قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية يناقش أطروحة دكتوراه عن النوع الفلمي المركب وتحولات الانساق السردية والتقنية في السينما الرقمية للباحث حيدر فيصل كريم
ناقش قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية أطروحة الدكتوراه الموسومة النوع الفلمي المركب وتحولات الانساق السردية والتقنية في السينما الرقمية للباحث حيدر فيصل كريم
ينطلق الباحث من قدرة الفن السينمائي المميزة لبناء انساق سردية، والتي قد تكون عصية على الفيلم صنو الحياة، بمجرياتها كافة، وبوصف الفيلم صورة تفاعلية ذات طرح ابداعي يتجاوز الاطر المادية الحياتية الرتيبة، والسعي لإنتاج عالم متسامي متساوق مع طروحات الوعي الانساني، هذه الحقيقة نستطيع تلمسها من رغبة السينما المفرطة في التطور والتفرد لبناء خصوصية صورية، تكتنز تقنيات متباينة ومتنافرة لأجل اظهار الصورة السينمائية بقابلية تجاوز الاشكال او الاجناس الفنية والادبية الاخرى، سواء على مستوى السرد وتقنياته ام الافادة من التقنيات العلمية. ومن هنا انبثق موضوع البحث. في محاولة تحديد طبيعة المسارات السردية وما ينتج عنها. والسعي لصورة متعالية تجمع الانواع وتستطلع المتغير التقني الجمالي في صناعة الصورة السينمائية، الامر الذي أضفى سمة التميز على النتاج الفلمي، وهذا ما دفع الباحث للخوض في رحلة علمية يحدد فيها سمات الانواع الفلمية وتأصيلها وتحديد مرجعياتها، واستقرار النوع الواحد وتداخل الانواع داخل فضاء الفلم، انبثق من هذا الموضوع عنوان يحاول الاقتراب من ماهية النوع السردي المركب وخصوصيته
وعلى ذلك اقتضى وضع دراسة شاملة لتحديد الانواع الفلمية الكبرى في الفلم السينمائي، ومن ثم تحديد عمل الانواع الفلمية وفقاً لمرجعياتها الروائية، وكذلك حدودها الاجرائية في الاشتغال السينمائي. لغرض اعتماد السمات الخاصة بكل نوع فلمي، وما يمتلكه من علاقة فاعلة مع طبيعة القصة وبنائها السردي السينمائي، ولاسيما ان مفهوم النوع الفيلمي ينهض ابتداء على العلاقة الفاعلة بين النسق السردي للفلم وبين النوع الحدثي داخل القصة.
ومن خلال ماتقدم وضع الباحث تأسيساً نظرياً اشتمل على ثلاثة مباحث:المبحث الاول وقد تناول(بدايات تشكل الانواع الفلمية) اذ تم دراسة نشأة السينما وبدايات تشكل الانواع الفلمية. اما المبحث الثاني فكان (المرجعيات الروائية للنوع الفلمي)، وتناول الباحث في هذا المبحث الانواعية من الرواية الى الفيلم وبحث عملية تطور العلاقة بين الرواية والفيلم السينمائي على مستوى الانواع. اما المبحث الثالث فقد تناول موضوع (الثابت والمتغير في الانساق السردية السينمائية)، وفيه تم تحديد مدخل لعلم السرد وعلاقته بالمنجز الروائي السينمائي. اما المبحث الرابع فقد تناول (شكل النوع الفلمي المركب وسماته) وتحديد (مفهوم النوع الفلمي المركب).
ويهدف البحث بالدرجة الأساس الى الكشف عن كيفيات تشكل النوع الفلمي المركب ما بين تحولات الانساق السردية والتقنية في السينما الرقمية.
وبعد اخضاع المؤشرات الى العنيات المختارة من الاعمال الفنية توصل الباحث الى مجموعة من النتائج من أهمها ينهض النوع الفلمي المركب على جملة من الانساق السردية العاملة في بنائية الفيلم السينمائي وهو ما يقود الى تنوع الاشتغالات الزمانية والمكانية والحدثية في الفيلم السينمائية.
وانطلاقاً من الاطار النظري والنتائج التي توصل اليها الباحث، وضع الاستنتاجات التي جاءت على النحو الآتي: يعتمد النوع الفلمي المركب على البنى السردية الهجينة التي تحاول المزج بين اكثر من نسق سردي