يسعى هذا البحث بدراسة أساليب فن الإبرو وتوظيفه في اللوحة الخطية إذ ان معرفة هذه الأساليب وتقنيات تنفيذها وطرق توظيفها داخل فضاءات اللوحة الخطية ، تعد إضافة نوعية وانتقاله تقنية في تزيين اللوحات الخطية ، فضلا عن المرونة التي يتمتع بها فن الإبرو من حيث التنوعات الشكلية لأساليبه التي توفر للخطاط خيارات متعددة لإشغال تلك الفضاءات بشكل يتماها مع فن الخط العربي .
ومن خلال الدراسة الاستطلاعية التي قام بها الباحث على مجتمع بحثه ، لمعرفة دور أساليب الإبرو كخامة فنية بنائية اصيلة تستكمل بها اللوحة الخطية أحياناً او تنفذ بوساطتها اللوحة بشكل كامل في أحيان أخرى ، فضلاً عن طرق تحقيق تلك الأساليب ، فقد اوجد أن مشكلة البحث من منطلق التساؤل الآتي:-
ما أساليب فن الإبرو وتوظيفه في اللوحة الخطية ؟
ولذلك عني البحث بالكشف عن أساليب فن الإبرو وكيفية توظيف تلك الأساليب في اللوحة الخطية ، فقد اشتمل الفصل الأول تحديد مجتمع البحث والذي تحدد بدراسة المنجزات الفنية التقليدية لأساليب الإبرو والموظفة في اللوحة الخطية ، التي ظهرت في تركيا للمدة من (1318هـ- 1900م) الى (1432هـ-2015م) .
اما الفصل الثاني او ما يسمى بالاطار النظري للبحث ، فقد قسم الى ثلاثة مباحث، الاول تضمّن أصل تسمية الإبرو والأصول التاريخية ، فضلاً عن الدوافع الفنية لاستعماله ، امّا المبحث الثاني ، فقد تضمّن المواد التقليدية التي تستعمل في فن الإبرو بينما تناول المبحث الثالث طريقة عمل الإبرو التقليدي ، وأسماء أساليب الإبرو وطريقة عمل كل أسلوب فضلا عن أسماء الأزهار وطريقة عملها بصورة مفصلة . ومن ثم تلتها مؤشرات الاطار النظري .
وقد اتبع الباحث في الفصل الثالث ، المنهج الوصفي التحليلي (تحليل محتوى ) للتوصل إلى نتائج تحقق أهدافه ، والكشف عن مشكلة البحث ، أذ شمل مجتمع البحث لمنجزات خطية منفذة على خامة الورق وظفت فيها أساليب الإبرو والتي بلغ عددها (87) شكلاً اختار الباحث منها (9) عينات بطريقة قصدية مثلت ( 9.6% ) ، ووظفت أساليب الإبرو في تلك العينات بأكثر من موضع ، وجرى تحليلها على وفق أداة البحث المتمثلة باستمارة التحليل ، والتي عرضت على مجموعة من الخبراء المختصين في هذا الميدان ، ومن ثم تحليل العينات على وفق استمارة التحليل .
وقد تضمّن الفصل الرابع نتائج البحث و اهما كالتالي:-
1. إنّ الأساليب التي وظفت في اللوحات الخطية هي (الرخامي المعرق)، وأسلوب (عش العندليب) ، و (الخطيب)، و (المشط) ، و (المرمل ) ، و(المد والجزر ) ، و ( الشال )، و (عين النمر) ،و ( ريش الطاووس ) ،وأسلوب ( المنفط) ، و ( الأزهار) ، فقد شغلت الإطار الخارجي للوحة ، فضلاً عن أبط اللوحة ، و خلفية النص ، وكإفريز فاصل ، وبنية النص.
2. كل الأساليب يمكن تنفيذها بثلاث تقنيات هي ( المصمت ) ، و( الخفيف ) و ( المعكوس).
3. تمكّن الخطاط ، أو الفنان من استعمال الإبرو لأغراض تزيينية ؛وذلك ليحل محل الزخرفة ، و اختزل الكثير من الوقت والجهد مع الاحتفاظ بالقيمة الجمالية للوحة .
4. إمكان تحقيق لوحة خطية متكاملة من خلال توظيف أساليب الإبرو فقط .
كما تم التوصل الى جملة استنتاجات نذكر منها :
1. يعد توظيف الإبرو والزخرفة في بعض الأعمال الفنية ، لإثراء التنوع الشكلي من خلال المزاوجة بين الخط والزخرفة و الإبرو لتكوين منظومة جمالية تعكس تنوعاً مميزاً لمهارات وتطبيقات متنوعة.