يرى الباحث ان معطيات الفن السينمائي مكنت من  التعامل مع مختلف مناحي الحياة سواء أكانت وفق المُعطى الواقعي أم الإنطباعي محاكية الماضي والحاضر والمستقبل . وعلى الرغم من تطور وسائل وتقنيات الإتصال بقيت الصورة المتحركة عبر السينما تقف في مقدمتها ، بالنظر لما تمتلكه من جمهور متلقي واسع المدى والأبعاد ، فضلاً عن تخطيها حدود المحلية والإقليمية والدولية . وتنوعت الإشتغالات الجمالية والفنية التعبيرية لعناصر اللغة السينمائية عبر الإستعانة بالأدب والقصة والشعر في حقول مجاورة تبنتها لنتاجات وظفت فيها المعالجات الإخراجية لعناصر اللغة السينمائية ، وبرز من بينها التعامل مع الأساطير والحكايات التي لامست حياة معظم الشعوب وموروثها الفكري والثقافي وبيان إشتغالها الدلالي في السينما المعاصرة عبر توظيف الأداء الحي والتمازج مع تقنيات الحاسوب للوصول إلى المنتج الفني الذي يحقق الإدراك والفهم لدى المتلقي .

ومن هنا فقد إنطلق الباحث من مبدأ التعريف والإطلاع على ظاهرة أخذت حيزاً واسعاً في نتاجات الفن السينمائي عبر تحويل الأساطير سواء أكانت الواقعية أم الإفتراضية إلى أفلام سينمائية ومدى ما تتركه من إشتغال دلالي لقيمها عبر عناصر اللغة السينمائية .

وبما إن هذه الظاهرة الفنية تُعد تجربة مثيرة وهامة في السينما فإن الباحث أثاره التعرف على الكيفيات والمعالجات التي يتحقق فيها الإشتغال الدلالي للقيم الأسطورية في الأفلام السينمائية المعاصرة والتي تحقق المتعة الجمالية والتعبيرية لدى المتلقي .

وقد إشتمل البحث على خمسة فصول :

وتضمن الفصل الأول وتضمن : مشكلة البحث والحاجة إليه والتي تلخصت في التساؤل الآتي : ما هي الكيفيات التي يتحقق بها الإشتغال الدلالي للقيم الأسطورية في الأفلام السينمائية المعاصرة؟

و تمثلت أهمية البحث في كونه دراسة تؤدي إلى الكشف عن مستويات التوظيف الجمالية والدلالية والبنائية الدرامية للقيم الأسطورية في الأفلام السينمائية المعاصرة .

فيما هدف البحث إلى الكشف عن الكيفيات التي تم بها بناء جماليات الإشتغال الدلالي للقيم الأسطورية في الأفلام السينمائية المعاصرة .

وتضمن  الإطار النظري ثلاثة مباحث المبحث الأول : مُعطيات المفهوم الأسطوري في الفيلم السينمائي . وجاءت مُعطيات المبحث الأول في إستعراض علمي لفهم مصطلح الأسطورة وموجز عنها والتعرض إلى الأسباب التي أسهمت في نشوئها ، ضمن مُعطيات الحقول المجاورة لحقل الفن ومنها علم النفس والإجتماع والأنثروبولوجيا والأنواع الأسطورية مستعيناً بالأمثلة الفيلمية، اما المبحث الثاني تطرق فيه الباحث الى  ثنائية القيمة الأسطورية ودلالاتها السردية في الصورة السينمائية، فيما تمثلت مُعطيات المبحث الثاني التعرض إلى القيمة الأسطورية ودلالاتها في بُنية السرد الدرامي في الفن السينمائي، عبر بُنية الشخصية والحوار ووحدة الموضوع القصصي ونوع الحبكة ومُعطيات بنائه السردي من التمهيد وصولاً للحل في عناصر البناء الدرامي للقيمة للفيلم الأسطوري اما المبحث الثالث : إشتغال عناصر لغة الصورة لتجسيد الدلالة الأسطورية . فيما تناول المبحث الثالث المُعطيات الفنية عبر الإشتغالات الدلالية لعناصر اللغة السينمائية في إظهار القيم في الأفلام الأسطورية المعاصرة .

وفي ضوء تحليل العينية توصل الباحث الى مجموعة من النتائج والإستنتاجات ، وقد توصل الباحث إلى مجموعة من النتائج التي خرج منها بعد تحليل العينات ومن بينها :إعتمدت مُعطيات في الإشتغال الدلالي للقيم الأسطورية في الأفلام السينمائية المعاصرة عبر ثنائيات الخير والشر ، البقاء والفناء، الموت والحياة ، والسحر والشعوذة ، والإنتصار والهزيمة ، والطاعة والمعصية ، والماضي  والمستقبل وكما ظهر في عينة البحث .

 

Comments are disabled.