تمت مناقشة رسالة الماجستير الموسومة (اشتغالات المفاهيم الظاهراتية  في الفيلم السينمائي)للباحث (عباس علي عجيل) وبأشراف الاستاذ المساعد الدكتور علي صباح سلمان

يبدأ الباحث من  الفينومينولوجيا واهميتها في الحراك المعرفي الفلسفي كونها رسمت انعطافاً نوعياً في التراكم والإرث المعرفي الفلسفي ابتداءاً من الموروث الفلسفي اليوناني حتى بزوغ المنهج الهوسرلي ، وتمثل بالقطيعة المعرفية مع الموروث الذي اعتمد الفصل بين الذات والموضوع ، وشكل ثنائية المناهج بين المثالي الميتافيزيقي والعقلي الفيزيقي. وجاءت القطيعة لتوحد الذات والموضوع ضمن الإدراك الشعوري الحدسي وفعله القصدي لمعرفة ماهيات الظواهر معرفة حدسية ، وتمخضت عن عدد من المفاهيم التي شكلت منهج الفينومينولوجيا ومنها القصدية  (intentionality) ، حيث يكون الوعي دائما وعي شيءٍ ما ، ومقابله فان كل الظواهر لها تكوينها القصدي الذي يوجه الإدراك نحوه

ويلزم المنهج بممارسة مجموعة الردود للوصول الى إدراك الماهيات وتتمثل بـ (الإيبوخية Epoch ) المعنية بتقويس معرفتنا القبلية ، و (ألرد الماهوي Edetic Reduction) وصولاً الى (ألرد المتعالي Transcendental Reduction ) ، وتاتي الأهمية الثانية كونها أسست قاعدة ظهور المناهج الحديثة ومنها نظريات التلقي او الإستقبال التي اسس لها ( انجاردن ) عبر مايمكن تسميته بفينومينولوجيا القراءة والتلقي . لكن بالمقابل لم تظهر نظرية جمالية متكاملة الأركان في التحليل السينمائي على الرغم من ان موضوعة السينما قد تم تناولها من بعض اتباع المنهج الفينومينولوجي ونذكر منهم (جان بول سارتر) ، وكذلك (موريس ميرلوبونتي) ، وتلميذته (فيفيان سوشباك) . ولأهمية المفاهيم التي طرحتها الفينومينولوجيا عبر تحولاتها من الماهوية الى الحدس الفنومينولوجي ، ولاحقا ماسمي بالفينومينولوجية الوجودية عبر مفاهيم (مارتن هيدجر) و(جان بول سارتر) ، اختار الباحث الفينومينولوجيا وطرقها في بحثه الموسوم ( التحليل الظاهراتي للفيلم السينمائي ) دراسة لمرتكزات واشتغالات المفاهيم الفينومينولوجية في التحليل السينمائي .

وقد اقتضت طبيعة منهج البحث واطاره النظري وكذلك خطة البحث في اربعة فصول وهي كألآتي :ـ

الفصل الاول / الاطار المنهجي :ـ وتضمن

(مشكلة البحث المتمثلة بالسؤال : مااشتغالات التحليل الظاهراتي في الفيلم السينمائي ؟ ، اهمية البحث والحاجة اليه ، اهداف البحث : الكشف عن آليات التحليل الظاهراتي للفيلم السينمائي ، حدود البحث التي شملت السينما الأوربية بين (1995 ـ 2015 ) ، تحديد المصطلحات التي شملت التعريف اللغوي والإصطلاحي للـ ( التحليل ، الظاهرة ) ، وكذلك التعريف الإجرائي .

 

الفصل الثاني / الإطار النظري والدراسات السابقة:ـ

وتضمن ثلاثة مباحث

1ـ المبحث الاول : الظاهراتية ـ المفهوم والمصطلح . ودرس فيه الباحث:ـ

 تاسيسات مصطلح الظاهراتية ، الموروث والمرجعية الفلسفية ، مابعد الظاهراتية الهوسرلية .

2ـ المبحث الثاني: مرتكزات الظاهراتية وطرائقها .  وتم دراسة :ـ

أ ـ مفاهيم الظاهراتية وطرقها

ب ـ فينومينولوجيا الابداع وفينومينولوجيا التلقي

ج ـ الاستاطيقيا الفينومينولوجية

3ـ المبحث الثالث: اشتغالات الظاهراتية في الفيلم السينمائي ودرس فيه :ـ

 اسئلة المنهج ، مقاربات فينومينولوجيا الفيلم ، فينومينولوجيا الفيلم ، الوجود العضوي للفيلم وماهيته ( البنية ،  المونادات ،  الخارطة الجينية)  .

بعدها استل الباحث مؤشرات الاطار النظري وطبقها على عينة البحث والتي تمثلت بالافلام (دوغفيل للمخرج لارس فون تريير، اركضي لولا اركضي للمخرج توم تيكوير ، ايدا للمخرج باول باوكاوسكي) ، واختتم  بالدراسات السابقة .

الفصل الثالث: اجراءات البحث :ـ وقد ضم

منهج البحث ، مجتمع البحث ، عينة البحث ، اداة البحث ، وحدة التحليل ، خطوات التحليل

صدق الاداة  .

الفصل الرابع :ـ وقد ضم

النتائج ، الاستنتاجات  ، التوصيات  ، قائمة المصادر، وملخص البحث باللغة الانكليزية وكانت ابرز نتائج البحث هي

1ـ  كان التحليل الظاهراتي للفيلم معتمدا على مرتكزات القصدية الظاهراتية ( الشعور الادراكي، الفعل الادراكي، الموضوع المدرك ) والتي تمثلت الوقائع الشيئية ومنها المكان والزمان باطارها الفيلمي وليس الواقعي ، وبرزت في فيلم (دوغفيل) بالنسبة للمكان وفيلم اركضي لولا اركضي بالنسبة للزمان وفيلم (ايدا) بالنسبة للتكوين البصري للقطات.

2ـ تبين ان التحليل الظاهراتي للفيلم ومن خلال العينات مكون من ظاهرات جزئية كـ ( السرد ومستوياته ، الحركة وانواعها ، اللون ، الاضاءة ، الايقاع .. الخ) وبرزت من خلال السرد المتكرر وبمساره الحلزوني وايقاعه في فيلم ( اركضي لولا) واستخدام اللون الاسود والابيض في فيلم ( ايدا ) والتشكيل الممسرح في فيلم (دوغفيل) .

3 ـ كما تبين ان الفيلم  مكون ايضا من ظاهرات كلية تنتج المعنى الكلي ، ويقابلها افعال ادراك جزئي وفعل ادراك كلي، ولتنتج ماهيات متعينة ومتضمنة باطار التبئير والتي برزت في فيلم (اركضي لولا اركضي) باستخدام الاستعارات ، وخاصة بتوظيف الرسوم المتحركة. 

 

Comments are disabled.