يرى الباحث ان  الغرائبية من الموضوعات التي لاقت عناية واسعة من قبل المفكرين وتنامت مع أطلالة القرن العشرين ، وتحققت بشكل واسع في نتاجات فنية وأدبية وغيرها من المعارف ، من أجل البحث عما هو جديد وخارج عن المألوف المتداول ؛ لتحطم السائد الذي لا يقبل التغيير . وعلى الرغم من ذلك فأن الغرائبية باتت جزءًا متعالقاً بمفهوم العبث ، من أجل تحقيق الجديد الغريب وغير المتوقع . وهذا ما جعل من موضوع بحثنا الحالي ان يؤكد على مفهوم (الغرائبية) ودراسة (عبث الإنجاز) في التشكيل النحتي المعاصر ، أي العبث الذي تجسد في نتاجات فنية تشكيلية ، تحاكي المجتمع بسخرية وازدراء ، بدءًا من الحداثة بوصفها شذرات العبث ، وانتهاءً باتجاهات فنية معاصرة .

وبعد ذلك توجه في الاطار النظري الى مناقشة  تعالقات الغرابة والعبث في التشكيل الفني الحديث الذي اختص في فترة الحداثة ، مع مقدمة وجيزة لمفهوم الفن ، ومن ثم التيارات الفنية التي تحقق فيها عبث الإنجاز ، كما هو حال (السريالية – الدادائية) التي توافقت مع هذا الفكر .

وبعد ذلك توصل الباحث الى مجموعة من النتائج منها: إِنَّ العبث في الفنون المعاصرة أنشق إلى عدة تفرعات ومنها : العبث في الشكل ، العبث في الأداء ، العبث في التقانة ، العبث في المكان ، العبث بتهكم وازدراء ، العبث من الوجود ، وغيرها من تفرعات ، ولدت التفاعل والإثارة في التشكيل النحتي المعاصر ، ولاسيما عند النقاد وجمهور الفن .

من ثم توصل الباحث إلى الاستنتاجات ، وكان أهمها : إِنَّ العبث الذي تجسد في النتاجات المعاصرة ، يتحقق في احيان كثر بفعل منعكس عن المآسي والمعاناة التي جابهت الفرد ، فضلاً عن سلبيات الحياة ومواقفها العصيبة من أمور قاسية وضغوطات ذاتيه تواجه الإنسان ، كل ذلك ولد مفهوم العبث ، وجعلته ظاهرة متداولة ولاسيما في المنجزات التشكيلية النحتية المعاصرة .

Comments are disabled.