جرت في يوم الاثنين الموافق 22/2/2016 في قسم الفنون الموسيقية مناقشة اطروحة الدكتوراه في العلوم الموسيقية والموسومة(الأشكال والأنواع الغنائية في الموسيقى العراقية) للباحثة (زينب صبحي عبد حسين البياتي) والتي تعتبر اول امرأة عراقية تحصل على شهادة دكتوراه في الفنون الموسيقية من كلية الفنون الجميلة بدرجة امتياز، وتالفت لجنة المناقشة الاساتذة الافاضل: ا.د. حسام يعقوب(رئيسا)، ا.د. ماجد نافع عبود(عضوا)،ا.م.د.ناصر هاشم بدن(عضوا)، ا.م.د. هيثم شعوبي ابراهيم(عضوا)، ا.م.د. ميسم هرمز توما(عضوا)، ا.د. متمرس. طارق حسون فريد (مشرفا).



بدأت الباحثة من نقطة هامة تمثلت في تنوع الاشكال والانواع الموسيقية والغنائية واختلافها وفقاً لمعطيات مكانية وزمانية ، ومن ثم فهي تبلورت بوصفها محصلة للعلاقة بين العناصر التي تكونت منها : اللحن و الإيقاع  و التعدد الصوتي و الطابع الصوتي و النص . وتضم الموسيقى الاشكال والانواع الغنائية بجانبيها التقليدي المنهجي والشعبي الفطري التي طرأت عليها التغييرات وتطورت عبر التاريخ باشكال جديدة نتيجة التأثيرات الثقافية المختلفة والاجتماعية والفنية . ويمكن تشبيه الشكل او النوع الموسيقي بالوعاء الذي احتوى على عناصره ونظّمها ضمن شكلها الفني بصيغ متنوعة او مختلفة ، إذاً فهو بالتالي يشمل المضمون ضمن اطاره . 

ان الموسيقى العراقية زاخرة بالعديد من الاشكال والانواع الغنائية المنهجية والشعبية ، اذ منها ما هو ترتيلي او القائي او انشادي ديني او غنائي او انشادي دنيوي . ويمكن تقسيمها من حيث المناطق الجغرافية او وفقاً للتنوع السكاني . فضلاً عن مجمل الظروف والاحداث والتيارات الفكرية التي مرت على العراق الحديث أدت دوراً في تبلور اشكال وانواع جديدة معاصرة ، وبعضها قد تطور واختلف عما كان عليه سابقاً فبات أكثر غناً وتعقيداً . وكذلك مع تطور عناصر الموسيقى بفعل تثقُّف الملحنين والمغنين من خلال السماع والاحتكاك والدراسة والممارسة . كل ذلك اثّر على تنوع بُنيــة تلك الاشكال والانواع وتغيرها واختلافها . كما لاننسى تأثير العامل الثقافي والاجتماعي والاقتصادي وما اضافه على بنية تلك الاشكال والانواع . وان ما كان يُبتكر من غناء هو من ثم انعكاس حقيقي لواقع حياة الانسان العراقي ومحاكاة لكل ما يمر به من ظروف مختلفة . 


ولان الموسيقى العراقية بنوعيها الديني والدنيوي هي ذات طابع غنائي – ترتيلي تبلورت باشكالها وانواعها المختلفة اكثر من اشكالها وانواعها الموسيقية الآلية التي تعددت في مناطق العراق المختلفة . ولعدم توافر دراسات موسيقية وبحوث علمية متخصصة تناولت تلك الاشكال والانواع الغنائية بالدراسة المنهجية وتوصلت الى كيفية تنوعها وتغير بناء هيكليتها الداخلية ، ولعدم توافر جهات تعمل على جمع تلك المادة الغنائية وحفظها وتوثيقها وارشفتها ودراستها اكاديمياً لذا ارتأت الباحثة ان تقوم بدراسة هذا الموضوع .

