قسم الفنون التشكيلية يناقش اطروحة دكتوراه عن الغرائبية في التشكيل النحتي المعاصر للباحث عبدالله فوزي خورشيد
يرى الباحث ان الغرائبية من الموضوعات التي لاقت عناية واسعة من قبل المفكرين وتنامت مع أطلالة القرن العشرين ، وتحققت بشكل واسع في نتاجات فنية وأدبية وغيرها من المعارف ، من أجل البحث عما هو جديد وخارج عن المألوف المتداول ؛ لتحطم السائد الذي لا يقبل التغيير . وعلى الرغم من ذلك فأن الغرائبية باتت جزءًا متعالقاً بمفهوم العبث ، من أجل تحقيق الجديد الغريب وغير المتوقع . وهذا ما جعل من موضوع بحثنا الحالي ان يؤكد على مفهوم (الغرائبية) ودراسة (عبث الإنجاز) في التشكيل النحتي المعاصر ، أي العبث الذي تجسد في نتاجات فنية تشكيلية ، تحاكي المجتمع بسخرية وازدراء ، بدءًا من الحداثة بوصفها شذرات العبث ، وانتهاءً باتجاهات فنية معاصرة .
وبعد ذلك توجه في الاطار النظري الى مناقشة تعالقات الغرابة والعبث في التشكيل الفني الحديث الذي اختص في فترة الحداثة ، مع مقدمة وجيزة لمفهوم الفن ، ومن ثم التيارات الفنية التي تحقق فيها عبث الإنجاز ، كما هو حال (السريالية – الدادائية) التي توافقت مع هذا الفكر .
وبعد ذلك توصل الباحث الى مجموعة من النتائج منها: إِنَّ العبث في الفنون المعاصرة أنشق إلى عدة تفرعات ومنها : العبث في الشكل ، العبث في الأداء ، العبث في التقانة ، العبث في المكان ، العبث بتهكم وازدراء ، العبث من الوجود ، وغيرها من تفرعات ، ولدت التفاعل والإثارة في التشكيل النحتي المعاصر ، ولاسيما عند النقاد وجمهور الفن .
من ثم توصل الباحث إلى الاستنتاجات ، وكان أهمها : إِنَّ العبث الذي تجسد في النتاجات المعاصرة ، يتحقق في احيان كثر بفعل منعكس عن المآسي والمعاناة التي جابهت الفرد ، فضلاً عن سلبيات الحياة ومواقفها العصيبة من أمور قاسية وضغوطات ذاتيه تواجه الإنسان ، كل ذلك ولد مفهوم العبث ، وجعلته ظاهرة متداولة ولاسيما في المنجزات التشكيلية النحتية المعاصرة .