرح واحد من اهم تلك الطرق التي يعمل الميم باستنساخ نفسه, اذن فالميمات هنا تعمل بنفس الطريقة التي يعمل بها الجين لذلك ومن خلال هذا التقارب بين المفهومين يمكننا اعتبار المسرح حاله كحال أي جسد حي ينطبق عليه كل القواعد والقوانين التي حددت لعمل الجين, فالمسرح هو جسد حي ينمو ويتطور ويموت ,ويكون هذا التطور والنمو على وفق نفس المفاهيم التطورية للكائن الحي فقد حددت نظريه النشوء والارتقاء اليات البقاء فالبقاء عندها للأصلح وليس للأقوى ,ولهذا فان الفنون يعتمد بقاءها على صلاحيات للمجتمع والبيئة التي تتولد فيه ولهذا فان البحث هذا حاول المقاربة بين المفهومين ((البايولوجي والفني)) ولكن هذا التقارب ليس على مستوى التفاصيل الدقيقة لكل مفهوم ولكن يكمن التقارب في تفسير التنوع.

ولذلك جاء البحث في اربع فصول الفصل الأول يمثل الاطار المنهجي الذي يتضمن مشكله البحث الذي تلخصت بالسؤال الاتي ((هل يمكن لنظرية النشوء والارتقاء بوصفها نظرية لتفسير التنوعات في أن تفسر العمل المسرحي باعتباره نشاط اجتماعي متحرك ينمو ويتطور ويتغير وينقرض ويموت؟)) ومن ثم الانتقال الى اهميه البحث وهدف البحث وحدود البحث وتحديد المصطلحات اما الفصل الثاني فقط اشتمل على ثلاث مباحث وهي:

  1. نظريه النشوء والارتقاء ومرجعياتها العامة.

  2. المقاربات الفكرية والفنية لنظرية النشوء والارتقاء.

  3. النشوء والارتقاء في الاخراج المسرحي.

اما المبحث الأول فقد تضمن دراسة اهم المنطلقات والمفاهيم التي استلهمتها النظرية في تكوينها وانشاءها , فيمكننا ان نصف هذا المبحث بانه مبحث ((مفاهيمي علمي)) اما المبحث الثاني فهو عمليه الانتقال من المفاهيم العلمية الى المفاهيم الفكرية والحسيه لذلك اتى على محورين وهم:

الأول: المقاربات الفلسفية لنظرية النشوء والارتقاء كان لابد من المرور بالمقاربات الفلسفية بين نضريه النشوء والارتقاء والأفكار الفلسفية وهذا لان كل المنطلقات العقلية والمنطقية لابد لها من المرور بالحقل الفلسفي.

والثاني: النشوء والارتقاء في الفنون ففي هذا الباب تمت المقاربة بين اهم قواعد نظريه النشوء والارتقاء والفن بصوره عامة.

اما المبحث الثالث انطلق من تطبيق هذه الأفكار التطورية على ميادين المسرح بصوره عامه وعلى الإخراج المسرحي بصوره خاصه وذلك بالاعتماد على اغلب المفاهيم التطورية التي تفسر مسيره هذا الكائن الحي وهو ((العمل المسرحي)) واليات بقائه وسبل تكاثره وطريقه تناسل انواعه واجناسه بالاعتماد بالدرجة الأساس على مفاهيم ((النشوء والارتقاء))

Comments are disabled.