مناقشة رسالة الماجستير الموسومة(الشكل في منحوتات مرتضى حداد خصائصه الفنية وسماته التقنية) للباحث (مشتاق عباس جاسم) قسم الفنون التشكيلية – نحت وبأشراف الاستاذ الدكتور (جبار محمود العبيدي)
اهتم الباحث بدراسة الاعمال النحتية للنحات مرتضى حداد , وقد تمثلت مشكلة البحث عبر التساؤل عن الضواغط بمختلف انواعها التي اثرت على منجزه النحتي ليظهر بتلك الخصائص الفنية والسمات الشكلية , وفي ضوء ذلك تركز هدف البحث في التعرف على الخصائص الفنية والسمات التقنية للشكل في منحوتات مرتضى حداد , وقد تضمن البحث اربعة فصول , تضمن الفصل الاول , مشكلة البحث واهميته وحدوده وهدفه ثم تحديد المصطلحات وتعريفها , وقد خصص الفصل الثاني للاطار النظري الذي احتوى على اربعة مباحث فالأول عني بالشكل في الحقل البصري وفيه تعرض الباحث للشكل من حيث علاقته بالمضمون واسبقية احدهما للأخر من خلال استعراض لعدد من الطروحات والآراء الفلسفية ذات العلاقة , وايضا قام الباحث في الجزء الثاني من هذا المبحث بالتقصي عن علاقة الشكل بالفضاء افتراضيا كان ام حقيقيا وبيان ارتباط الفضاءات الداخلية والخارجية واهميتها في النتاج الفني ومتابعة التحولات الفلسفية في ادراك تلك الفضاءات في الاعمال النحتية , اما في الجزء الاخير من هذا المبحث فقد تم استعراض وبيان انظمة الشكل , وقدم الباحث في المبحث الثاني اسماء مهمة من رواد النحت العراقي المعاصر محاولا ربط نتاجهم النحتي بين الموروث الرافديني والمحلي وبين النحت العالمي الحديث , وبما يعد ضروريا ويخدم سير البحث في تعالقاته بأعمال النحات موضوع البحث , وقد استثنى الباحث بعض الاسماء , لضيق المساحة البحثية ولتجنب الدخول الى السرد التاريخي الخالي من المبرر البحثي , اما المبحث الثالث فقد قدم فيه الباحث التقنية بمفهومها العام والتقنية بالفن التشكيلي ثم التقنية في فن النحت واخيرا تقنية الأداء والاظهار لدى مرتضى حداد , وفي المبحث الرابع استعرض الباحث المرجعيات التاريخية والبيئية والتأثيرات السيكولوجية التي ادت مجتمعة الى تشكل فلسفة الفنان الجمالية والتي تمثلت عبرها اشكاله الفنية التي قام عليها نتاجه الفني والذي ظهر بهذه الخصائص والسمات المهارية والفكرية , ثم عرج الباحث الى اسلوبه في إظهار البورتريه , فظهرت مؤشرات مهمة هي خلاصه ما اسفر عنه ذلك الاطار , وتناول الفصل الثالث مجتمع البحث واجراءات البحث التي تضمنت مجتمع البحث واداة البحث التي شملت الملاحظة و المقابلة مع النحات والمراسلات الالكترونية مع بعض الفنانين الاخرين وعينة البحث , كل هذه الادوات اعتمدت في تحليل نماذج عينه البحث التي استخدم فيها المنهج الوصفي التحليلي في تحليل النماذج التي بلغ عددها( 20 ) أنموذجا , اختيرت قصديا كعينة ممثلة لمجتمع البحث الذي ضم جميع الاعمال النحتية , وتم التوصل في الفصل الرابع الى النتائج التي كان من ابرزها :
1- استلهم الفنان (مرتضى حداد) الموروث الرافديني القديم والموروث الاسلامي والمحلي في نتاجه الفني كتأكيد منه على التواصل والاستمرارية مع الفنون المحلية السابقة , اذ جاءت اعماله في الوقت نفسه متماشية مع كل متطلبات الحداثة .
2- اظهر الفنان اغلب اعماله من خلال تقنية الإضافة التي عدها هي التقنية الاقرب اليه من تقنيات الاداء , غير انه حقق تنوعا في تلك التقنيات من خلال التنوع في الملمس والتنوع في الخامات التي تناولها في نتاجه الفني وطرائق معالجتها والتعامل معها من خلال بصمة الابهام او الدفع بنسيج معين او الة مسننة او سكين حاد يترك اثرا , لتحديد الاشكال والمساحات وصولا للإخراج النهائي مع ميل ملحوظ لصالح مادة البرونز .
3- دمج النحات ما بين اسلوب النحت المدور والبارز ضمن تجاربه لربط النحت كفن ثلاثي الابعاد مع النحت كفن ببعدين وهي سمة اتسمت بها الكثير من اعماله كما سعى في بداية التسعينيات لأحداث وخلق علاقة جمالية جمع فيها الرسم والنحت محاولا بهذا ايجاد وشائج معينة بين فن النحت وفن الرسم , ما اعطى نتاجه الكثير من التأثير الوجداني والانفعالي محققا بهذا المزيد من التأثيرات البصرية جعلتنا نطيل النظر الى العمل ككل جمالي .
4- تضمنت تجربة الفنان مرتضى حداد أسلوبين وموضوعين ، موضوع واقعي مباشر اظهره الفنان بالأسلوب الواقعي الاكاديمي , وموضوع فكري تأملي اظهره الفنان بالأسلوب الامثل وهو الاسلوب التجريدي التعبيري للتعبير عما يجول في ذهن مرتضى حداد .
5- أتسمت الهيأة البشرية في منحوتات مرتضى حداد ، باقترابها من الواقع ، ولكن باختزال التفاصيل ، ومعالجة السطوح برؤية ذاتية تعبيرية او تجريدية او رمزية ، انسجمت مع الموضوع وخصائص الخامة .
6- شاكس النحات في بعض اعماله النحتية , جميع انظمة الشكل من خلال رفضه للشكل الايقوني معبرا بهذا عن حالة من الرفض للشعور الجمعي , اذ اتسمت خصائص اعماله الفنية بإيجاد تكوينات مختلفة عبر تهشيم الشكل واعادة ترتيبه وذلك بخلق علاقات شكلية منبثقة من تفاعل الوحدات البنائية المتشظية , ساعيا الى صهرها في كيان العمل مما ادى الى خلق وحدة شكلية عبر الفضاءات المتداخلة التي ارتبطت مع العناصر الداخلية لاجزاء العمل الواحد , كونها كلا بنيويا تجاوز فيها الجزء كونه لا يحقق المعنى الا مع الكل وهنا يلامس الفنان في اعماله قوانين الجشتالط .
7- اتسمت اعمال البورتريه التي نفذها الفنان بتجاوزه للكثير من سياقات التشبيه محررا بذلك الشكل من كل تعالقاته الاجتماعية لإظهار ماهية الشخصية , خدمة لإظهار القدرة التعبيرية المناسبة للموضوع قاصدا انفتاح التلقي ومشاركة النحات استقرائه للشكل , مع اهتمامه بمنطقة الراس والصدر واظهار اللمسات التي تؤسس فعل الخطاب التعبيري , بخلاف الشكل الذي اظهر فيه الايدي التي نفذها بصورة مختزله لكثير من التفاصيل متأثرا بالمدرسة الانطباعية .