جرت مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة (الإنفوميديا الإتصالية في تصميم بنية الصحف الإلكترونية ) للباحثة (هـدى فاضـل عبــاس)قسم  التصميم – التصميم الطباعي و بإشراف(الاستاذ الدكتورإياد حسين عبد الله الحسيني)

ترى الباحثة ان  سلسلة المتغيرات التي شهدها العالم في منظومة الاتصالات وتفاعلاتها ، ولعل ماتحقق من تطورات تكنولوجية في مجال وسائل الاتصال ونظمه يُعّد من أبرز تلك المتغيرات، إذ  إن تطويع التقنيات  الاتصالية بات يمثل عنصرا مهما في مجالات التصميم الكرافيكي، وصولا ألى ألعصر الذي نعيشه الان ، وهو عصر الانفوميديا الاتصاليه  الذي تتجلى فيه العلاقه التكاملية بين التصميم الكرافيكي  ووسائل الاعلام اللذان لايمكن الفصل بينهما، لاسيما ان مشتركاتهما الوظيفية باتت تمثل رافدا يصب في بوتقة الاتصال، بذلك تكون عملية تحقيق المواءمة بين التصميم والاعلام وتقنية الانفوميديا بمثابة شريان يغذي ضرورات حتمية للاتصال لتحقيق ( التنمية الاقتصادية ، والاجتماعية ، والفنية، والثقافية، ومجالات عدة) فمنها يتم تحقق الاستمرارية والتنافس والثبات والوصول للشكل الجديد وسط تعددية الاتصال ووسائط الاعلام وتطوراتها التقنية التي احدثت تغيرات شاسعة انعكست اثارها على التصميم الكرافيكي واحدثت تغييراً في مسارها البصري سمحت بدخول تقنيات اعتمدت الوسائط الاعلامية ،ومنها الانفوميديا التي اضفت ابعادا اتصالية مؤثرة في مجال السمعي والبصري على وجه الخصوص لتقدم تصاميم فاقت قوتها الوظيفية والجمالية على وسائل الاتصال لتحولها الى وسائل مثالية نموذجية تمتاز ببساطتها ودقتها وسهولة الحصول على المعلومة المنعكسة على تقديم الدعم والتوثيق للكم المعلوماتي المتدفق ومساهمتها في فتح مجال التواصل الفاعل لعمليتي الاتصال والمثاقفة  .

لقد تضمن البحث اربعة فصول ، تمثل الفصل الاول بمنهج البحث المتعلق بمشكلة البحث وأهميته واهدافه ، وبناءً على ماتقدم لابد من إظهار المشكلة عن طريق وضع التسأول التالي:

  • هل ان ثمة علاقة فكرية وتطبيقية بين الانفوميديا الاتصالية وتصميم الصحف الالكترونية بوصفها احدى وسائل التواصل البصري ؟

وقد تحدد هدف البحث في: الكشف عن العلاقة الفكرية والتطبيقية بين الإنفوميديا الاتصالية و فن التصميم الصحفي بوصفه إحدى وسائل التواصل البصري، من خلال ما نظروه سابقاً وما وصلنا اليه حالياً .

وتكمن أهمية البحث في تناوله دراسة جديدة تعنى بالإنفوميديا الإتصالية في تصميم بنية الصحف الإلكترونية عن طريق دراسة البنى المعرفية والنظرية والانظمة والتركيبات الشكلية  التي تكفل تحقيق هدف البحث.

أما الفصل الثاني فقد شمل الاطار النظري والدراسات السابقة ، والذي احتوى على اربعة مباحث رئيسة تناول :

  • 1-المبحث الاولالإنفوميديا الإتصالية .
  • 2-المبحث الثاني الإنفوميديا ونظريات الاتصال المعاصر .
  • 3-المبحث الثالث وظيفة الإنفوميديا وانعكاساتها على تصاميم الصحف الإلكترونية .
  • 4-المبحث الرابعالبنية التركيبية لتصاميم وإخراج الصحف الإلكترونية .

أما الفصل الثالث فقد خُصص لإجراءات البحث ومنهجيته التي نظمت من خلال اختيار مجتمع البحث واعتماد المنهج الوصفي لأغراض تحليل المحتوى بما يتناسب ورصد الظاهرة، إذ جاء مجتمع البحث بأحدث الصحف الإلكترونية لكبريات المؤسسات الصحفية الامريكية لعام 2016 وبمعدل (20) إنموذجاً ليكون مجتمعاً للبحث ، وتم اعتماد الطريقة القصدية  في اختيار نماذج العينة  وفق مسوغات حددت على ضوئها (10) نماذج وبمعدل (50%) تم اخضاعها للتحليل على وفق استمارة التحليل التي اعدتها الباحثة .

