مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة (اسس الميزان التناسبي للخطوط العربية المبكرة) للباحث (كفاح جمعة حافظ) من قسم الخط العربي، وباشراف الاستاذ الدكتور عبد الرضا بهية داود.
يبدأ الباحث من التطور الخط العربي منذ بواكير الفترة الاسلامية الاولى تطوراً واضحاً من خلال الحاجة الماسة للتوثيق بشكل واضح في وظيفة التدوين والبُعد الجمالي، فمنذ نزول الوحي على الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بدأ الاهتمام بتدوين المصحف الشريف ، فتمثل بالخطوط المصحفية المبكرة، المكية والمدنية، فوجد الباحث من خلال مصورات هذه الخطوط أشكالاً غاية في الاجادة والاتقان، إذ مازال الخط المصحفي والخط الكوفي المضفور بتنوع أشكاله وصور حروفه يثير تساؤلات عديدة ويفتح ميادين واسعة للبحث والتقصي لتناول بنية حروفه الشكلية والإبداعية، ولما لم تدرس هذه الخطوط بشكل وافٍ ولم تظهر قواعدها وموازينها وتوضيح ابعادها التطبيقية، الا ما ذكر تنظيراً أعترافاً بوجودها من قبل الباحثين والخبراء، فقد توجه الباحث لدراسة ذلك عبر اربعة فصول، سعى في الفصل الاول الى توضيح مشكلة البحث وأهميته والحاجة اليه وقد ظهر من خلال تلك الحاجة الماسة لدراسة تطبيقية تقف على الهندسة غير المعلنة من قبل الخطاط العربي المسلم آنذاك ، وإن دراستها مهمة لتوضيحها وكيف جرت التحسينات فيما بعد على الخطوط العربية المبكرة، واهدافه في ارساء قاعدة هندسية تناسبية جمالية، كما تحددت طائفة من المصطلحات التي خصَت البحث من منظور دلائلي لمعرفة حيثياتها واشتغالاتها.
أما الفصل الثاني فقد اشتمل على الاطار النظري وقد تصدى فيه البحث لدراسة التناسب في الخطوط العربية المبكرة ، وبعدها سمات الخط المنسوب والموزون ، تلاه بعد ذلك الميزان التناسبي للخط المصحفي المحقق الذي تحقق فيه هذا الميزان وانطبق على جميع الحروف ، مستخرجاً أبجدية بهذا النوع من الخطوط المبكرة ، وموضوعة الميزان التناسبي للخط الكوفي المضفور الذي انطبق عليه الميزان ايضاً وتوصل الباحث الى ابجدية خاصة بالخط الكوفي المضفور ضمن انتسابها الى حرف الالف كذلك ، وقد خرج الباحث بمجموعة من المؤشرات.
وقد خصص الفصل الثالث لعرض اجراءات البحث في مستهله ، ثم التحول بعدها الى التطبيق على الخطوط المصحفية المبكرة المتنوعة وتبيان مدى انطباق الميزان عليها ، وكانت خطوطاً ذات قاعدة تناسبية جمالية ، وكذلك طُبَق الميزان على الخط الكوفي المربع فظهر التناسب في هذا النوع ، أما باقي انواع الخط الكوفي فكانت ذات بنية شكلية موحدة مع التباين في الاضافات كالأزهار والاوراق والأغصان وغيرها، فكان التطبيق يشملها.
وقد اختتم البحث بعرض أهم النتائج التي توصل اليها البحث ، وظهرت من خلال الاستنتاجات امكانيه تطبيق الميزان المفترض على خطي المصحفي المبكر والكوفي المضفورعلى حدٍ سواء.
وخُتم الفصل الرابع بعدد من التوصيات تؤكد أهمية القاعدة التناسبية للخطوط المتنوعة ، كما اختتم البحث بعدد من المقترحات لاستلهام ابعاد الميزان التناسبي للخطوط العربية المبكرة الأخرى.