ناقش قسم الفنون التشكيلية رسالة ماجستير عن الواقعية الجديدة في النحت المعاصر للباحثة علياء عبد نصيف
يتناول الباحث ظاهرة فنية وهي الواقعية الجديدة التي جاءت كرد فعل على الاتجاهات الفنية المعاصرة التي ابتعدت عن الواقع كمصدر أساسي للتشكيل ، لا سيما ان الواقعية الجديدة تعاملت مع المعطيات المعاصرة على المستويين الادائي والتقني لتتخذ مكانة مهمة ضمن الفنون التشكيلية المعاصرة التي اثبتت فاعليتها عبر الكم الهائل من المنجزات في الأماكن العامة وبأساليب تشكيل وتقنيات متنوعة قد جاءت حصيلة امتداد تاريخ عريق استغلت كل تجاربه والامكانيات التكنلوجية المعاصرة .
وقد شمل البحث اربعة مباحث تناول المبحث الأول منها الواقع و الواقعية و مقدمة في المعنى و المفهوم و مدخلاً الى مفهوم الواقع فلسفياً و الواقعية في الفن، وتناول المبحث الثاني التيارات الواقعية في االنحت المعاصر و التيارات الواقعية قبل الحرب العالمية الثانية و بعدها، و قد تناول المبحث الثالث الأداء و التجريب في تقنيات النحت المعاصر
وتم تحديد هدف البحث بضرورة الكشف عن تقنيات إظهار المنحوتات الواقعية الجديدة و مدى فاعليتها كخطاب فني معاصر، و الكشف كذلك عن الأساليب في تشكيل الإتجاهات الواقعية المعاصرة في مرحلة ما بعد الحداثة . في أوربا و أمريكا كحدود مكانية للبحث ، فضلا عن الدراسة من 1990 الى 2018 كحدود زمانية .
وقد ضم الفصل الرابع نتائج البحث التي تلخصت بإلتزام الفنان المعاصر بالأساليب الواقعية في التنفيذ و التقنيات ، اذ استخدم الخامات في تشكيل الأعمال الواقعية المعاصرة والتي كانت أغلبها ضمن الخامات المستخدمة حديثاً ( خامات غير تقليدية ) ، استخدام الفنان تقنيات حديثة في تنفيذ بعض النماذج مثل استعمال الهندسة الميكانيكية و المحركات الكهربائية، إذ إتضح أن للتقنيات الحديثة المستعملة في بعض نماذج العينة الدور الكبير في إيجاد توجهات وأساليب فنية معاصرة تعتمد التقانة الخاصة في مطابقتها مع الواقع الموضوعي ، كما في أعمال البوب ارت و السوبريالزم و الدادائية الجديدة، و تبين ان للواقعية الجديدة أساليباً و توجهات متعددة في التشكيل المعاصر ، خرجت عن النسق التقليدي للفن الواقعي ، تبين ان أداة الواقعية الجديدة في التعبير هي عناصر ومفردات واقعية ، تم تشكيلها بأساليب متنوعة وجديدة على مستوى الشكل و الخامة و التقنية لإحداث صدمة وأثر جمالي في المتلقي، كما في نماذج العينة كافة .
وقد ظهر في الإستنتاجات من الفصل ذاته، أن الواقعية الجديدة في النحت المعاصر تعتمد على الإبتكار و الإبداع في طرائق و أساليب العرض و التشكيل و تنوع الخامات ، لتحقيق فعل الصدمة و الغرابة في تمثيل الواقع الموضوعي بنسق جديد ، وتجاوزت الواقعية الجديدة بأساليب تشكيلها المتعددة التعبير السطحي المحدود للواقع ، بوصفه مصدرا للتعبير ، نحو عمق المفاهيم ، فجاءت معبرة عن أفكار فلسفية وقضايا إجتماعية ، وترجمة لنظريات علمية و أحياناً ذات مضامين ناقدة ، أخذت للواقعية الجديدة منحى تفاعلي مع الجمهور ، وأن الواقعية الجديدة ليست أسلوباً محدداً ، بل إتجاهاً فنياً يظم كل أسلوب معاصر يتخذ الواقع مصدراً و أداةً للتعبير.