يرى الباحث ان  الحقيقة الموضوعية العقلانية تكمن في البحث عن  قوانين الفكر المنطقي التصميمي، ودراسة طبيعة الذهن ومتغيراته الحديثة وقوانين السلوك الاجتماعية، و إنعكاس هذه المفاهيم على فكر المصمم الداخلي ومدى تأثيره بالقيم والعادات والأعراف، وبهذا يصمم الفضاء الداخلي ومخرجاتهُ ابتداءً من تلك الحقيقية الموضوعية والعقلانية التي يقدمها له العلم في عصره، بل إننا حتى لو إقتصرنا على النظر إلى الفضاءات الداخلية (لعمادات الكليات) وإبراز الملامح العقلانية في فضاءاتهم، لوجدنا إفتقار التوجهات العقلانية وعدم وضوح الأسس المعتمدة في تشغيلها والحفاظ على مقوماتها الوظيفية.

    ومن هنا يهدف البحث الحالي إلى: الكشف عن مدى تفعيل جانب التوجه العقلاني في تصاميم الفضاءات الداخلية المعاصرة لمباني العمادات في الكليات.

    يتضمن البحث ثلاث مباحث رئيسة، تناول المبحث الأول وضع إطار منهجي تُعنى بالتصميم العقلاني_ المعنى والمفهوم، وإنعكاس ذلك في مجال التصميم الداخلي. فيما تناول المبحث الثاني مفهوم التطبيقات العملية للتوجهات العقلانية في التصميم الداخلي ومدى إرتباطها بالتكوينات الشكلية، وعلاقتها بالعقلانية في تفسير الفضاءات الداخلية، أما المبحث الثالث فلقد تناول مفهوم العقلانية في الفضاء الداخلي لعمادة الكلية وإنعكاساته العقلانية بوصفها دراسة لطبيعة السلوك الانساني.

 وأسفرت عملية التحليل عن استنباط مجموعة من النتائج والاستنتاجات، إذ تضمن البحث أهم النتائج : تحقق تطبيق التصميم العقلاني عبر منظومة التنظيم والنقاء العام في الفضاء الداخلي ودقة ترتيب الأثاث على وفق نظام حركي وبصري منتظم.

ويمكن الأشارة إلى أهم الاستنتاجات التي جائت بالبحث ومنها: يرتبط الواقع الموضوعي في هيئة الفضاءات الداخلية ارتباطاً وثيقاً بالعقلانية، ويمكن فهمها بوصفها إستعداداً خاصاً لدى المصمم، الذي يكون قادراً على الخطاب العقلي والإدائي، ضمن مفهومه العقلاني.

 

Comments are disabled.