مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة (جماليات النسبة الذهبية في تصميم ماكياج الشخصيةالمسرحية) للباحث (فــوزي محمــد كاظـــم) من قسم الفنون المسرحية وبأشراف ( د.محمد عبد الرحمن الجبوري)

يرى الباحث ان امعان الانسان في النظر والتفكْر في طبيعة خلق الله لكل شيء في الكون , يجعلنا للوهلة الاولى , أمام بُنى هندسية رائعة ودقيقة تراعي نسب الجمال والوظيفة في خلقها , بل يصل الى قناعة راسخة بأنه – منذ النشأة الأولى للكون والى المستقبل مروراً بالحاضر- كان وراء هذه البنى الهندسية قانون إلهي يرتب وينظم وتقوم عليه كل بنى موجوداته 


ولعل الإنسان خير دليل على ذلك , فأن المتأمل في بنية هيأته لاسيما الوجه منه , يرى خارطة هندسية مذهلة تتوزع فيها أجزاؤه على وفق نظام عجيب يكمن هذا النظام في ما وراء الجمال المرئي , والذي يتجسد في تطبيقات النسبة الذهبية  لذلك صار لزاماً علينا أن ننفتح على المخرجات العلمية , التي من شأنها أن تحقق أكبر قدر من الفائدة في شتى المجالات بما فيها الفنية ومن هنا عمد الباحث الى إستدعاء النسبة الذهبية بوصفها نظاماً هندسياً مرتبطأ بنشأة الكون ويمتلك صفة الأزلية , ويضعها في بحث إشتمل على أربعة فصول 

تناول الفصل الأول منه مشكلة البحث والتي تجسدت عبر إثارة التساؤل الآتي : هل يستطيع مصمم الماكياج أن يتجاوز العشوائية , ويستغل جماليات النسبة الذهبية عبر توظيفها في تصميم ماكياج الشخصيات المسرحية ؟وما هي الآليات التي سيستعين بها في ذلك ؟ ومن ثم تم تحديد أهمية البحث في عدة نقاط كان أهمها معرفة المساحات والحجوم المثالية لأجزاء الوجه بعدها جاء هدف البحث ليكشف عن جماليات النسبة الذهبية في التصميم ماكياج الشخصية المسرحية ( الجميلة أو المشوّهة ) كما تم أيضاً وضع حدود البحث وتعريف المصطلحات التي إشتملها العنوان 

أما الفصل الثاني فقد تناول عبر ثلاثة مباحث النسبة الذهبية بوصفها نظاماً هندسياً كونياً , فكان المبحث الأول من هذا الفصل قد تناول ماهية النسبة الذهبية ووصفها على أن مجموع كل رقمين متتاليين فيها يساوي الرقم الذي يليه , فضلاً عن أن نواتج قسمة الأرقام المتتالية تقترب من الرقم 1,618 أي فاي ((PHI بعدها تناول جذورها التاريخية ووجودها في البنى الهندسية الآثارية للحضارات الفرعونية والسومرية والأغريقية وصولاً الى وجودها في الحضارة الإسلامية , بعدها أنهى هذا المبحث بتطبيقات النسبة الذهبية بشكل عام سواء كان في الصناعة ومجالات أخرى , وركز إهتمامه على تطبيقاتها في المجالات الفنية , بعدها تناول المبحث الثاني والذي جاء بعنوان جماليات تقنية ماكياج الشخصية المسرحية , وقد قسمه الباحث الى أربعة محاور , تناول في المحور الأول منه ماكياج الشخصية المسرحية , وقد تناول في المحور الثاني أنواع ومواصفات وجوه الأجناس البشرية الرئيسة الثلاثة , اما المحور الثالث فقد تناول أنواع الوجوه وأنواع كل جزء من أجزائها بشكل مستقل فضلاً عن الملامح الجمالية لتلك الأجزاء على وفق ما حدده المعنيون بفن الماكياج أو المعنيون بتشريح الوجه وجاء المحور الرابع ليسلط الضوء على الطرق المستعملة حالياً في قياس جمالية محيط الوجه ومنها طريقة (سترنكوفسكي) , وبالتالي عمد الباحث الى مناقشة تلك الطرق والوسائل المستعملة وإبانة مواطن الخلل التي تكتنف تنفيذها عبر طرح رأيه في كل طريقة من تلك الطرق أما المبحث الثالث والأخير من هذا الفصل فجاء بعنوان النسبة الذهبية أداة تحقيق جمالية للوجه , وقد تناولنا فيه ما تحمله النسبة الذهبية من مقومات الدقة والشمولية والمرونة والقدرة على وضع أسساً لايختلف عليها إثنان وتخضع لها كل الشخوص المسرحية والأجناس البشرية , ومن ثم توظيف جمالياتها بما ينسجم ومخرجات فن المكياج , فضلاً عن أنها يمكن أن تكون عامل توافق كأداة أو معيار نلتقي جميعاً عند جمالية مخرجاته. وأوضحنا ذلك عبر تشخيص ثلاث علاقات متواشجة لايمكن الفصل بينها , لأن تواشجها يأتي على وفق بنية تراتبية وتكاملية توضح أهدافنا منها , وتفضي بالنتيجة الى تأسيس منظومة هندسية متكاملة لوجه الشخصية المسرحية بكل أجزائها 

بعدها وضع الباحث مؤشراً للأطار النظري كان من بينها , أن النسبة الذهبية تقوم على مبدأ رياضي في تحقيق بنى هندسية دقيقة للأشياء  أما بخصوص الدراسات السابقة فلم يجد الباحث أي دراسة سابقة كانت قد تناولت النسبة الذهبية في تخصص الماكياج 

وجاء الفصل الثالث ليتناول الباحث فيه إجراءات بحثه وشملت مجتمع البحث وعيّناته التي كانت هي شخصية مسرحية فضلاً عن الأجناس البشرية الرئيسة الثلاثة وقد إختار تلك العينات بشكل قصدي بوصفها موجودة في كل الشخصيات المتداولة في المسرح ووضح مبررات ذلك , وجاءت تلك العينات متطابقة مع مجتمعه ومكتفية بذاتها , وجرى تحليل العينات على وفق إستعمال النسبة الذهبية , وكان المنهج المتبع في البحث هو التجريبي 

وقد أحتوى الفصل الرابع على النتائج التي توصل إليها الباحث , ومنها تُعد النسبة الذهبية حقيقة علمية وهندسية ثابتة بوصفها جزءاً من نظام هندسي كوني , وكذلك أن إعتماد النسبة الذهبية في تصميم الماكياج يسهم في إختزال الوقت وكلف الأنتاج 

بعدها كشف الباحث عن الإستنتاجات , ومنها التأكيد على أن لا مزاجية ولا عشوائية في تصميم ماكياج الشخصية المسرحية , وأن تبني جماليات هذه النسبة الذهبية يحقق جواً نفسياً وصحياً مناسباً للممثل

ومن ثم وضع الباحث المقترحات , والتوصيات التي يراها ضرورية لتطويرمنظومة الماكياج 


Comments are disabled.