تكمن أهمية البحث في انه يقدم دراسة علمية اكاديمية موسعة عن موضوع مهم ويحتل مساحة كبيرة من الموسيقى العراقية وهو موضوع اشكال الغناء وانواعه . كما يعمل على الحفاظ على التراث الموسيقي الغنائي العراقي وعدم ضياعه . ويعد البحث الاول في هذا المجال على حد علم الباحثة . كما يفيد الطلبة والموسيقيين والباحثين المهتمين والمعنيين بهذا المجال ، ويعد مصدراً مضافاً الى المصادر العراقية الموسيقية المتوافرة في مكتبات مؤسساتنا المختلفة . أما هدف البحث فيتحدد بالتعرُّف على هيكلية بناء الاشكال والانواع الغنائية في الموسيقى العراقية . وقد حدّدت الباحثة حدود بحثها المكانية بمحافظة بغداد ، والزمانية من عام 1921 وحتى عام 1941 . والموضوعية بالاشكال والانواع الغنائية الدنيوية في الموسيقى العراقية ذات النصوص العربية .

 وقد تضمن الفصل الثاني الأطار النظري والدراسات السابقة . وتكوّن الأطار النظري من أربعة مباحث . تناول المبحث الأول هيكلية بناء الأشكال والانواع الموسيقية ، وتضمن المبحــث الثانـــي الاشكال الغنائية قبــل الاسلام وفي العصور الاسلامية . كما تناول المبحث الثالث واقـع الموسيقى والغناء في بغداد بين عامي 1921 و 1941. اما المبحث الرابع فتناول طرائــق تحليـــل الاشكـــال الموسيـقيــة الغنائية ومعايـيــرها . ثـــم خرجت الباحثــة بما أسفر عنه الأطار النظري . أما الدراسات السابقة ، اذ لم تَجد الباحثة دراسة منهجية علمية تحليلية تناولت موضوع دراستها .

 وتضمن الفصل الثالث إجراءات البحث ، اذ قامت الباحثة بتحديد منهج البحث الذي اعتمدته وهو المنهج الوصفي التحليلي . ثم مجتمع البحث الذي تكوّن من (112 مؤلَّفاً غنائياً مُقسّم وفق الاشكال والانواع الغنائية) وقد شملت عيّنة البحث على (24 مؤلَّفاً غنائياً مُقسّماً كذلك وفق الاشكال والانواع الغنائية) وأُخْتيرت بطريقة عشوائية . واعتمدت أداة جمع المعلومات على المقابلة . أما أداة البحث فقد قامت الباحثة بإعداد معيار تحليلي خاص بالتحليل الموسيقي يلائم أغراض البحث بعدما اطّلعت على دراسات اجنبية عدة . وحققت كذلك صدقه وثباته . ثم قامت بتحليل العينات المختارة للتحليل .

وخَرجت الباحثة في الفصل الرابع بنتائج البحث مُحقّقةً بذلك هدفه ، ثم توصّلت إلى الأستنتاجات ، وبعدها وضَعت التوصيات والمقترحات ، تلتها قائمة المصادر والمراجع ومن ثم الملاحق وخلاصة البحث باللغة الأنكليزية . 


وبعد ان منحت اللجنة العلمية الباحثة  زينب صبحي البياتي درجة الامتياز في الفنون الموسيقية، تقدم السيد المشرف الاستاذ المتمرس الدكتور طارق حسون فريد بالقاء كلمة بحق الباحثة وجهودها المبذولة وسعيها الدؤوب عبر سنين مراحل الدراسة والتدريس المختلفة  لحين حصولها على شهادة الدكتوراه وبأمتياز، لكونها اول امرأة عراقية  تحصل على شهادة الدكتوراه في الفنون الموسيقية من كلية الفنون الجميلة- جامعة بغداد، وبعدها تم تقليدها من قبل السيد المشرف بقلادة الفن والابداع.  








Comments are disabled.