جرت مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة(الحكم الجمالي على العمل التشكيلي وعلاقته بالذكاء البصري عند طلبة جامعة بغداد) للباحث (تحرير جاسم كاطع العتابي ) قسم التربية الفنية وبأشراف (ا.م.د. كريم حواس علي)
يرى الباحث ان الدول المتقدمة والنامية لها دورفي استثمار القدرات العقلية للافراد في مجتمعاتها، اذ تزداد الحاجة الى افراد يتمتعون بدرجات ذكاء عالية باستطاعتهم تقديم حلول جديدة للمشكلات والتحديات التي تواجه مجالات الحياة كافة، ففي ظل عالم تتدفق فيه المعرفة نتيجة للتطورات العلمية والتكنولوجية المتسارعة التي ارخت بظلالها على مختلف جوانب الحياة، الامر الذي يتطلب الاستثمار الامثل لقدرات الانسان وإمكاناته ورفد جميع قطاعات المجتمع بذوات يمتلكون قدرات متعددة يستطيعون من خلالها ادارة مجتمعاتهم والعمل على تطويرها.
ان الممارسات والتطبيقات التربوية والتعليمية قبل ظهور نظرية الذكاء المتعدد كانت تحد من قدرات المتعلمين وامكانياتهم العقلية والمعرفية، لظنها بوجود نوع واحد من الذكاء لدى كل المتعلمين، الا ان بعض العلماء اكدوا على ان التغير والتطور الذي حدث في المجتمعات البشرية، يشير بوضوح الى مدى الحاجة الى تنمية قدرات الذكاء المتعدد لدى الافراد وبطرائق واساليب حديثة لأن معظم اهداف المجتمعات لا يمكن انجازها الا بالاعتماد على القدرات العقلية وبالذات الذكاء المتعدد الذي من بينه الذكاء البصري (الفضائي) (المكاني) هو قدرة الفرد على خلق تمثيلات مرئية للعالم في الفضاء وتكييفها ذهنياً وبطريقة ملموسة كما يمكن لصاحبها من ادراك الاتجاه والتعرف على الوجوه والاماكن وابراز التفاصيل وادراك المجال وتكوين تمثل عنه وعلاقته بالحكم الجمالي الذي يعتمد على مجالات الرؤية البصرية ومجموعة من العمليات العقلية.
انطلاقاً مما تقدم إرتأى (الباحث) التأسيس لمشكلة بحثه المتمثلة بالتعرف على مدى وجود علاقة ارتباطية بين الذكاء البصري الذي يتمتع به بعض المتعلمين في عملية الحكم الجمالي على العمل التشكيلي، وتالف البحث الحالي من (4) فصول تناول الفصل الاول مشكلة البحث الاساسية، اما هدف البحث فقد تمثل بالاتي:-
(تعرف العلاقة بين الذكاء البصري والحكم الجمالي عند طلبة الجامعة) ولتحقيق هذا الهدف اشتق الباحث منها (11) هدفاً فرعياً. اما الفصل الثاني فقد اشتمل على الاطار النظري للبحث والدراسات السابقة، اذ تضمن (3) مباحث، تناول المبحث الاول مفهوم واليات الحكم الجمالي اما المبحث الثاني تناول الرؤية الجمالية من خلال الثقافة التشكيلية فيما تحدث المبحث الثالث عن مفهوم الذكاء كمنطلق للذكاء المتعدد، كما تم الافادة من بعض الدراسات السابقة ذات العلاقة ومناقشتها ومن ثم تحديد بعض المؤشرات التي اسفر عنها الاطار النظري والدراسات السابقة وفي الفصل الثالث تم تحديد منهجية البحث واجراءاته وتحديد مجتمع البحث.
وتكون مجتمع البحث من طلبة الصفوف الثالثة في الكليات العلمية والانسانية التابعة لجامعة بغداد / الدراسة الصباحية المستمرين بالدراسة للعام الدراسي ( 2015 – 2016)، اذ بلغ عددهم (6865) طالباً وطالبة، تم اختيار عينة عشوائية منهم بلغت (300) طالباً وطالبة ينتمون الى (6) كليات علمية وانسانية.
لتحقيق هدف البحث تم تصميم نوعين من المقاييس احدهما يتعلق بقياس الذكاء البصري ويتكون من شقين (لفظي – صوري) وثانيهما يتعلق بالاحكام الجمالية (صوري) تم عرض هذين المقياسين على لجنة من المحكمين للتعرف على مدى صلاحية مكوناتهما في قياس الاهداف التي وضعت لاجل قياسه، تم اخضاع المقياسين الى مجموعة من الاجراءات تعرف الباحث من خلالها على معامل الصعوبة ومعامل التمييز ومعامل الثبات وعلاقة الفقرة بالدرجة الكلية. لاظهار النتائج اعتمد الباحث مجموعة من الوسائل الاحصائية منها (الاختبار التائي لعينة واحدة ومعامل ارتباط بيرسون ومعادلة معامل الصعوبة والتمييز)، اما اهم الاستنتاجات التي توصل اليها البحث هي:-
1-تمتع طلبة الصفوف الثالثة في الاقسام العلمية والانسانية التابعة لكليات جامعة بغداد لمستوى دالٍ معنوي في الاحكام الجمالية.
2-تمتع طلبة الصفوف الثالثة في الاقسام العلمية والانسانية التابعة لكليات جامعة بغداد لمستوى دال معنوياً في الذكاء البصري (اللفظي – الصوري).
3-وجود علاقة ارتباطية دالة معنوياً بين الاحكام الجمالية ومتغير الذكاء البصري (اللفظي – الصوري).التي يتمتع بها طلبة الصفوف الثالثة (الذكور والاناث) في الاقسام العلمية والانسانية التابعة لكليات جامعة بغداد.
بناءً على ما اظهرته الاستنتاجات التي توصل اليها الباحث يوصي بالاتي:
1-توعية طلبة الجامعة باهمية مزاولة النشاطات الفنية في اوقات فراغهم مما يسهم ذلك في الارتقاء بذائقتهم الفنية.
2-الاهتمام بالبيئة التعليمية المحيطة بطلبة الجامعة سواء اكانت في الصف الدراسي ام ساحات الكلية لتصبح اكثر جمالاً ما يعزز ذلك الاحكام الجمالية لديهم.