ناقش قسم التصميم أطروحة الدكتوراه الموسومة بوطيقيا  التشكيل النحتي في تصميم الفضاءات الداخلية للباحثة اسمى عبد الحميد عبد المهدي الخفاجي

تبدء الباحثة من الإرث التاريخي للمجتمعات والذي لازم تطورهم على مر الازمان وحتى حاضرهم، جعلهم شعوبا تتفاخر بماضيها ومعتزة بتراثها ومتمسكة به بل ونقلت تلك الثقافة التاريخية لمختلف الشعوب الاخرى، والتي كانت محط انظار الدارسين من فلاسفة وعلماء ونقاد وفنانين ومعماريين ومصممين، بصرف النظر عن تناقضات تلك الدراسات واراء النقاد وفلسفة المعماريين وخيالات المصممين في العلاقات مع مختلف المجتمعات وثقافاتها، لكنهم لا يتعارضون معهم في السياق العالمي وهو خدمة المجتمعات ومتطلباتها واحتياجاتها لتتصف تلك الخدمات التي يقدمها المفكرون بالديمومة.

حين نتأمل موضوعة البحث للبوطيقيا عن طريق مختلف مفرداته وشروحاته، نجد ان افكار الباحثة تتداخل وتتصادى وتتطور لتبين لنا بجلاء لماذا تنظر لهذا الموضوع القيم والذي يتميز بالاثراء المعرفي في تخصص التصميم الداخلي.

تترك الباحثة الجدلية حول التساؤل هل هناك لقاء للثقافات او تصادمها، كون ما زخرت به مساحات الجمال وشعريتها في الفنون على مر التاريخ ابلغ واوجزاجابة، ومن هنا جاءت موضوعة البوطيقيا كأحد تطبيقات تلك المساحات الجمالية لما تتضمنة من مفردات استلهمها الفيسلوف والناقد والفنان والمعماري والمصمم كل بحسب توجهاته.

لايمكن معرفة الطبيعة الحقة لفرضية من الفرضيات ما لم تؤخذ بنظر الاعتبار الظروف التي نشات عنها هذه الفرضيات او السياقات المتنوعة التي تجعل من الفرضية ممكنة، وهذا يعني ان كل فرضية تنشد متلازمة من المواقف المسبقة التي تنتج عنها وتتاسس عليها، بهذا الفهم حاولت الباحثة تناول دراسة البوطيقيا ومفرداتها اقطاب الشعرية بوصفها نماذج علمية لتفسير الظاهرة الشعرية، فاتبعت سبيل الحفر عن الدائرة المعرفية (epistemological) وتتمثل بالمراجعات الضمنية لمفاهيم وتصورات المدارس والباحثين في الحقول المختلفة ذات الصلة بالبوطيقيا، والنشوئية (genealogical) التي تتميز بنزعة التسلسل الزمني وتشكل منها المنظور المحدد الذي تنطلق منه هذا الشعرية او تلك، وانطلقت الباحثة بتتبع نشؤء المنظور البوطيقي وتطوره في مجالاته التي انطلق منها بغض النظر عن ماهية هذه المجالات (لسانيات، منطق، بحث ادبي، فلسفة) واعادة بناء المنظومة العقلية للمنظور المعين وتسخيره في تخصص التصميم الداخلي والاشتغال به

ويهدف البحث الى الكشف عن بوطيقيا التشكيل النحتي في تصميم الفضاءات الداخلية وتجلت اهمية البحث في اسهامه تقديم معطيات ذات نظام جديد يستند إلى أسس علمية وفنية مدروسة تبين مدلولا خاصاً بالقيم التي تعبر عن شعرية الفضاءات محور الدراسة ويقدم كذلك دراسة اضافية معززه عن طريق بيان االتنظيمات التصميمية واعتماد تعبير خاص للفضاءات الداخلية لمسارح دور الاوبرا وهو ما تمثلت به الحدود الموضوعية للبحث

وعلى ذلك قسمت الباحثة الاطار النظري الى ثلاثة مباحث المبحث الاول: اختص بتسليط الضوء على البوطيقيا المفهوم والنشأه والبوطيقيا بين الشعرية والجماليات ، المبحث الثاني: تضمن فن النحت بين العمارة والتصميم، المبحث الثالث: تناول جماليات التصميم في الفضاءات الداخلية وتوظيف المعايير لفضاءات مسارح دور الاوبرا

ومن خلال تحليل العينات توصلت الباحثة الى مجموعة مهمة من النتائج منها:اعتماد المصممين العالميين في تصاميم الفضاءات النحتية اسلوباً يحاكي لغة العصر ذا قيم شكلية استعارية استدعائية وابعاد وقياسات مغايرة في الاستدلال الشكلي عبر الفاعلية الذاتية لهم، للارتقاء بمنظومة التلقي البصري لفضاءات العروض والفعاليات المقامة به الى مستويات اكثر عمقا يحكمها الفعل الحسي في المكان نفسه.

كذلك تضمن الفصل الرابع المرتكزات التصميمية النظرية، والتوصيات والمقترحات التصميمية والجهات المستفيده من البحث اذ قامت الباحثة بتصميم إنموذج مقترح تصميمي لدار اوبرا عراقية في العاصمة بغداد، وبحسب المواصفات العالمية ليتلاءم مع الاحتياجات الوظيفية الادائية والجمالية التعبيرية للفضاءات الداخلية لغرض تحقيق الشاعرية للمتلقي ورفد جانب السياحة والثقافة بتكوين تصميمي ذات صياغات شكلية شعرية للبوطيقيا في التصميم الداخلي.

Comments are disabled.