جرت مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة (إشكالية التأويل في ترويج الخطاب الكرافيكي المعاصر ) للباحث (معتز عناد غزوان إسماعيل) قسم التصميم، الفرع الطباعي وبأشراف (أ.د.إياد حسين عبد الله الحسيني )
يبدأ الباحث من مفهوم التأويل بوصفه الطريقة أو المنهج الذي يكشف عنه المتلقي في تفسير الدلالات التي توحي بها مكونات الخطاب الكرافيكي المعاصر، وبالتالي حصول ونجاح عملية الترويج نحو المتلقي- الجمهور، من أجل إقناعهم بتلك الفكرة والتأثير فيهم. والتأويل بشكل عام هو إعطاء معنى او دلالة لحدث او مشهد لا تبدو فيه هذه الدلالة لأول وهلة، او قد يشوبه الغموض. كما يعمل التأويل على تفسير وتوضيح العديد من الظواهر لاسيما مكونات الخطاب الكرافيكي البصرية، وقد يكون التأويل ذاتي التفسير او عام التفسير، وبحسب معطيات الخطاب. يرتبط التأويل بالترويج في الكشف عن أهداف الخطاب الكرافيكي بمختلف أغراضه وأنواعه ووظائفه المختلفة في محاكاة توجهاتها نحو المتلقي، التي تختلف تبعاً لعوامل مهمة عدة، تتحكم في آلية التأويل والترويج في الخطاب، منها السياسية والثقافية والتجارية وغيرها. كما تجدر الإشارة إلى دور العملية الاتصالية في الانتشار والتأثير. كما تهتم كل من عمليتي التأويل والترويج بالمتلقي كمؤول ومتذوق ومستهلك للخطاب الكرافيكي بمختلف أغراضه وأهدافه. من هنا جاء البحث ليسلط الضوء على تلك العلاقة الجدلية ما بين التأويل في ترويج الخطاب الكرافيكي من جهة والمتلقي- الجمهور من جهة أخرى.
يتكون البحث من أربعة فصول، شكل الفصل الأول الإطار المنهجي للبحث، إذ حدد الباحث مشكلة البحث في طرح التساؤل الآتي: ما هي إشكالية التأويل في ترويج الخطاب الكرافيكي المعاصر؟ ، أما أهمية البحث فقد حددها الباحث في دراسة العلاقة المهمة ما بين عمليتي التأويل والترويج في الخطاب الكرافيكي وما تشكله تلك الآصرة المهمة ما بين كلتا العمليتين من حيث تأثيرات التواصل والتأثير في المتلقي ورواج الخطاب البصري الكرافيكي بشكل يمكنه من تحقيق الأهداف التي وجد من اجلها لاسيما الانتشار. أما هدف البحث فقد حدده الباحث في الكشف عن إشكالية التأويل في ترويج الخطاب الكرافيكي المعاصر نحو المتلقي كفرد، والمتلقين كمجتمع. كما حدد الباحث الحدود المكانية للبحث باختياره (15) أنموذجاً انتقاه قصدياً بحسب مقتضيات البحث، تضمن نماذج مختلفة من الخطاب الكرافيكي العالمي ومن (12) دولة وهي : (الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، ايطاليا، البوسنة، روسيا، الصين، اليابان، الهند، العراق، لبنان، البرازيل، جنوب أفريقيا)، وقد حدد الباحث الحدود الزمانية ما بين الأعوام 2014م- 2016م لأنها شكلت نقطة تحول كبيرة في ميدان الإنتاج المتطور في الطباعة، وتطورات الحدثين السياسي والاجتماعي. وقد حدد الباحث أربعة مصطلحات قام بتحديدها والتعريف بها وهي (الإشكالية، التأويل، الخطاب، المعاصر).
أما الفصل الثاني فقد تضمن الإطار النظري والدراسات السابقة، إذ شكل الإطار النظري أربعة مباحث نظرية، اهتم المبحث الأول بدراسة التأويل في الخطاب الكرافيكي، الذي تطرق إلى دراسة التأويل وعلاقته بكل من التاريخ، والإدراك، والهرمونيطيقيا، والتجربة، والسيميائيات، والتحليل النفسي، والإحساس بالجمال، والترويج. أما المبحث الثاني فقد تضمن دراسة التلقي في الخطاب الكرافيكي، إذ تطرق الباحث في هذا الميدان إلى نظرية التلقي وتطبيقاتها في الخطاب الكرافيكي، ودراسة كل من علاقة التلقي بالتأويل، فضلاً عن الترويج. أما المبحث الثالث فقد تضمن دراسة الترويج في الخطاب الكرافيكي، إذ تطرق المبحث إلى دراسة الترويج وعلاقته بكل من الإعلان وتسويقه، والثقافة، والسياسة، والاتصال، والمجتمع. بينما تضمن المبحث الرابع دراسة الخطاب البصري الكرافيكي المعاصر، وعناصره التيبوغرافيكية (الصورة، الرسوم، النص، واللون) فضلاً عن دراسة الخطاب الكرافيكي والانفوميديا. ثم عرض الباحث المؤشرات التي أسفر عنها الإطار النظري، ومن ثم إدراج أهم الدراسات السابقة التي سبقت الباحث في بعض الأدبيات والمعلومات.
أما الفصل الثالث فقد تضمن إجراءات البحث من مجتمع وعينة أو أنموذج البحث، ومنهج البحث الذي اعتمده الباحث في تحليل النماذج وهو المنهج الوصفي التحليلي، ومن ثم إعداد استمارة التحليل التي تضمنت أدبيات الإطار النظري ومؤشراته والتأكد من صلاحيتها في عملية التحليل بعد عرضها على المتخصصين في الميدان العلمي. وقد تم تحليل (15) أنموذجاً على وفق مكونات تلك الاستمارة. كما قام الباحث بتصميم استمارة استبيان تضمنت 17 فقرة تضمنت أدبيات الإطار النظري وزعت على مجتمع من الطلبة (طلبة الفرع الطباعي- قسم التصميم في كلية الفنون الجميلة/ جامعة بغداد) الدراسة الصباحية وبلغ عددهم (64) طالباً ممن شاركوا في الاستبيان، وبعدها تم جمع النتائج واعتماد طريقة فيشر لاحتساب الوسط المرجح ومن ثم الوزن المئوي لنتائج الاستبيان. أما الفصل الرابع فقد تضمن إدراج أهم النتائج التي أسفرت عنها عملية التحليل، ومن أهم تلك النتائج كانت كما يأتي:
1- تظهر عملية التأويل الترويج الفعلي والموجه للفكرة ضمن الخطاب الكرافيكي نحو المتلقي والتأثير فيه.
2- تسهم عملية التأويل في دعم عمليتي الترويج والتسويق للخطاب الكرافيكي لاسيما الاشهاري والتأثير في المتلقي/ المستهلك.
3- للأفكار المعاصرة من حيث (الثقافة وتواصلها وتحولاتها الفكرية والمجتمعية) أثر بالغ الأهمية في ترويجها بيسر وتأثير مباشر في المتلقي.
كما عرض الباحث أهم الاستنتاجات والتوصيات والمقترحات، ثم إدراج قائمة للمصادر والمراجع التي اعتمد عليها الباحث في دراسته هذه، فضلاً عن الملاحق التي تتضمن أهم الوثائق التي قام بها الباحث. ومن الله التوفيق.