يرى الباحث ان  أفلام الخَيال العِلمي عملت على  إثارة وتَحفيز الجانِب العقلي لدى المتلقي وَوسّعت من أُفُقِ مُدركاته وذلكَ مِن خِلالِ تضمين الصورة الفيلمية بمضامين فكرية مكتضة بالرموز لتوحي بعوالم غير منتهية تشكل فضاءاً زاخراً بالمعلومات الوافرة. والتي تمثلّت بجوانب تعليمية ومختبرية خاضعه إلى وجهات نظر مختلفة ومتضاربة أحياناً، إذ أنّها لا تقدم المضامين المختلفة فحسب وإنّما تَجِد مُعالجات إخراجية وسردية ضمن إطار وتصورات خيالية ومستقبلية. ولقد إتسمت أفلام الخيال العلمي بشكل مجسد وإطار مرئي للتغيرات التأريخية المُتخيلة عن التطور الإجتماعي والتقدم التكنولوجي من جهة، أو تطلعاتنا كبني البشر للحياة بشكل أفضل في المستقبل وأن نكون أكثر إنسانية في عالم به من التطور التقني ما يغير كلاً من أشكال ومعاني الوجود الشخصي والإجتماعي من جهة أخرى، وهذا التركيز على التحولات التقنية يعطي هذا النوع الفيلمي القدرة على خلق صور خيالية متوقعة لأشكال وصور الآلات والفضاءات الصورية ي المستقبل القريب أو البعيد المدى

ويهدف البحث إلى الكشف عن ماهية السِمات الشّكلية ودور النوع الفيلمي وبنيته في تعميق البنية التنبؤية وما آليات بُنية أفلام الخيال العلمي وكيفية التنبؤ من خلال توظيف عناصِر الُلغة السِينمائية ودورها في صناعة هذا النوع الفيلمي

بينما تضمن الاطار النظري ثلاثة مباحث وهي كالآتي:

المبحث الأول: البُعد المَفاهِيمي للسّماتِ الشّكليةِ فِي أفلامِ الخَيالِ العِلمِي: تناول فيه الباحث الخيال بشكل عام وآراء الفلاسفة، وأدب الخيال العلمي وأنواعه وكيفية تأثيره في السينما وإقتباس فيلم الخيال العلمي الكثير من قصص وروايات أوئل مختصي هذا النوع من الأدب، وتنوّعْ أفلام الخيال العلمي مابين أوبرا الفضاء والسفر عبر الزمن والولوج لداخل الأرض وغيرها، وأبرز العناصر الشكل التي وظفت في هذا النوع. وأيضاً أفلام الخيال العلمي في السينما العربية.

المبحث الثاني: التنبؤ والإستشراف في أفلام الخيال العلمي: جاء فيه مفهوم التنبؤ وإشتغالاته في فيلم الخيال العلمي، ومدخل لفيلم الخيال العلمي وتطوره، وكذلك أبرز أسباب ذلك التطور والإهتمام بهذا النوع، وأنواعه المتعددة وتأثير التطور التكنولوجي على النوع الفيلمي.

المبحث الثالث: تَوظيف عَناصِر لُغة الصُورة لِتجْسيد البُنية التَنبؤيّة: تناول فيه الباحث بنية فيلم الخيال العلمي التنبؤية، وتحديد أهم عناصر بنية الصورة في تشكيل المشهد وتوسيمه بسمات شكلية لتحقق أفلام الخيال العلمي صورة خيالية مستقبلية وبشكل فني. ثم خرج الباحث ببعض المؤشرات والتي إعتمدها كأداة لتحليل العينات بعد أخذ رأي لجنة الخبراء والمختصين في قسم السينما والتلفزيون، وأختتم الفصل الثاني بالدراسات السابقة.

وتوصل الباحث الى مجموعة من النتائج من اهمها  الفَضاء الصُوري في أفلامِ الخيال العِلمي المُتمثِل  بالمَكان والزَمان، ذات أبعاد دلّت بغرابَتِها وعَدم مألوفِيتِها على الأجواء المُستقبليّة والتَنبؤيّة وإنْ بَدَتْ بَعضها مألوفَة لِلمُتلَقِي.

Comments are disabled.