شهد قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد مناقشة رسالة الماجستير الموسومة جدلية العلاقةبين العدسات عالية الدقة والكاميرا الرقمية في الخطاب السينماتوغرافي للطالب اوس جبار جاسم
ناقش الباحث التطور الحاصل في التقنية الحديثة والذي يجبرنا على الخوض في تفاصيل التقنية في التصوير و تناول الباحث نماذج من افلام عالمية ، منطلقاً من أهمية الحضور الجدلي للعدسات عالية الدقة عبر اشتغالها في الكاميرات الرقمية وانعكاسها على الوسيط السينماتوغرافي وفاعليته في تشكيل بنية الفلم السينمائي الحديث بأبعاده والجمالية والتقنية لإيصال الخطاب السينماتوغرافي بشكل متكامل فضلاً عن الاساليب التعبيرية المتعددة التي يتوافر عليها الفيلم عبر تقديمه لنماذج متعددة ما يدفع عجلة البحث عن تلك الجدلية في الفيلم السينمائي الحديث والمسلسلات التلفزيونية على وفق تقنيات العدسات .
كما أراد الباحث أن يصل عبر مشكلة بحثه التي تمثلت بماهية العلاقة الجدلية بين العدسات عالية الدقة والكاميرا الرقمية في الخطاب السينماتوغرافي؟
وبرزت أهمية البحث وتركزت وتجلت في التقصي عن تفاصيل استخدام العدسات عالية الدقة وعلاقتها الجدلية بالكاميرا الرقمية إذ لاتزال الحاجة متجددة للبحث في هذا الموضوع نظرا للتطور الهائل في اجيال تقنيات الكاميرا فضلا عن العدسات وحاجة العاملين في مجالي السينما والتلفزيون والتصوير الفوتوغرافي والدارسين في اكاديميات ومعاهد الفنون الجميلة لهذا النوع من البحوث.
كما حدد الباحث حدود بحثه في اختيار نماذج من الأفلام العالمية بصورة قصدية للمدة من (2012 ـ 2016) م لوجود عينات تتناسب مع موضوعة البحث.
وتضمن الاطار النظري عدة محاور منها التطور التاريخي للكاميرا الرقمية والعدسات الرقمية والعلاقة البنائية بين العدسات عالية الدقة وعناصر الوسيط السينماتوغرافي، و توظيف العدسات عالية الدقة في تصوير المنجز السينمائي.
وعلى ذلك قام الباحث بتحليل عدة نماذج فيلمية منها فيلم (Fury -غضب- ديفيد آير-2014) تصوير رومان فاسينوف ، وفيلم (The Revenant -العائد -أليخاندرو غونزاليز إيناريتو- 2015 ) تصوير ايمانويل لوبزكي فيلم Mine – لغم اخراج – فابيو جوجاليون- فابيو ريزينارو- 2016- تصوير سيرجي فيلانوفا)
واستخلص الباحث الى ان العدسات عالية الدقة عبر الكاميرا الرقمية باستخدامات قليلة جدا لمصادر الضوء وذلك لتوظيفها القدرة التقنية للعدسات في بناء البيئة المشهدية للفيلم، كما شكلت المقاربة الجمالية للعدسات عالية الدقة في الافصاح عن قدرتها الفاعلة في إظهار التفاصيل الدقيقة للصورة دون التأكيد على طبيعة الجسم او نوع الزاوية او بعد الجسم عن الكاميرا الرقمية. واستنتج الباحث الى ان توظيف العدسات عالية الدقة لها القدرة على اظهار اللقطات بما ينسجم مع الخطاب السينماتوغرافي الذي حمل في طياته فسفة جمالية وتقنية ابتعدت كثيرا عن اشتغالات العدسات الاعتيادية.