ناقش قسم الفنون التشكيلية اطروحة دكتوراه عن التحليل الهرمنيوطيقي لإشكالية الوعي الجمالي لفنون ما بعد الحداثة للباحث عبدالرزاق جبار رحيل
يرى الباحث ان القرن العشرين شهد العديد من الحولات العلمية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتي كان لها انعكاسًا جذريًا على الحياة الإنسانية عامة وعلى المنحى الفني خاصة، فهذا التطور السريع والمتقلِّب الذي ساد العالم في القرن العشرين كان له صدى على مجال الفنون إذ ولدت اتجاهات وتيَّارات كان تأثيرها كبيرًا على تاريخ الفن المعاصر.
وفي هذا السياق عملت الحركة النقدية الفلسفية المعاصرة على معالجة هذه الأزمة الاستطيقية، وذلك بإعادة قراءة النتاج الفني قراءة هرمنيوطيقية، تأخذ بأيدينا لنقترب من فهم الحقيقة الفنية. وإنَّ اغتراب الوعي الجمالي هو الذي شكَّل حاجزًا بيننا وبين النصوص الفنية والأدبية الماضية مما سبب قطيعة معرفية وجمالية مع الذوق المعاصر
وفي هذا الاطار جاءت الدراسة كمحاولة لبيان المستوى الذي شغلته الهرمنيوطيقا في الفكر الفلسفي الجمالي لمواجهة إشكاليات المعاني، والغايات، وتعقد الحياة عمومًا.
وعلى ذلك شمل الاطار النظري خمسة مباحث مثَّلَ الأول منها مقدمة في الجذر الفلسفي للهرمنيوطيقا، في مقاربة تاريخية ودراسة الحقيقة والمنهج مقابل الهرمنيوطيقا، وفي المبحث الثاني تناولنا الهرمنيوطيقا والفلسفة الاستطيقية، عن طريق دراسة التذوق الجمالي وتربية التذوق الجمالي والجمال الحر والتابع وفق رؤى وأفكار الفلاسفة والمفكرين، وتناول المبحث الثالث الهرمنيوطيقا وتشكلات الوعي الجمالي، عن طريق دراسة مؤسسات الوعي الجمالي المجرد والاغتراب، وفي المبحث الرابع عرَّج الباحث على الممارسات الهرمنيوطيقية في الفنون المعاصرة، وختم الفصل الثاني بالمبحث الخامس الذي تعرَّض للإشكالية الأنطولوجية لفنون ما بعد الحداثة.
وفي بيان لاهمية الدراسة يرى الباحث الى أنَّ البحث يُشكِّلُ دراسة في المناهج الفلسفية والنقدية المعاصرة للكشف عن الإشكاليات المعرفية التي تؤسس الوعي الجمالي والخبرات الجمالية إزاء التحولات في فنون ما بعد الحداثة، كما يقدمُ مساهمةً في إعادة منهجية مفهوماتنا حول منهج الهرمنيوطيقا، وكيفيات اشتغاله كعُدة كاشفة للإشكاليات المعرفية التي تواجه الوعي الجمالي.
وتهدف الاطروحة الى الكشف عن آليات اشتغال المنهج الهرمنيوطيقي في التحليل الإشكالي لفنون ما بعد الحداثة.
ومن أهم النتائج التي توصلنا إليها هي:إنَّ الهرمنيوطيقا هي فن مستقل للفهم، ويساعدنا هذا الفن على تجنب سوء الفهم، ويستند على ركائز تأخذ بالحسبان اللغة والنفس في عملية الفهم.
واستنتج الباحث النص يحتمل جنبتين، الأولى موضوعية تشير إلى اللغة، وهذه الإشارة الموضوعية تجعل عملية فهم النَّص مُمكنة، أمَّا الجنبة الثانية هي أنْ يكون النَّص ذاتي فيه إشارة إلى فكر ونفسية المؤلف.