قسم التربية الفنية يناقش اطروحة عن تجليات سيمياء الثقافة في الرسم العراقي المعاصر وأثرها في نتاجات طلبة قسم التربية الفنيةللطالبة رؤيا احسان رفعت البيات
ترى الباحثة ان سيمياء الثقافة تقف في مقدمة الاتجاهات السيميائية التي تلاحق فعاليات ثقافية وحياتية مختلفة، انطلاقا من المرجعيات المتداخلة والمتعددة بدءا من الدين والتأريخ والطقوس والأعراف الاجتماعية والفلسفات التي يمر من خلالها منتج الخطاب الجمالي، ومتلقيه، ومؤوله بمستوياته المتعددة، والمقترنة بالمعطى الخارجي وتراكماته النوعية التي أدت الى تحولات كبرى تنزاح من مفهوم النص الى مفهوم الخطاب الذي يجد صداه ليس في قوانين تشييد النص سواء أكان لسانيا أم بصرياً، بل في المحركات غير المرئية لتشكل النص، بمعنى البحث بما وراء النص، وهذا يدعو الى منهج متعال يستطيع التعالق مع النص وتفكيك بناه للوصول الى المعنى الخفي . ولذا يهدف البحث الحالي الى (الكشف عن سيمياء الثقافة في الرسم العراقي المعاصر واثرها في نتاجات طلبة قسم التربية الفنية).
وتضمن الاطار النظري ثلاثة مباحث ، تابع الأول منها مفهوم سيميائية الثقافة ومعناها، بدءا من المرجعيات الفلسفية التي اعتمدت على الفلسفة الماركسية وعلاقتها بالنظريات الاجتماعية الأخرى التي تتحذ من (البيئة، والزمن، والنوع) أساسا في تكون النص البصري، فضلا عن نظرية الأشكال الرمزية، والمرجع التأريخي والديني ومعتقدات الشعوب، وتراكمات الميثولوجيا والأنساق الحضارية الضاغطة على ذات الفنان، لتضحو سلطة فاعلة في تشييد النص تتمظهر من خلال الخطاب المرئي. بينما ناقش المبحث الثاني (سيمياء الثقافة في فن الرسم) منذ ظهوره كنوع فني مواز للفنون التشكيلية الأخرى التي بدأت تتجسد بفنون عصر النهضة وما تلاها، وصولا الى تيارات الرسم الحديث التي اتخذت من المقولات الفلسفية اطارا نظريا لحركتها ووثوبها بقوة الى تأريخ الفن، وانتهاء بتيارات ما بعد الحداثة الفنية . ولأن الرسم العراقي يقع ضمن دائرة اشتغال الرسم الحديث، وما بعده فقد تم تخصيص المبحث الثالث ليوسم عنوانه (سيمياء الثقافة في الرسم العراقي المعاصر) الذي بدأ بأولى التجليات التي تبحث عن الهوية الفنية في مدرسة بغداد للفن الحديث والجماعات التي تلتها مرورا بالفعل الفرداني الذي أحاط به عدد من الرسامين ضمن مرموزات روحية واجتماعية واسطورية أسهمت في صياغة معنى للرسم العراقي، تعددت فيه الرؤى والمرجعيات ووسائل التعبير لانتاج هذا الكم الهائل من التراكمات الاسلوبية، والتقنية وأهداف تنفيذها المؤدية الى خطابات تضج بالعلامات المرتبطة بالثقافة المحلية (الشعبية والمتعالية) أو الثقافة التي تسكن أعماق التأريخ في الاسطورة، والدين وتحولات البنيات الاجتماعية .
وتوصلت الباحثة الى عدد من النتائج كان من أهمها :أسهمت الأنساق الحضارية والميثولوجية في صياغة خطاب بصري قائم على التناولات الفكرية الخاصة بهذين النسقين، واستثمارهما في إيجاد ملامح سيميائية تنتمي الى ثقافة متعينة تعتمد اسناد وظيفة معاصرة للأشياء والموجودات الرمزية التي تم ترحيلها من فضائها الحضاري والميثولوجي الى اللوحة المرسومة
كما اشتمل البحث على عدد من الاستنتاجات منها:غاب أثر السبرنطيقا في التمثلات البصرية كمرجع فلسفي ، كونها تناقش علاقة الآلة بالانسان لاسباب تتعلق باستبعادها في الدرس الأكاديمي لطلبة قسم التربية الفنية .
والتوصيات منها:ضرورة التعريف بآليات توظيف العناصر المؤدية الى تكريس سيمياء الثقافة المحلية في العمل الفني، من خلال التجريب المستمر والكشف عن المرجعيات المؤدية الى ذلك .