جرت مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة (التحولات في بنية المنمنمات الاسلامية واستخدامها في انتاج وسائل اتصال تعليمية) في التربية الفنية للباحث (حيدر أرحيم طاهر) وبأشراف (أ.د. عبد المنعم خيري).
ويرى الباحث ان المنمنمات احد ركائز الفنون العربية الاسلامية المهمة في تاريخ الحضارات الانسانية كونها لازالت تحتفظ برونقها فناً قائماً يتمتع بشخصيته الفنية والحضارية من جانب وتدخل في صياغة اعمال الكثير من الفنون التشكيلية خاصة فن الرسم من جانب اخر، فضلاً عن خصوصيتها المتفردة باشكالها والوانها وتكويناتها الجمالية، مما حفز ذلك الكثير من الفنانين الرواد والمعاصرين الى توظيف المنمنمات في اعمالهم الفنية كل حسب رؤيته واسلوبه وفلسفته.
ان توظيف المنمنمات الاسلامية في العملية التعليمية التعلمية كوسائل اتصال حديثة من خلال انتاج وسائل تعليمية يستعان بها لاحداث عملية التعلم لمساعدة المتعلم على اكتساب المعارف والمهارات والاتجاهات بصورة مشوقة ومثيرة لحواسه المختلفة، فالوسائل التعليمية لغة عالمية تتحدث بالشكل والصورة والصوت واللون والحركة.
لذلك فان هذه المنمنمات لها اصولها وقيمها ومبادئها وذات اهمية كبيرة على مختلف الاصعدة منها الحضارية والانسانية والدينية والاجتماعية والثقافية… وغيرها، اذ يعود استعمالها لما تتمتع به من جمالية وثبات وذات منابع فلسفية اصيلة كونها تحمل طابعاً تراثياً له خصوصيته العربية والاسلامية والمتمثل باشكالها الحروفية والزخرفية الدقيقة والمنمقة. لذلك يهدف البحث الحالي الى:
1-الكشف عن التحولات في بنية المنمنمات الاسلامية.
2-تصميم وسائل اتصال تعليمية لدروس التربية الفنية.
3-تقويم وسائل الاتصال التعليمية من قبل طلبة الصف الثاني – قسم التربية الفنية.
تكون مجتمع البحث من:
1- التدريسيين الذين يحملون اختصاص (التربية الفنية، طرائق التدريس، وسائل الاتصال، القياس والتقويم) والذين استعان بهم الباحث في تقويم مدى صلاحية الوسائل التعليمية التي تم تصميمها بما يتلائم وطبيعة المادة التعليمية، اذ بلغ عددهم (30) تدريسي وتدريسية.
2- طلبة الصف الثاني قسم التربية الفنية الذين استعان بهم الباحث لتطبيق وسائل الاتصال التعليمية والتعرف على فاعليتها في تحقيق الهدف الذي وضعت لاجل قياسه، اذ بلغ عددهم (68) طالباً وطالبة.
3- المنمنمات الاسلامية التي انجزها الفنان المسلم.
بناءً على ذلك تم اختيار (21) تدريسي وتدريسية و (32) طالباً وطالبة، لتحقيق اهداف البحث صمم الباحث (12) نموذجاً لوسائل اتصال تعليمية تناولت عدة موضوعات من المقررات الدراسية في برنامج اعداد مدرس التربية الفنية تمثلت بـ (المنظور – الظل والضوء -عناصر العمل الفني – الانشاء التصويري)، كذلك تم اعداد نوعين من استمارات تقويم الوسائل التعليمية من قبل الخبراء والطلبة بعد مشاهدتهم لها، تكونت كل استمارة من (10) فقرات وضع لها مقياس ثلاثي، تم عرض ادوات البحث على مجموعة المحكمين للتعرف على مدى صلاحيتها في قياس الهدف الذي وضعت لاجل قياسه.
لاظهار نتائج البحث تم استخدام درجة الحدة والوزن المئوي ومعادلة كوبر، اما اهم النتائج التي توصل اليها الباحث هي:
1- تتميز الاحداث التي تتضمنها البنية التعبيرية لفضاءات المنمنمات الاسلامية بمجموعة من الافكار والثقافات التي اسست لتصبح وسائل اتصال هادفة تتضمن رموز دلالية متعددة مما يجعلها ذات تأثير بصري جمالي يمكن استغلاله في عمل وسائل تعليمية هادفة للمواد المقررة في قسم التربية الفنية.
2-تعد الوسائل التعليمية احد عناصر العملية التعليمية، لذلك يتطلب اكساب طلبة التربية الفنية الذين يتم اعدادهم لمهنة التدريس بمهارات تصميم الوسائل التعليمية على وفق سياقات معرفية منتظمة لقواعد عملها مما يسهم في قيامهم بتنفيذ متطلبات تلك المواد.
اما اهم التوصيات التي توصل اليها الباحث هي:
1-العمل على تدريب طلبة قسم التربية الفنية على انتاج وسائل تعليمية هادفة واستخدامها في التدريس من خلال توظيف الخصائص الفنية للفن الاسلامي (الزخارف والمنمنمات والخط العربي).
2-توفير المصادر العلمية والتاريخية التي تعني بفن التصوير الاسلامي (المنمنمات) في مكتبات كليات الفنون الجميلة لمواكبة التطور التقني والجمالي لهذا الفن المتميز.