يرى الباحث ان  المجتمعات المعاصرة تناولت  المصطلحات و المفاهيم المعبرة عن مفردات الوجود المادي بصورة مغايرة او جزئيةٍ الى حدٍ ما ، عن المتداول من مصطلحات  من سَبقتها  من مجتمعاتٍ عاشت في عصورٍ زمنية سابقةً لها ، ومختلفة في سياقاتها المنظمة لوجودها الفكري والروحي والمادي ، و قد ظهرت هذه  الاختلافات عبر تحولاتٍ مرصودة في بنية  المعرفة الفكرية ، ويُعد مفهوم (المكان ) من اهم المفاهيم المؤثرة في بنية هذه التحولات وما رافقها من تطور علميٍ وتقني ونتائجهِ البصرية ، واصبح لهُ قيمته المتغيرة عن طريق تموضعهِ ضاغطا رئيسا في آلية التواصل بين منتجي الافكار والمفاهيم و بين متلقيها .

وتقسم الاطار النظري ال ثلاثة مباحث فقد تم في المبحث الاول منه مناقشة وعي مفهوم المكان، الذي يُشكل مفصلاً مهماً في الأتجاهات الفكرية الفلسفية والنظريات العلمية .

وفي المبحث الثاني تمت مناقشة نظرية  القراءة والتلقي عند (هانز روبرت ياوس) و(فولفغانغ آيزر ) ومفهوم التأويل وآلياته .

اما المبحث الثالث فيتناول قراءة المكان في التشكيل المعاصر وفق منطق أبرز المناهج النقدية الحديثة (البنيوية والسيميائية والتفكيكية )، و وفق ضاغط  الستراتيجيات المعاصرة ( العولمة و الاستهلاك والمنفعة ).

وقام الباحث بعرض النتائج والتي من ابرزها : قراءة وتأويل المكان في التشكيل النحتي المعاصر مثّل التراكم الجدلي للطروحات الفكرية الفلسفية والنقدية عبر التأريخ، وتحولات التأويل من التفسيرات الدينية والميتافيزيقية للنصوص الى تأويلات ذاتية تعتمد التلقي الآني واللحظوي للتشكيل، واعادة تأويلها وفق مكانيتها في المحيط اولاً، ومكانية عناصرها في بنية التكوين ثانياً، اذ اعتمد التأويل على منطقية التلقي وتجريبيته كما في النماذج جميعها، بينما أعتمدت ثقافة القارىء الشخصية في بعض النماذج .

Comments are disabled.