ناقش قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية اطروحة الدكتوراه الموسومة “تجليات الصيرورة الفِكْرية في كينونة الوجود المادي بالفيلم الروائي” للباحثة نورس صفاء
تبدء الباحثة من السينما بوصفها الفن الأكثر قدرة على صناعة حياة موازية، مثورة جملة من الأبعاد الفِكْرية الراسخة إجتماعياً وقيمياً، فالصورة تمتلك القدرة على تهشيم هذه الأبعاد وجعلها في حالة صيرورة مستمرة، إذ تتفرد السينما جمالياً وسردياً ودرامياً، منتجة ثيمات فِكْرية، تكتسب السبق لأنها تتجسد بصورة مدهشة ومثيرة ضمن اطر معرفية، مما يعطيها أحقية التأثير، ليس فقط على عالم الأفِكْار داخل السينما، إنما خارجها ايضاً، انطلاقاً من هذا الفهم، سترصد الباحثة في ثنايا بحثها، فاعلية التأثير والتأثر بين الصيرورات الفِكْرية خارج السينما، والكينونات المادية المجسدة داخلها، ومسؤولية هذه العلاقة عن ضمان حالة التغير المستمرة للأفِكْار داخل السينما وخارجها.
وقسمت الباحثة الاطار النظري الى ثلاثة مباحث جاءت على النحو الآتي:الاول: تشكلات الوعي ونبوغ الصورة،المبحث الثاني: الصورة وتحولات الوجود المادي، المبحث الثالث: ثنائية الثبات والتغير في الوسيط السينماتوغرافي (ثبات الصورة والمتغير التقني)
ويهدف البحث الى الكشف عن تجليات الصيرورة الفِكْرية في كينونة الوجود المادي بالفيلم الروائي.
وتوصلت الباحثة الى مجموعة من الاستنتاجات منها:هناك علاقة تأثر وتأثير بين الكينونات الفِكْرية المجسدة سينمائياً والصيرورات الفِكْرية في عوالم خارج الفيلم، فحين يناقش العمل السينمائي، موضوعاً معيناً، يستلهم نقطة فِكْرية محددة ضمن إطار الصيرورة المنتمي إليها الموضوع، ثم يضفي عليها من ذاتيته الفنية المتفردة، فتكون النتيجة الفِكْرية التي يخرج بها الفيلم، أكثر انتظاماً ووضوحاً من الأفِكْار الأولية التي بنيت عليها القصة، لذلك تؤثر هذه النتيجة على الصيرورات الفِكْرية التي تناقش الموضوع، ليس فقط في التجارب السينمائية اللاحقة، إنما كذلك في عوالم خارج الفيلم. كما ظهر في أفلام عينة البحث.