واخيراً الفصل الرابع فقد تم فيه استعراض نتائج التحليل والاستنتاجات والتوصيات والمقترحات، و اعتمدت الباحثة على ما اسفرت عليه عملية التحليل لاستنباط مجموعة من النتائج  منها :

  • 1-نتج عن العلاقةالفكرية والتطبيقية للانفوميديا وانعكاسها على البنية التصميمية للصحيفة الإلكترونيةجعلها تجمع بين الصورة والخبر والوسائط الاعلامية (الانفوميديا والملتيميديا) والاعلانات والبنى الفنية والتصميمية ، وادخالها في التركيب التكويني للاخبار والموضوعات والعناصر الكرافيكية الموزعة والمنظمة ضمن الفضاء التصميمي والروابط التواصلية التي جعلت الاسلوب التصميمي والاخراجي لواجهات الصحف الإلكترونية ينصهرمع جميع قنوات التواصل الاجتماعي بوصفها وسائل تواصل بصرية ، التي شملت النماذج المبحوثة جميعها .
  • 2-تعددية تفاعلات الإنفوميديا الإتصالية ارتكزت اعتماد تقنية الاتصال المباشر التي تجسدت بشكل مميز في الإنموذج (7) ، والاتصال الوسائطي و شبه الوسائطي الذي شمل بقية النماذج المبحوثة (1،2،3،4،5،6،8،9،10) مما اسهم في اختزال العملية الاتصالية وتكثيفها عبر تقنيات المعالجات الوسائطية ، بالرغم من تنوعات تقنيات الاتصال الإ ان اساليب الاخراج والتصميم وتقنيات جمع المعلومات وتخزينها واظهارها قد حققت تواءماً بين الفكر والتطبيق في مرحلة الانتاج النهائي للمنجز التصميمي .

اما اهم ما اسفرت عنه نتائج البحث من أستنتاجات تمثلت بما يلي : 

  • 1-أن العلاقة القائمة بين الإنفوميديا الإتصالية والتطبيق قد اثارت انعكاسات ايجابيةجاءت بمعطيات شكلية تحاكي الواقع التي تضفي مصداقيتها على الاخبار والمعلومات عن طريق ارتباطها بمنظومة الرموز والالوان والوسائط الاعلامية فضلاً عن اقتران وتوأمة عناوينها بتلك الوسائط التي افرزت كماً معلوماتياً هائلاً أسهم في زيادة القدرات المعرفية وإضفاء قوة العرض الاظهاري لمحتويات الصحيفة المتمثلة باللقطات المزدوجة الصورية والمرئية .
  • 2-إن التلاحم الفكري والتطبيقي بين تنظيمات التصميم والانفوميديا الاتصالية وتنسيقها في بنية تصميمية واحدة اسهم في ايجاد معايير تصميمية اقترنت بنظرية هابرماس وماكلوهان وولبرشرام ، والعديد من نظريات الاعلام ، وهذه المعايير تجسدت من خلال بناء وتوءمة الوسيط الاعلامي وفق العلاقات التصميميةوتنوعاتها الشكلية بتركيباتها المتفردة لتتواءم مع الرسالة الاتصالية الجديدة.

 

وبناءً على ما أسفرت عنه النتائج والاستنتاجات أدرجت الباحثة التوصيات التالية :

  • الاتجاه الى تكثيف مزيد من الدراسات والتطبيقات للإنفوميديا في مجالات التصميم المتنوعة وصولاً لابعاد ورؤى جديدة في استخدام الوسائط لاسيما انها في تطور مستمر.
  • إيلاء الإنفوميديا اهتماماً اكبر في انتاج الصحف المحلية وتصميمها ومواكبةالتطورات العالمية واعتمادها .

وانتهى البحث  بمقترحات هي  :

  • 1-إجراء دراسة عن الإنفوميديا وتأثيرها على ايدولوجيا التصميم الكرافيكي .
  • 2-إجراء دراسة لمؤثرات الإنفوميديا ودورها في إظهار المضامين الفكرية لإعلانات المجلات الرقمية .

Comments are disabled.