جرت في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة (التحرر الشكلي وتمثلاته في تصاميم الفضاءات الداخلية المعاصرة) للباحثة ريـم بـاسـل نـوري
ترى الباحثة ان للشكل في الفضاء الداخلي دوراً فاعلاً يُرتكز عليه مجتمع المستخدمين لممارسة مختلف الأنشطة الادائية والجمالية والتعبيرية، فضلاً عن كونه منبعاً للانطلاقة الفكرية في استحصال كل ما هو جديد ومتناغم مع حاجات العصر في التشكيل والبناء، ولا يقتصر الأمر على هذا الجانب فحسب, بل يعد الشكل لدى المصمم أداةً ومصدراً مرجعياً للقيم بحد ذاتها. ونظراً لما تمليه التعقيدات والتغيرات السريعة التي أصابت ثقافة المجتمع في الزمن الراهن، فقد أصبح من أهم المهام الواجب اتخاذها تصميمياً هي الاستفادة من الخبرات والمزايا الايجابية المتوالدة عبر متغيرات العصر الحديثة
وقد تضمن البحث فصول اربعة, تناول الفصل الاول منها: مشكلة البحث التي تم التساؤل من خلالها عن مدى امكانية ترجمة وامتثال فعل التصميم للفضاءات الداخلية المعاصرة بما يستشرف معطيات التحرر الايجابي ضمن مفهوم التحرر الشكلي؟ وهل تستند تلك التصاميم إلى حالة موضوعية مرتبطة بمتغيرات المجتمع وسياقاته الفكرية والإجتماعية والثقافية ؟
وحددت الباحثة هدف البحث في الكشف عن اهم اسباب التحرر الشكلي وتمثلاته في تكوين الفضاءات الداخلية المعاصرة في المؤسسات (السياحية والتجارية والثقافية والعلمية)، والوقوف على مواطن قوة التمثلات الشكليّة وضعفها في تصاميم الفضاءات الداخلية المعاصرة التي تستند إلى مبدأ التحرر الشكلي
اما الفصل الثاني فقد تناولت الاطار النظري ،إذ تضمن الفصل مباحث اربعة، تناول المبحث الاول مفهوم التحرر الشكلي والعملية التصميمية والموقف المعرفي الاكاديمي منها، وما الغاية المرجوة من الانحياز الى فكرة التحرر والمستوى الابداعي المتحقق ضمن هذا المبدأ.
وقد ذهبت الباحثة المبحث الثاني الى دراسة تمثلات التحرر الشكلي الفلسفية (الفكرية والتطبيقية) من خلال دراسة التحرر كظاهرة تصميمية ودراسة امكاناته الفكرية والمادية, فضلاً عن مناقشة التماثل الاستقرائي للتحرر الشكلي بين الخطاب والسلطة والتأكيد على المفهوم الشكلي وتأويله الفكري في الأوساط الأجتماعية المختلفة.
فيما ناقش المبحث الثالث ايديولوجية التحرر الشكلي المعاصر (العلاقات والاسلوب) من خلال العلاقات الشكلية ومخاضات آيديولوجية التحرر الشكلي المعاصر, ومستوى خرق العلاقات الشكلية، والاسلوب المتبع لتحقيق ذلك التحرر.
وفي المبحث الرابع جرى تناول الاعتبارات التصميمية للتحرر الشكلي المعاصر, تناول البيئة ومتغيراتها كقوة مؤثرة في القرار التصميمي فضلاً عن دراسة جدلية العلاقة بين الهوية والتحرر الشكلي (التحرر الشكلي وازمة الهوية), كما تمت مناقشة الانعكاس الادراكي والاتصالي بمستوى التحرر الشكلي ومنطلقات التحرر الشكلي واعتباراته التصميمية ضمن الفضاء الداخلي .
و فقد أسفر الفصل الرابع عن مجموعة استنتاجات نذكر اهمها: لا يستند التحرر الشكلي إلى فكرة تغيير الشكل التصميمي بما يتماشى مع التطورات المعاصرة فحسب، وانما إلى امتلاكه قاعدة معرفية تستند الى معارف اكاديمية رصينة ترتقي بالمسؤولية الأخلاقية التي تؤسس لنتاجات تثري الواقع ببيانات ذات طبيعة تراكمية ، ويصاغ الحدث المتحرر عبر التمثيل الشكلي المتحقق بالمادة والتقنية والتكنولوجيا والتمثيل الفعلي المتحقق بالذات المصممِّة المبدعة، وصولا إلى تحقيقه عبر معطيات الزمان والمكان للكشف عن الحركات والمحركات الداخلة في كل تغيير تصميمي.